متوسط الميدان الدولي للاتحاد الرياضي المنستيري نضال سعيد.. الاسم الذي اسال الكثير من الحبر في الاسابيع الاخيرة وضع الحدث في بداية هذه الصائفة بانتقاله الى النجم الرياضي الساحلي برفقة زميله مهدي سعادة.. ولئن كانت المباراة الاخيرة التي لعب خلالها سعيد تحت الوان فريقه الأم الاتحاد المنستيري ضد الشبيبة القيروانية لحساب الدور الربع النهائي من سباق الكأس قد اقترنت بنهاية غير سعيدة لمسيرة نضال مع الاتحاد حتى انه غادر الميدان متأثرا الى حد الكباء فان ما رصدناه لديه بعد ايام من تلك المباراة اقام الدليل على المعدن النفيس لهذا اللاعب الذي لم يتأخر في التماس الاعذار لكل من رفض مشاركته في المباراة واعترض على مغادرته للاتحاد المنستيري. وفي لقاء مع «التونسية» وبهدوئه ورصانته المعتادة تكلّم نضال سعيد عن الموقف الذي عاشه يوم الاحد الفارط بالملعب الاولمبي مصطفى بن جنات قائلا: «تمنيت ان تنتهي مسيرتي مع فريقي الام قبل انتقالي الى النجم الرياضي الساحلي بصورة اجمل من التي عشتها.. وقد تأثرت الى حد كبير نظرا الى انني ابن الاتحاد المنستيري الذي تعلمت في صفوفه ابجديات الكرة ولولا الاتحاد المنستيري والمدربين الذين تعاقبوا على تكويني وصقل موهبتي ولولا تشجيع الجمهور ما كنت لأبلغ هذه المرتبة وان تتسابق الاندية لانتدابي.. لذلك فان الفضل الكبير يبقى لهذه المدرسة الكروية العريقة وان حز في نفسي ان اغادر الملعب بتلك الطريقة فانني اود ان اشير الى أنني التمس العذر للجماهير التي رفضت خروجي وكانت قاسية معي في المباراة الاخيرة ضد الشبيبة القيروانية.. انها المحبة الخالصة للاتحاد المنستيري والرغبة في المحافظة على ركائز الفريق.. وهو تفكير اي محب يعشق فريقه.. صحيح تمنيت ان ارى واسمع كلمات الشكر بعد سنوات من العطاء لم أدخر فيها حبة عرق للدفاع عن الوان الاتحاد المنستيري.. ولكن لا بأس.. اقدر مشاعر الجماهير وسأظل احترمهم بصدق لأن القاسم المشترك بيننا محبة الازرق والابيض». من فريق كبير الى فريق كبير سعينا الى معرفة بعض التفاصيل حول ظروف انتقاله الى النجم الرياضي الساحلي وحقيقة عرض النادي الافريقي ورغبة احد الاندية النمساوية في انتدابه ولكن نضال سعيد الذي قبل بأن يخص «التونسية» بالحديث بدا متحفظا ولم يشأ الدخول في التفاصيل مكتفيا بالقول: «كل ما يتعلق بالعروض والاتصالات اصبح اليوم من الماضي ..أنا سعيد بانضمامي الى فريق في حجم النجم الرياضي الساحلي وسأبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن ظن من وضع ثقته فيّ.. انا اليوم انتقل من فريق كبير هو الاتحاد المنستيري الذي هو مدرسة عريقة للاعبين الممتازين والمدربين الاكفاء الى فريق كبير في قيمة النجم الساحلي.. بفضل الاتحاد لمع اسمي وبرزت وقدمت المردود الذي خول لي اليوم ان اكون في النجم. .. صحيح أنني سوف لن ابخل بحبة عرق للمساهمة في تحقيق طموحات فريقي الجديد.. ولكنني لن انسى الاتحاد المنستيري الذي سيبقى وشما في ذاكرتي وقد اعود الى صفوفه في يوم من الايام ردا لجميله واعترافا بأفضاله عليّ». الاتحاد اكبر من اي لاعب حول امكانية ما سيحدثه خروجه من فراغ في الزاد البشري للاتحاد المنستيري بمعية زميله مهدي سعادة اجاب نضال سعيد بقوله: «ليس الاتحاد الفريق الذي يتأثر بخروج لاعب او اكثر لأن الرصيد البشري ثري ومتنوع ويتوفر على لاعبين ممتازين وسبق ان غادر الفريق لاعبون ركائز ولم يختل توازن المجموعة واستمر الاتحاد المنستيري في تقديم لاعبين من ذوي المهارات العالية التي تألقت وما تزال وفي الرصيد البشري هناك اسماء شابة وواعدة سيكون لها شأن في الحاضر والمستقبل». آفاق أرحب في المنتخب كان لا بد من توجيه السؤال الى نضال سعيد عن مصافحته الأولى مع المنتخب الوطني عندما حظي بشرف الدعوة لتعزيز صفوف نسور قرطاج ومشاركته في رحلتي سيول وبلجيكا.. نضال اكد أنه وجد اجواء طيبة في المنتخب ولقي التشجيع من الاطار الفني ومن لاعبي الخبرة مضيفا: «لقد سررت كثيرا بالمناخ الممتاز في المنتخب وبالعمل تحت اشراف مدرب في قيمة جورج ليكينز ومع لاعبين لهم خبرة طويلة وهو ما حفزّني للاقبال على العمل لدعم ثقة المدرب الوطني فيّ لأكون من المدافعين عن النجمة والهلال».