نظرت أول أمس احدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف بنابل في جريمة اعتداء بالعنف تورط فيها زوج انهال على زوجته ضربا مبرحا بسبب خلافات عالقة بينهما وأدين ابتدائيا ب 6 أشهر سجنا. وقد قررت محكمة الاستئناف تأخير النظر في القضية الى موعد لاحق. بداية الأبحاث في هذه القضية كانت على اثر شكاية تقدمت بها امرأة إلى محكمة قرمبالية في شهر نوفمبر 2013 ذكرت ضمنها انها تعرضت إلى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل زوجها وذكرت في شكايتها أن زوجها اتصل بها وطلب منها العودة إلى محل الزوجية دون اللجوء إلى وساطات عائلية إلا انها فوجئت به في ساعة متأخرة من الليل ينهال عليها ضربا مما تسبب لها في أضرار متفاوتة الخطورة كما اثبتتها الشهادة الطبية... وقد بينت المتضررة أنها متزوجة منذ سنة 2010 لكنها لم تعرف الاستقرار أبدا بسبب العنف الزوجي المتواصل مشيرة الى أن زوجها أحالها مرّتين على الإنعاش وحوكم من اجل ذلك لكنها تنازلت عن حقها من باب المحافظة على الروابط الاسرية باعتبار أن زوجها هو ابن عمها ملاحظة انه كان في كل مرة يتظاهر بأنه ثاب إلى رشده لكنه يعاود اعتداءاته عليها... واستنادا إلى هذه الشكاية أذن وكيل الجمهورية بمحكمة قرمبالية بفتح بحث في جريمة الاعتداء بالعنف الشديد وتمّ إلقاء القبض على المظنون فيه الذي استغرب من الاتهام الموجه له واعتبر أن زوجته ابتكرت هذه الحيلة باعتبار انها علمت انه سيتقدم ضدها بقضية في الطلاق بعد ان اثبت نشوزها مشيرا الى أنها غادرت محل الزوجية منذ خمسة أشهر وانه اتصل بها العديد من المرات عن طريق عدل تنفيذ ليجبرها على استئناف الحياة الزوجية دون أن يعثر لها على اثر وان والدها تسلّم الانذارات وأنه تعلل في كل مرّة بمرضها واقامتها بالمستشفى ملاحظا أن ذلك غير صحيح وأنها توجهت للعمل في أحد البيوت بالعاصمة دون إذنه. وبمكافحته بالشاكية والمدعية في الاصل صرحت انه اتصل بها يوم الواقعة بعد أن اعترض والداها على عودتها وطلب منها اللحاق به إلى محل الزوجية من اجل وضع النقاط على الحروف وانهاء كل المشاكل العالقة بينهما دون أن تعلم احدا من افراد عائلتها فاستجابت لطلبه إلا أنها فوجئت به ينهال عليها ضربا ثم تركها تسبح في بركة من الدماء وغادر المنزل متوعدا اياها بالقتل فاغتنمت الفرصة وتوجهت إلى طبيب خاص وتحصلت على شهادة طبية ثم فرت إلى منزل أهلها وتقدمت بالقضية أعلاه. وقد تمسك كل منهما بأقواله وإثر استيفاء الأبحاث معه تمت إحالة القضية على أنظار الدائرة الجناحية فيما تم استصدار بطاقة إيداع في حق المتهم... وبالتحرير عليه من طرف القاضي أكد الزوج المتهم أن القضية التي تقدمت بها ضده زوجته واهية ولا أساس لها من الصحة وأنها اختلقتها لأن النشوز ثابت في حقها وبالتالي سيصبح من حقه التقدم ضدها بقضية في الطلاق للضرر كما ستسقط نفقتها وجوبا غير نافيا أنه سبق له أن اعتدى عليها بالعنف الشديد وأنه التزم أمام السلطات الأمنية بعدم تكرار ذلك. واعتبر محامي المتهم أن الوقائع التي انبنى عليها نص الإحالة هي وقائع محرفة ولا تمت للواقع بصلة لعدة أسباب قال إن باحث البداية تجاهلها ولم يعرها أي اهتماما رغم أنها جوهرية مشيرا الى أن الشاكية ادعت أنها تعرضت للعنف الشديد من قبل زوجها في محل الزوجية واعطت عنوان بيتها القديم وأنه تم إثبات صلب الاسانيد أن هذا البيت تم كراؤه من قبل احد الأشخاص بموجب عقد تسويغ تم مد المحكمة بنسخة منه لأنها لم تكن تعلم أن زوجها قد تسوغ محلا جديدا كما أن الزوجة ادعت أنها تحولت إلى المستشفى من اجل اسعافها لكن خوفها أن يلحق زوجها بها جعلها تتوجه إلى طبيب خاص مشيرا الى أن الشهادة الطبية التي حصلت عليها تشبه شهادة المجاملة واعتبر لسان الدفاع أن كل هذه القرائن هي عناصر تسقط التهمة عن موكله وبناء عليه فقد طالب بعدم سماع الدعوى في حقه.المحكمة بعد الاستماع إلى مرافعات الدفاع قررت إدانة المتهم بستة أشهر سجنا وقد تم استئناف الحكم من طرف المتهم وقد نظرت محكمة الاستئناف بنابل في هذه القضية وقررت تأجيلها الى موعد لاحق.