مركز النهوض بالصادرات ينظم مشاركة الشركات التونسية في معرض الجزائر الدولي من 23 الى 28 جوان 2025    عاجل/ العاصمة: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    49 قتيلا حصيلة قصف إسرائيلي لمدرستين في غزة    الدوري الأوروبي: أتليتيك بيلباو يعلن غياب الشقيقان وليامز عن مواجهة مانشستر يونايتد    حي_التضامن: 03 منحرفين خطيرين مفتش عنهم وتعلقت بهم عدة قضايا عدلية ومروّجي مخدرات...في قبضة الأمن.    نفوق 7 أبقار بالمهدية.. الاتحاد الجهوي للفلاحة يوضح    الديوانة التونسية تحبط عمليات تهريب قياسية: محجوزات بالمليارات    مختص في طب الاستعجالي: نقص التكوين في الإسعافات الأولية يعرض حياة ''التوانسة'' للخطر    مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة ينظم تظاهرة فكرية ثقافية حول 'المرأة والتراث بالكاف    سيدي بوزيد: اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث بسيدي بوزيد الغربية تنظر في الاستعدادات لموسم الحصاد وفي سبل التصدي للحشرة القرمزية    تحذير هام من الإستخدام العشوائي للمكمّلات الغذائية.. #خبر_عاجل    كيف تتصرف إذا ''لسعتك عقرب والا عضّتك أفعى''    اضراب بيومين..تونس دون وسائل نقل..#خبر_عاجل    عاجل/ البحر يلفظ جثة بهذه الولاية    عاجل/ وزارة الفلاحة تعدُ التونسيين بصيف دون إنقطاع مياه    طريقة فحص بطارية السيارة في المنزل: خطوات بسيطة لتجنب المفاجآت    المتسللون للحج بدون تصريح سيحرمون من دخول السعودية لمدة 10 سنوات..ما القصة..؟    فيديو/ معطيات جديدة وصادمة في جريمة قتل المحامية منجية المناعي..#خبر_عاجل    15 ماي.. مراد الزغيدي أمام قاضي التحقيق    الزمالك يعلن إقالة مدربه بيسيرو    كل ما تريد معرفته عن الازدواج الضريبي للتونسيين بالخارج    تونس: الحماية المدنية تدعو إلى الالتزام بإجراءات السلامة خلال رحلات التّنزه    مزاد على قميص صلاح... قيمته تتجاوزال 50 مليون    بداية من بعد ظهر اليوم: أمطار غزيرة ورياح قوية    منظمة إرشاد المستهلك تعبّر عن انشغالها بشأن عدم تطبيق بعض البنوك للفصل 412 جديد من المجلّة التجاريّة    الدورة الثانية للتظاهرة الثقافية 'عودة الفينيقيين' يوم 11 ماي بولاية بنزرت    الدورة الخامسة لتظاهرة اليوم البيئي يوم الاحد المقبل بمدينة حمام سوسة تحت شعار 'بيئتنا مسؤوليتنا'    اليوم في المسرح البلدي بالعاصمة: فيصل الحضيري يقدم "كاستينغ" امام شبابيك مغلقة    مصر وقطر في بيان مشترك: جهودنا في وساطة غزة مستمرة ومنسقة    تونس تتلقى دعوة للمشاركة في قمة "استثمر في باوتشي"    هذه أسعار أضاحي العيد بهذه الولاية..    عاجل/ نفوق عدد من الأبقار ببنزرت..وممثّل نقابة الفلاحين بالجهة يكشف ويُوضّح..    أطعمة تساهم في خفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح    وليد بن صالح رئيسا للجامعة الافريقية للخبراء المحاسبين    هام/ موعد اختتام السنة الدراسية..وتفاصيل روزنامة الامتحانات..    وزير التشغيل والتكوين المهني يدعو الى ترويج تجربة تونس في مجال التكوين المستمر دوليا    قفصة: أفاعي سامة تهدد التونسيين في الصيف    باريس سان جيرمان وأرسنال..موعد المباراة والقنوات الناقلة    سامي المقدم: معرض تونس للكتاب 39... متاهة تنظيمية حقيقية    تونس: أسعار ''علّوش'' العيد بين 800 و مليون و200 دينار    تفعيل خدمات النفاذ المجاني للأنترنات بمطارات صفاقس وتوزر وقفصة وطبرقة وقابس    المهدية: تحيّل باسم ''الستاغ'' وسلب أموال المواطنين    الإصابة تنهي موسم المهاجم الدولي إلياس سعد    عاجل : وزارة التجهيز تعلن عن موعد انتهاء أشغال تهيئة المدخل الجنوبي للعاصمة    وزارة الصحة: احمي سَمعِك قبل ما تندم... الصوت العالي ما يرحمش    بطولة الكويت - طه ياسين الخنيسي هداف مع نادي الكويت امام العربي    الصين: روبوت يخرج عن السيطرة و'يهاجم' مبرمجيه!    قتلى وجرحى في قصف متبادل بين الهند و باكستان    هدف فراتيسي يحسم تأهل إنتر لنهائي رابطة الأبطال بفوز مثير على برشلونة    كوريا الشمالية.. الزعيم يرفع إنتاج الذخائر لمستوى قياسي ويعلن الجاهزية القصوى    المهدية: اختتام مهرجان الوثائقي الجوّال في نسخته الرابعة: الفيلم المصري «راقودة» يفوز بالجائزة الأولى    في تعاون ثقافي قطري تونسي ... ماسح الأحذية» في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما    قبل أن تحج: تعرف على أخطر المحرمات التي قد تُفسد مناسك حجك بالكامل!    دليلك الكامل لمناسك الحج خطوة بخطوة: من الإحرام إلى طواف الوداع    كل ما تريد معرفته عن حفلة ''Met Gala 2025''    بطولة روما للتنس :انس جابر تستهل مشوارها بملاقاة التشيكية كفيتوفا والرومانية بيغو    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



راشد الغنّوشي:قطار تونس على طريق الديمقراطية
نشر في التونسية يوم 30 - 06 - 2014


إخوان مصر انتزعوا من السلطة بنهج غير ديمقراطي
قال رئيس حركة «النهضة» الشيخ راشد الغنوشي ان قطار تونس على طريق الديمقراطية وأنه سيصل قبل نهاية العام، مشيرا إلى أن المطلوب هو ان تحكم البلاد حكومة وفاق وطني وليس حزبا واحدا.
وأضاف ان ما تواجهه تونس الآن هو خطر الإرهاب وان القضاء عليه في كل الأقطار العربية لن يكون إلاّ بالرجوع الى المواطنة، متمنيا ان تتوفق مصر الى تصالح عام عقب الإنقلاب على المسار الديمقراطي، مؤكدا ان جماعة الاخوان المسلمين في مصر وصلت الى الحكم بطريقة ديمقراطية واقصيت بنهج غير ديمقراطي.
وأكد ان شمل سوريا سيلتئم من جديد وانه سيعاد بناؤها وأنه تدور على أرض العراق صراعات دولية وان على من يريد العراق ان يدفع ثمنا غاليا لأن العراق بضاعة غالية. وفي ما يلي مقاطع من الحوار الذي أدلى به الغنوشي الى «القدس العربي».
هل الإعلان عن مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية هو إعلان عن وصول تونس بنجاح الى نهاية مرحلة الانتقال الديمقراطي؟
الإعلان، هو تتويج للمسار الديمقراطي الإنتقالي الذي بدأ بتكوين حكومة محايدة تشرف على الإنتخابات واقرار الدستور واللجنة المستقلة للإنتخابات واقرار القانون الإنتخابي وجاء تحديد الموعد الإنتخابي تتويجا لهذا المسار.
المهم الآن ان قطار تونس على سكة الإنتقال الديمقراطي وسيصل قبل نهاية السنة وستكون الدولة عربية ديمقراطية ان شاء الله.
استطلاعات الرأي اعطتكم المرتبة الاولى في الإنتخابات المقبلة لكن النسبة تقلصت، هل ذلك يعني تقلص شعبية حركة «النهضة»؟
أيا كانت النتائج، المطلوب ان تحكم تونس حكومة وفاق وطني واسع وليس حكومة الحزب الواحد.
هل هناك مخاطر خارجية على التجربة الديمقراطية التونسية؟
الخطر الذي يواجه التجربة التونسية هو الإرهاب.
ما رأيكم في ما يجري في مصر الآن؟
واضح ان هناك انقلابا على المسار الديمقراطي وان نتائجه كانت وخيمة وسلبية على مصر وعلى المنطقة. ونأمل ان تتوفق مصر الى تصالح عام يعيد الإنتظام والوحدة الوطنية ويضمد ما يمكن تضميده من جراحات ما زالت مفتوحة.
هل كان لجماعة الاخوان المسلمين دور في حدوث هذا الإنقلاب؟
في الديمقراطية تقع أخطاء ويتم اصلاح هذه الأخطاء بالديمقراطية أي بالإنتخابات، حتى ولو كانت سابقة لأوانها، ولا يكون اصلاح الأخطاء بالإنقلابات.
الاخوان المسلمون وصلوا الى الحكم بالديمقراطية واقصوا بنهج غير ديمقراطي ولذلك هم مظلومون ولانهم مظلومون، الوقت الآن وقت مناصرتهم وليس وقت تعداد اخطائهم.
ماذا يجري في ليبيا؟
ما يجري في ليبيا طبيعي نتيجة ضعف وهشاشة كيان الدولة والطريقة التي تم بها التغيير خاصة إستخدام السلاح. ولأن الوضع في ليبيا اكثر تعقيدا فإن البناء الديمقراطي يتطلب جهدا أكبر وتضحيات أكثر ووقتا أطول.
انا على يقين ان التغيير الذي تم في تونس فتح العالم العربي على عصر جديد ومهما بدا من محاولات العودة إلى الماضي على قدم وساق بالتأكيد ستفشل. ومثلما أدخلت الثورة الفرنسية اوروبا في عالم جديد رغم محاولات النكوص، أدخلت الثورة التونسية العالم العربي في عالم جديد والتاريخ أقلع.
الثورة التونسية وجدت سندا لها في ثورات عربية أخرى فهل الإنتكاسات التي عرفتها الثورات في هذه الدول تشكل ضغطا على تونس؟
لا شك في ذلك، مثل انتشار الإرهاب في المنطقة لان الإرهاب شكل من اشكال الضغط ومن حالات النكوص التي حصلت. لكن عندما تدرك ان الدستور وقع عليه 94 في المئة من نواب تونس تدرك اننا لسنا ازاء حزب يمكن الإطاحة به لكن أمام ارادة شعب.
الدستور المصري لم تصوت عليه هذه النسبة، صوت عليه ثلثان يمثلان تيارا واحدا تقريبا وبالتالي أمكن للطرف الآخر ان يستعين بالجيش ليقلب الأوضاع بينما في تونس لا يوجد تيار ولا حزب خارج هذا المنتظم وجيش تونس جيش حرفي أيضا.
التونسيون اختلفوا حول قضايا كثيرة لكنهم اتفقوا حول نمط المجتمع الذي يريدون وبالتالي اختلافاتهم اليوم جزئية، فمن أين سيأتي من يقلب الأوضاع وسيكون ضد ال94 في المئة.
من بين أسباب عدم الإنتكاسة في تونس التعليم وتجربتكم في اوروبا؟
هناك أسباب كثيرة، نسبة تعليم معقولة وتحرر المرأة وانسجام المجتمع التونسي، اذ لا توجد تناقضات في المجتمع، أو بتعبير أصح هو أكثر المجتمعات العربية انسجاما. فليست هناك أقليات كبرى او عرقيات يمكن ان يستند اليها أي انقلاب او ديكتاتور كما في بلدان أخرى. فالدكتاتورية في سوريا استندت الى طائفة وفي مصر الى الإختلافات الطائفية وقوة الجيش بينما في تونس هناك شعب واحد وعرق واحد ولغة واحدة ودين واحد ومذهب واحد. فلم تجد الدكتاتورية طائفة تستند عليها وسهل اقتلاعها.
الأوضاع المعقدة في الأقطار العربية الأخرى لم ولن تمنع التغيير لكنها تضع العراقيل والعقبات التي تتطلب ازالتها تضحيات أكبر ووقتا أطول فقط، أي اختلاف في ثمن التغيير من أجل الديمقراطية لكن عصرا جديدا انفتح في العالم العربي.
في سوريا الثمن تدمير البلد؟
سيلتئم شمل سوريا من جديد وسيعاد بناؤها، و«من يخطب الحسناء لا يهمه المهر» ومن يريد ان ينتزع سوريا ومصر من النفوذ الدولي عليه ان يدفع الثمن.
والعراق؟
بلد عربي آخر تجري على أرضه صراعات دولية ومن يريد ان يطلب العراق عليه ان يدفع ثمنا غاليا لأن العراق بضاعة غالية.
هل حقا يعيش العراق صراعا شيعيا سنيا؟
لا تظهر الإنقسامات بين التكوينات الجزئية للأمة الا في أوقات المحن والمظالم. في العراق التكوينات الطائفية والعرقية ظهرت عندما صارت أساسا للتمييز والظلم.
لم نكن نسمع عن التكوينات والعشائر في العراق الا بعد الغزو الامريكي وجاء بريمر وفكك جهاز الدولة والجيش فظهرت المكونات الجزئية وجاء حكم المالكي ليكرس حكم بريمر، أي هيمنة طائفة على بقية المكونات الأخرى، فكاد العراق ان يختفي كدولة ليحل محله سنة وشيعة اكراد وعرب ثم العشائر وهذه المكونات كانت موجودة منذ التاريخ لكنها لم تكن ظاهرة ولم تكن متصارعة، لان بنية الدولة الأعلى كانت هي المهيمنة لذلك اذا أبرزنا المشترك واذا أقمنا دولة على أساس المواطنة وليس على أساس الطائفية والمذهبية والعرقية فإن هذه المكونات لا تختفي، لكنها تأخذ موقعها الطبيعي في المجتمع، دون ان تهيمن أو تصبح هي أساس الإنتظام وأساس نيل الحقوق، لان الأساس يكون المواطنة والإنتماء لكيان أسمه العراق.
الإسلام في العراق مرتبط بظاهرة الإرهاب؟
الارهاب ثمرة لأوضاع مختلة، هو مرض ناتج عن ظاهرة مرضية الآن في العراق تبرز ظاهرة الإرهاب لأن هناك مظالم وحدت العشائر مع بقايا الجيش العراقي والسنة فظهرت كلها في «داعش» لتخفي وراءها غابة من المظالم والمظلومين الذين اجتمعوا. فاذا عدنا الى المواطنة فستختفي هذه المظاهر والظواهر الشاذة والمرضية التي جعلت الإسلام قرينا للعنف والقتل وهكذا.
مصر تدفع الآن للعنف والإرهاب دفعا بتصنيف أهم حركة إسلامية في العالم في قائمة الإرهاب للزج بها ودفعها للعنف حتى تصبح لغة العنف هي اللغة المتداولة في مصر، ليسهل على من صناعتهم العنف والقتل ان يتعاملوا مع «الإرهاب». لان هناك طلبا على الإرهاب لتبرير الدكتاتورية في المنطقة.
زين العابدين بن علي كانت هذه صناعته بالضبط، السعي ليل نهار للدفع بحركة« النهضة» نحو الإرهاب حتى يبرر حكمه الدكتاتوري.
والارهاب الآن في تونس؟
هو ثمرة لبقايا حكم بن علي. أين تربى هؤلاء الارهابيون؟ لقد تربوا في غياب الإسلام المعتدل، بعد ان كانت تونس مرجعية للإسلام المعتدل والمذهب المالكي تم القضاء على هذا في ظل نظام بورقيبة وبن علي.
فالقضاء على هذه المرجعية وجامع الزيتونة وإغلاق الكتاتيب وجعل الصلاة علامة تصنيف على ان هذا ارهابي او غير ارهابي وكذلك موضوع الحجاب، جعل تونس أرضا منخفضة تهب عليها رياح السموم من الخارج، ولأن تونس بلد اسلامي عريق فكان من الطبيعي انه على قدر من الفعل سيكون رد الفعل. والفعل عنيف فكان رد الفعل أعنف.
الإرهابيون في تونس الآن بقايا خلقهم ظلم نظام بورقيبة ونظام بن علي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.