هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    إعداد منير الزوابي .. غيابات بالجملة والبدائل جاهزة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    تونس - الصين: 39 طالبا وطالبة يحصلون على "منحة السفير" في معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    حريق في مستودع للعطور بتركيا يخلف 6 قتلى و5 مصابين    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    العلم يكشف سر في المقرونة : قداش لازمك تحط ملح ؟    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدنان بلحاج عمر ل «التونسية»:كلّ صوت يخسره «النداء» هو صوت مربوح ل «النهضة»
نشر في التونسية يوم 15 - 06 - 2014


السلطة والمعارضة فشلتا في معالجة ملف التداين
مرشّح «النهضة» للرئاسة لن يخرج عن ثالوث بن جعفر والمرزوقي والشابي
لم تتوفّر بعد ظروف قيام قطب يساري مؤثّر
حوار: أسماء وهاجر
عدنان بلحاج عمر هو ناشط سياسي عرف بمواقفه الصريحة وجرأته وب«تطرفه في فرض الاعتدال» كما قال ذلك احد النشطاء في الساحة . سجل عودته مؤخرا الى الساحة السياسية بعد ان اختار الابتعاد عن الاضواء لفترة.زاول تعليمه الابتدائي والثانوي بالمعهد الصادقي ثم العالي بفرنسا حيث تحصل على الاستاذية وشهادة الدراسات المعمقة في الاقتصاد من جامعة السوربون .
انتمى مبكرا للوسط السياسي حيث التحق بحركة «الوحدة الشعبية» سنة 1977 ثم حزب «الوحدة الشعبية» منذ تأسيسه في جانفي 1981.غادر هذا الحزب مستقيلا في جوان 2003 اثر خلاف حاد وطويل مع الأمين العام للحزب آنذاك .
ناضل بلحاج عمر شابا في الحقل النقابي الطلابي بالمهجر وكانت له عديد المساهمات المكتوبة في صحف ومجلات تونسية وعربية .اصدر سنة 1996 كتابا بعنوان «كلام في السياسة» عن دار النقوش العربية. اشرف على ادارة عدد من المؤسسات العمومية في قطاعي الصناعات الغذائية والطاقة وقد كان ايضا عضوا بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي من سنة 1994الى سنة 2011في اطار فريق الشخصيات الوطنية من ذوي الكفاءات والخبرات .
«التونسية» التقته في حديث تطرق لعدة مواضيع مطروحة حاليا على الساحة السياسية منها حقيقة ما يروّج عن ضعف حركة «النهضة» بعد تجربة الحكم وحظوظها مقارنة ب «نداء تونس» في الفترة المقبلة واستراتيجيتها في الانتخابات الرئاسية والوضع الاقتصادي والعديد من الملفات الحارقة الاخرى.
لماذا اخترت ممارسة السياسة خارج اطار حزبي؟
انا عشت تجربة طويلة امتدت من 1977الى حد سنة 2003كانت حزبية بالأساس .ومرد ذلك اني اعتقد راسخا انه لا عمل سياسي ديمقراطي الا في اطار تلعب فيه الاحزاب ادوارا اولى. لكن بالنسبة لي شاءت التطورات أن أرى التنظيم الذي انتميت اليه والذي كان تنظيما مناضلا تأسس بناء على رغبة مستقلة عن كل التأثيرات يتحول الى حزب مدجّن وتابع فاقد لصفته النضالية ومتخليا عن عباءة استقلال القرار فيه ومراعاة المصالح الوطنية والحزبية و اتحدث طبعا عن حزب «الوحدة الشعبية» الذي اخترقه بن علي عبر احد عملائه رغم ان هذا الاخير كان في السابق مناضلا صادقا .واعني بكلامي هذا ابن خالة ليلى الطرابلسي الذي شغل في عهد المخلوع منصب امين عام الحزب.
هل أنت مصر على البقاء خارج الأطر الحزبية؟
كلا. فأنا مصر على العمل داخل الاطر الحزبية .وسيكون ذلك ان شاء الله حالما تكتمل شروط التناغم بيني وبين احد الاحزاب القائمة.
هل يكون «نداء تونس» وجهتك المقبلة ؟
لم لا؟.. قد يكون ذلك اذا ذابت السفاسف والزقاقيات التي شهدناها مؤخرا وكادت تعصف بهذه الحركة .
على هذا المستوى ما هي طموحاتك؟
ليست لي طموحات اخرى غير الاسهام في عدد من الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي سيفرض الوضع العام على الاحزاب الكبيرة التعمق فيها في اطار ما يستوجبه اعداد بديل سياسي شامل لضمان التقدم الاقتصادي والرقي الاجتماعي .
هل ترى انه مازال ل «النهضة» شعبية في الشارع؟
انا اقول حذار حذار من التقديرات السريعة المسطحة بخصوص «النهضة» .لا اعتقد ان «النهضة» في موقع يقترب ولو عن بعد من صورة «الديك المذبوح» كما يروج لذلك البعض فحزب الغنوشي لم يستنفد قواه وله هامش كبير للمناورة في المرحلة المقبلة .و هذا يرجع الى معطيات في علاقة بهيكلة حركة «النهضة» وطريقة تحركها على الساحة في كامل انحاء الجمهورية .ويرجع ايضا الى «الهدايا» المتتالية التي يقدمها لهذه الحركة عدد من قادة احزاب خلناها مدنية حداثية ديمقراطية.
يكفي ان نرصد اليوم الكيفية التي اندثر بها «الاتحاد من اجل تونس» والطريقة الغريبة التي يتودد بها زعماء «التكتل» و«المؤتمر» لنعي حجم «الهدية»والوقع السياسي الذي يمكن ان يكون لها لصالح «النهضة».
التجمع الجماهيري الذي نظم مؤخرا بالقصبة بمناسبة الذكرى 33 لتأسيس حركة الاتجاه الاسلامي لم يكن ممكنا ان يكون اقل ضخامة عددية من ذلك حيث تعي «النهضة» كل الوعي أن كل تحرك شعبي من هنا فصاعدا لا يمكن ان يكون الا استعراض عضلات وبيانا لما تريد ان تبثه حول حجمها وتأثيرها ميدانيا. فاذا كانت «الجبهة الشعبية» مثلا تسمح لنفسها بالدعوة الى تظاهرة «شارعية» بقلب العاصمة لا يحضرها غير بعض المئات فان «النهضة» لا يمكن ان تقبل بمثل ذلك حتى تبقى في المخيلة الجماعية حاضرة كحزب جماهيري مهاب .
أعتقد ان «النهضة» ستضاعف من هذه الاستعراضات التي ستقع في كامل انحاء البلاد .كما اعتقد راسخا ان «النهضة» ستبقي على نبرة التعديل في خطابها حتى تجمع من حولها اكبر عدد من الانصار .ولا ادل ّعلى ذلك من ركون من يسمونهم ب «صقور النهضة» -مثل اللوز وشورو وغيرهما على المستوى القيادات الجهوية -الى وضعية امتناع عن لغة التصعيد والاكتفاء بتعويم المفاهيم و المضي الى الانتخابات دون تغريد خارج السرب .
لذا وجب تبين المشهد دون حماسة مفرطة تجاه «النهضة» – مع أو ضد – حتى لا تختلط الاوراق وتتداخل الخنادق وتمرّ المناورات ....
يتداول في الكواليس ان هناك ملفات فساد من شأنها ضرب قيادات «النهضة» في العمق تزامنا مع الانتخابات؟ما رأيك في ذلك؟
لا يمكن ان اتحدث بدقة عن مواضيع تثار بطريقة غير واضحة ويشتمّ منها رائحة التضليل. كان بالأحرى تناول ملفات الفساد مباشرة بعد جانفي 2011 في اطار الشفافية الكاملة وفرض تمسك القائمين على شؤون البلاد المتداولين على الحكم منذ ذلك الوقت بمتابعة كل ما يطرأ في باب قضايا الفساد أولا بأول حتى لا يستشري الأمر وتستفحل المسألة ويختلط الحابل بالنابل .والا فماذا يعني ان تمسك اطراف حسب ادعائها بملفات ولا تبسطها على القضاء وعلى العموم لمدة اشهر بل لسنوات في انتظار الحملة الانتخابية؟
الملف الوحيد الذي يمكن ان يمثل ملفا كبيرا ومدعوما بحجج ضاربة هو ملف تمويل الجمعيات واستعمالات هذا التمويل ومصادره .وهو ملف يستدعي عملا مدققا وابحاثا تقاد بحرفية دون الاستناد لأحكام مسبقة .فقد تبرز بعض المفاجآت بخصوص المسؤولين عن العبث والتلاعب المالي الذين قد يكونون من المحسوبين على التيار الاسلامي او ربما كانوا من المناهضين لهذا التيار ....
حسب استطلاعات الرأي فان «النداء» مرشح لفوز ساحق في الانتخابات. ما رأيك في هذا؟
بقطع النظر عن استطلاعات الرأي التي تتم ادارتها بعيدا عن صرامة قواعد الاحصائيات اعتقد راسخا ان الامكانية الوحيدة لخلق توازن سياسي ديناميكي يغلق الباب في وجه «النهضة» للتمكن نهائيا من البلاد وبسط نفوذها على اجهزة الدولة هو في توصل «نداء تونس» الى تحقيق نتيجة تفوق نتيجة «النهضة» في الانتخابات التشريعية .
«النداء» تجربة فريدة من نوعها في تاريخ الاحزاب التونسية لأنها كانت نتاج مخاض تلى الثورة وكان زبدة لعديد التفاعلات السياسية منها مثلا اخفاق الاحزاب المتواجدة من قبل على تبوئ موقع هام بالخارطة السياسية الا أن ما تشهده الحركة منذ اسابيع من تصدع صلبها قد يعوقها ويجعل اعدادا هائلة من الناخبين يعزفون عن التوجه لمكاتب الاقتراع ويمتنعون عن الادلاء بأصواتهم لفائدة اي طرف كان وهذا أمر خطير لأبعد الحدود لأنه حسب تقديري فان كل صوت لن تتمتع به حركة «نداء تونس» وأينما تم توجيهه هو في نهاية المطاف صوت مربوح ل «النهضة» .
لذا يصبح ضروريا بل مستعجلا ان تسترجع حركة «نداء تونس» الوئام صلبها وان تتوجه توا الى تكوين قائماتها النهائية واعداد لوجستيتها للانطلاق في حملة هي على مرمى حجر. وهذا الحد الادنى لممارسة سياسية في مستوى عال كما هو الحد الادنى ممّا هو مطلوب من حزب سياسي بخصوص احترام المجموعة الوطنية ....
ولحسن الحظ يبدو ان اجتماع الهيئة التأسيسية ل «النداء» قد حقق المطلوب لما وقع التراجع عن فكرة تنظيم المؤتمر يوم 15 جوان واستبدال ذلك بجمع مجلس وطني سيحضره 450من اطارات الحركة ...
يتداول كثيرا ان هناك اتباعا للنظام السابق نافذة داخل حزب «نداء تونس» ؟ما مدى تقديرك لهذا المعطى؟
انا لا أحبّذ عبارة اتباع النظام السابق لأنها ليست بالدقة المطلوبة وانتما تتحدثان دون شك عن تجمعيين عرفوا في السابق بانهم في علاقة تبعية كاملة برأس النظام السابق هؤلاء اعتبر انه ليس من الذكاء تخصيص حيز كبير لهم من الاعتبار.
أغلبية الرأي العام لفظتهم و لا اعتقد ان يكون لهم اكثر من دور هامشي وغير مؤثر .اما بخصوص غيرهم من التجمعيين فلا بد من التأكيد على ان عددا واسعا منهم لم تعرف له ممارسات مشبوهة أو منبوذة في مجال ضرب الحريات أو تعاطي الفساد.
مَن تراه مرشح «النهضة» للانتخابات الرئاسية ؟
أتصور ان «النهضة» لم تحسم الأمر في هذا الشأن غير اني اعتقد أنه لن يكون لها مرشح من ضمن المنتمين لقيادتها .بل انها ستختار في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية من بين ثلاثة لا رابع لهم وهم مصطفى بن جعفر ومنصف المرزوقي ونجيب الشابي .بطبيعة الحال الارجح ان يتم اختيار من تحصل من ضمنهم على افضل نتيجة في الدور الاول ....
لماذا هذا الجزم بأن «النهضة» لن ترشح أحدا من حزبها؟
لأني لا أرى حركة «النهضة» قابلة بأن تدخل معركة بمثل هذا الحجم وتخسرها .عين «النهضة» على ضمان رئاسة الحكومة والسيطرة على البرلمان بل ان في تشجيعها لتواجد وجه من خارج صفوفها – موال لها- في رئاسة الجمهورية ضمانا لتواصل ما حققته على المستوى الخارجي من استحسان لأنها تشرك اطرافا اخرى معها في الحكم ولو كان الامر في باطنه غير ذلك .
هل ترى ان للمرزوقي من الحظوظ ما يؤهله لاختيار «النهضة» له مرشحا بعد كل زلاّته؟
المسألة ليست بهذه البساطة .المرزوقي قدم ل «النهضة» ما لم يكن بإمكان احد تقديمه لها وهو في منصب رئاسة الجمهورية المؤقت .والمرزوقي خلافا لزقاقيات بعض السياسيين له داخل البلاد أنصار يرون فيه الوجه الاقرب لتمثيل صورة التونسي. بطبيعة الحال هذه ليست رؤيتي لكنه لا يمكنني اهمال هذا المعطى .
كما اعتقد ان المرزوقي سجل بعض النقاط الهامة في الفترة الاخيرة على الواجهة الاعلامية .ولا يمكن ان استثني بصفة قاطعة انه سيتحصل في الدور الاول للانتخابات الرئاسية على عدد اصوات افضل مما قد يتحصل عليه بن جعفر او الشابي ....
هل تعتقد ان الباجي قائد السبسي سيكون بالضرورة افضل مرشح ل «نداء تونس»؟
قطعا هو افضل مرشح ل «النداء» ولكن ليس للأسباب التي يراها البعض .
صحيح انه يحظى باحترام لدى فئات واسعة من الرأي العام لكن ما يتميز به عن كل الاخرين هو صيته ومعرفة الناس الواسعة له في الاوساط الشعبية وهذا قد يبدو مسألة جزئية لكنه في الحقيقة محدد ....
هل قدر «الجبهة الشعبية» دائما ان تكون قوة ضغط وتجييش دون ان يكون لها مكان في السلطة؟
لا أدري إن كان الامر مسألة قدرية لأني غير ضالع في الغيبيات غير اني اعتقد ان الظروف الموضوعية لم تتوفر بعد لقيام قطب يساري مؤثر شعبيا .فالجبهة لا تحتوى الا على حزبين وحيدين (البوكت والوطد)ينطبق عليهما مفهوم الحزب .وحتى صلب هذين الحزبين لم تبرز وجوه بالعدد المأمول بينت قدرة على القيادة السياسية واظهرت من الحنكة شيئا معتبرا يجعل الرأي العام يلمس فيها بديلا. هل هذا قدر ام لا؟ أتمنى ألا يكون الامر كذلك لان الساحة السياسية في تونس بحاجة ملحة الى قطب يساري ذكي قادر على فهم التحديات ووضع الاستراتيجيات المجدية والابتعاد عن كل ما هو تنظير وشعارات ودمغجة..
هل حقيقة كان دور اتحاد الشغل مجديا لتونس وأخرجها من عنق الزجاجة أم كان غير مفيد البتة؟
أولا ولضرورة الدقة وجب الاستدراك .ليس الاتحاد العام التونسي للشغل برمته هو الذي تابع الحوار الوطني بل هي قيادة الاتحاد وبصفة خاصة العباسي. اما القيادات الوسطى والقواعد فهي خارج هذه اللعبة ولم يكن ابدا مطلوبا منها ان تكون فيها. ثم لماذا تتحدثان عن المركزية النقابية وتنسيان اتحاد الاعراف والدور الفاعل والفعال لوداد بوشماوي وما افضى اليه في الاطلالة الاولى من عنق الزجاجة؟
على أية حال لم يكن بالإمكان اكثر مما كان و لا ارى كيف كان ممكنا الخروج من الازمة الخانقة التي تردت فيها البلاد دون مساهمة الرباعي بكافة مكوناته ....ولا بد من التأكيد على ان مهمة الرباعي لن تنتهي وقد تتواصل الى حد الاعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات لأنه لا يمكن التنبؤ بالمستعصيات وكل مستعصية على الاحزاب مآلها حتما الحوار الوطني .....
هل كان دور الاتحاد ايجابيا في غير الحوار ؟
كانت له ادوار ايجابية في كل مرة سيطرت فيها القيادة على ارتجالات قواعدها علما بان هذه القواعد لجأت في عديد المرات دون اعتبار رصين لحقيقة المعطيات ولطبيعة التحديات ولخطورة الوضع. .بطبيعة الحال في كل مرة غلب فيها الارتجال كانت النتيجة سلبية وهل كان يمكن ان تكون غير ذلك ؟
اظن ان ترك المجال بهذه السهولة لتواجد نقابات أخرى غير الاتحاد العام التونسي للشغل فتح الباب على مصراعيه للمزايدات والمزايدين الذين انتهزوا فرصة تراكم القضايا والملفات على القيادة النقابية لمزيد اثقالهم بعصارة ارتجالهم .
هل يمكن الحديث عن قرار سيادي وحكام فاعلين بالنظر الى المعطى الاقتصادي ؟
الحديث عن قرار سيادي من عدمه مسألة خطيرة في كل الحالات ويستحسن ان يقع تناوله بكل انتباه وبعيدا عن كل ردة فعل .
انا اعتقد ان كثيرا من الاطراف الاجنبية تسعى الى التدخل في الشأن التونسي للحفاظ على مصالحها في الوقت الراهن ولتوفير الضمانات اللازمة لنفس المصالح في المستقبل. وبطبيعة الحال كلما وجدت هنات توصلت الاطراف المتدخلة الى تمرير ما تسعى اليه .
ان المهم في التصدي لمحاولات الهيمنة الاجنبية هو اتباع خطة واضحة المعالم محددة الاهداف للدفاع عن سيادة تونس في هذا الباب. وفي المستوى الاقتصادي اعتقد اننا في تونس سلطة ومعارضة اخفقنا في معالجة ملف التداين الذي هو رأس حربة قضية السيادة .
في هذا الملف بالذات برز انعدام قدرة السياسيين على اقتحام المغامرات التاريخية الكبرى التي تؤثر على حاضر ومستقبل الشعوب .انا لا افهم مثلا كيف يتم الحسم في مسألة الغاء الديون من عدمه بهذه السهولة وبتعلة ان صورة تونس في الاسواق المالية العالمية ستكون مهزوزة الى الابد .تخلصوا من الموضوع والقوا به في سلة المهملات بسهولة كاملة في حين ان الغاء الديون معمول به وقد كان من اهم ما تمتع به اقتصاد المغرب الشقيق في الحقبة التاريخية الاخيرة لما توصل الوزير الاول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي –وهو زعيم الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية –الى اقناع نادي باريس «Club de Paris »بفسخ ديون المملكة وفتح سجل جديد لتعامل البلدان المتقدمة والمؤسسات المالية العالمية معها. وقد اعطت هذه الخطة اكلها واليوم نرى المغرب الشقيق يحصد كل منافع هذا الخيار الشجاع الوطني والتاريخي .
هل تعتبر أن الحكومة الحالية هي حكومة «تكنوقراط» فعلا أم أنها حكومة مراعاة مصالح الشركات العالمية كما يروج لذلك البعض؟
لا يمكن لاحد ان ينزع عن هذه الحكومة صفة التكنوقراط .لكن ان نتخوف من ان تراعي هذه الحكومة اكثر من اللزوم مصالح اجنبية في تونس هو تخوف مشروع .ربما كان مرد هذا التخوف ان رئيس الحكومة وعددا هاما من اعضائها اشتغلوا كثيرا صلب مؤسسات خارجية وعملوا تحت امرة أعراف اجانب .ربما كان البعض يأمل في ان يرى هذه الحكومة تقدم على مبادرات في الميدان الاقتصادي تنزع كل الشكوك عن خدمة مصالح الغرب .وهنا اؤكد مجددا على ما قلته آنفا بخصوص التداين.
ما هو تعليقك على العبارات التي ترددت في تصريحات المرزوقي من المؤامرة الى الثورة المضادة الى مصلحة الوطن التي تقتضي بقاءه في قرطاج ؟
لا اعتقد البتة انه من مصلحة الوطن ان نجد المرزوقي مرة ثانية في قصر قرطاج .انا من بين الذين يعتقدون ان هذا الرجل وجد نفسه هناك لضرورة املتها حسابات سياسوية ضيقة ليست لها اية علاقة بمصالح البلاد العليا و بمستقبل شبابها وشعبها .المرزوقي يجب ان يغادر والرئاسة يجب ان تؤول الى رجل أو امرأة قادرين على ارتداء عباءة رأس الدولة .
من تراه أهلا لارتداء عباءة الرئاسة ؟
هناك اكثر من شخصية تونسية قادرة على التواجد بموقع رئاسة الدولة بقدرة وشرف .غير ان هؤلاء الذين اراهم قادرين على ذلك بعيدون عن الاضواء وبالتالي عن الموقع في المرحلة الراهنة.
صرحت سابقا ان الطبقة السياسية في تونس تلاعبت بأمن التونسيين. كيف ذلك ؟
ربما كانت عبارة «تلاعبت» في غير مكانها .غير اني اعتبر ان الوافدين الجدد على السياسة وعلى الحكم بعد انتخابات 23اكتوبر 2011لم يكونوا واعين بأهمية متطلبات الأمن القومي .بل ان بعضهم ذهب الى حد التصور انه قد تكون البلاد في غير حاجة الى مخابرات والى يقظة امنية ثابتة والى أعين لا تنام في هذا المجال .والحال انه في وضع تونس كما هو الشأن في كل البلدان التي تعيش تحولات جذرية يستوجب الامر تدعيم الامن وتقويته لا تفتيته والعمل على ذوبانه .
أتمنى ان تكون المراجعات لدى الطبقة السياسية قد تمت في هذا الصدد وان العبث والتسيب واللامبالاة كلفوا البلاد ثمنا باهظا في مدة وجيزة .
تصوير: نبيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.