قال وزير الصحة السيد محمد صالح بن عمّار في لقاء إعلامي عقده أمس بمقر الوزارة أن أسعار الأدوية والخدمات الصحية لن ترتفع على الأقل إلى حين انتهاء فترة عمل حكومة مهدي جمعة. وأكد بن عمّار على أن الوزارة ماضية في برنامج دعم الخدمات الصحية في مراكز الصحة الأساسية ومراكز الخطّ الأول مشيرا إلى أنها خصصت 13 مليارا للأدوية الموجهة أساسا إلى هذه المؤسسات . في السياق ذاته قال وزير الصحة إن الوزارة فتحت الباب لانتداب 476 طبيبا مختصا لتعزيز طب الإختصاص في المناطق الداخلية وانها تمكنت إلى حدّ الآن من توفير 100 طبيب من جملة الخطط المفتوحة وأشار إلى أن الوزارة تسعى إلى مزيد تعميم الاختصاصات الأساسية على غرار طب النساء والقلب والشرايين في كل المستشفيات الجهوية على أن تتفرغ المستشفيات الجامعية للاختصاصات المعقدة والتي تحتاج إلى امكانيات تقنية وبشرية كبيرة وذلك في إطار مزيد تقريب الخدمات الطبية من المواطنين في الولايات الداخلية . وفي ما يتعلّق بانتداب بقية الأسلاك الصحية قال السيد محمد صالح بن عمّار إن الوزارة أخذت حاجياتها من الانتدابات في السنتين الماضيتين مشيرا إلى أن انتدابات 2014 ستقتصر على تعويض المغادرين في إطار التقاعد ، مشيرا إلى أن سياسة التقشف التي تم التأكيد عليها في قانون المالية التكميلي لن تشمل نفقات المصالح الحيوية وأنه ستتم مراجعة بعض البرامج الخاصة والمتعلقة منها بالبناءات بدرجة أولى . تأخر في التكنولوجيات الحديثة وزير الصحة الذي أقر بوجود تأخر كبير في التعامل مع التكنولوجيات الحديثة في القطاع الصحي وخاصة المتعلقة بالتصرف في ملفات المرضى ومتابعتها قال إنه سيتم حاليا التركيز على البطاقات الذكية للتصرف في الأدوية والاستغناء عن الوصفات الطبية اليدوية وهو ما سيمكن من الوصف المزدوج للأدوية للمريض ذاته وتجنّب التبذير في الأدوية على أن يتم في مرحلة لاحقة تطوير جلّ الخدمات على الخطّ . برنامج مكافحة الألم وزير الصحة أعلن كذلك عن انطلاق برنامج مكافحة الألم معتبرا أن الصحة حق أساسي لكل انسان تكفله الدساتير وقوانين حقوق الإنسان. ويتمثل هذا البرنامج الذي قدّمه الدكتور مهدي طريفة في وضع خطة متكاملة يقع تعميمها على جميع مؤسسات الصحة العمومية والخاصة تهدف إلى مكافحة الألم في جميع مستوياته سواء الناتج عن التدخلات الجراحية أو الأمراض المستعصية والمزمنة أو حتى الألم العرضي . وقال الدكتور طريفة في هذا السياق إن مقاومة الألم يجب أن تدخل في إطار ثقافة متكاملة سيتم غرسها عن طريق برامج تكوينية لكل أعوان وإطارات الصحة تمّكن من مساعدة المرضى على تخفيف الألم والتعهد الطبي والصحي بالمرضى المتألمين مع بعث أقسام في هذا الإختصاص بالمستشفيات بعد أن ظلت مقاومة الألم حكرا على بعض المحاولات الفردية التي قامت بها جمعيات طبية منذ سنة 1984 . ودعا الدكتور طريفة إلى تكاتف كل الجهود من أجل إرساء هذه الثقافة وتسهيل وصف الأدوية المقاومة للألم على غرار الأدوية المشتقة من «المورفين» حتى للأشخاص الميؤوس من حالاتهم معتبرا أنه من اللإنساني ترك المريض متألما حتى ولو كان على سرير الموت وأن من مبادئ حقوق الإنسان تخفيف الآلام عن المرضى مهما كان تقدم درجة المرض . وحول مدى قدرة الوزارة على إنجاح هذا البرنامج قال الدكتور طريفة إن برنامج مقاومة الألم لا يحتاج إلى إمكانيات مالية كبرى وان المباني التي يمكن أن تخصص للعيادات موجودة والإطار الطبي كذلك وانه يكفي أن تتلقى الإطارات الصحية التكوين والاقتناع به لتطبيقه على الأقل في مرحلة أولى . إيمان الحامدي