ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت في منتصف شهر جوان الجاري في جريمة اعتداء بالعنف الشديد تورط فيها زوج انهال على زوجته ضربا مبرحا مما تسبب لها في اضرار بدنية جسيمة وقد ادين ابتدائيا من أجل ذلك. وتفيد معطيات هذه القضية التي انطلقت التحريات فيها في شهر اكتوبر 2013 على اثر شكاية تقدمت بها امرأة الى السلط الامنية انها تعرضت الى الاعتداء بالعنف الشديد من قبل زوجها واستظهرت بشهادة طبية تمنحها راحة ب 45 يوما وقالت انها منذ زواجها اكتشفت حدة طباع زوجها الذي كان يمنعها من الخروج بمفردها وأنها ان غادرت المنزل لقضاء بعض الحاجات دون علمه فإنها تتعرض للإهانة والتعنيف مؤكدة أنها حاولت جاهدة تحمل هذه الوضعية لحبها الشديد له ورغبتها في الحفاظ على أسرتها خاصة بعد ان انجبت طفلين ملآ البيت غبطة وسرورا. وأضافت الشاكية أنها غادرت مرّة المنزل لزيارة والدتها المريضة دون علم زوجها وأنها عند عودتها وجدته في قمة الغضب واندلعت خصومة بينهما احتدت سريعا وتولى خلالها المشتكى به تعنيفها بقوة مما تسبب لها في أضرار بدنية جسيمة فغادرت محل الزوجية وعادت الى منزل والديها وقررت التقدم ضد زوجها بقضية في الطلاق لإدراكها ان العيش معه بات مستحيلا لأنه لا يقبل الحوار والرأي المخالف. وقد جارتها اسرتها في رايها بعد ان اتضح ظلم زوج لابنتها وفعلا تقدمت بقضية في الطلاق غير انه ما ان علم زوجها بجدية قرارها حتى سارع الى المنزل محاولا اعادة المياه الى مجاريها لكنها تمسكت بموقفها لأنها ملت وعوده الكاذبة غير انه رغم ذلك لم ييأس وتدخلت عائلته في الموضوع وطلبت منحه فرصة اخيرة حتى لا تتشتت الاسرة. وبإلحاح من عائلة زوجها نزلت الزوجة وعائلتها عند رغبة والدي زوجها ورجعت الى المنزل بعد ان وعد زوجها بتغيير طباعه واحترام رأيها وفعلا كانت الايام الاولى لعودتها عادية اذ كان زوجها حنونا وهادئ الطباع ولكن بعد فترة عاد الى عادته صراخ وخصام لأتفه الاسباب فحاولت الزوجة جاهدة تمالك نفسها عله يدرك أخطاءه لكن دون جدوى. وفي يوم الواقعة عاد الزوجة الى المنزل مساء بعد الانتهاء من عمله وكانت زوجته حينها تساعد ابنها على القيام بواجباته المنزلية فطلب منها ان تضع له الطعام غير انها اعلمته انها منشغلة فثارت ثائرته وتولى تهشيم بعض الاواني الموجودة على الطاولة مما ادخل الرعب في صفوف ابنيه فلامته على صنيعه لكنه تمادى وشرع في شتمها ورميها بأبشع النعوت ثم انهال عليها ضربا على مرأى من طفليه. وقد حاولت الزوجة جاهدة الدفاع عن نفسها الا ان حالة الغضب التي كان عليها زوجها حالت دون قدرتها على التصدي له ورغم توسلاتها بأن يرحم عجزها فقد واصل تعنيفها حتى سالت الدماء من فمها ووجهها ولم تتمكن من التخلص من قبضته الا عندما هبّ الاجوار لنجدتها وبادر أحدهم بنقلها على جناح السرعة الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة. وقد تبين بإجراء الفحوصات اللازمة انها تعرضت الى كدمات ورضوض بأنحاء متفرقة من جسدها فضلا عن زرقة حول عينيها جراء الضرب المبرح وقد منحها الاطار الطبي راحة ب 45يوما وقد تمسكت المتضررة بتتبع زوجها من أجل ما نسب اليه. وبإلقاء القبض على الزوج اعترف بما نسب اليه. وأفاد انه عاد من عمله وهو في حالة نفسية صعبة بعد ان علم ان المصنع الذي يعمل به مهدد بالإفلاس وأنه قد يغلق أبوابه في قادم الايام فاحس بحالة احباط شديدة مضيفا انه عندما طلب من زوجته ان تضع له الطعام تجاهلته وواصلت الاعتناء بابنها فثارت ثائرته وانهال عليها ضربا مبرحا. وقد اعرب الزوج عن ندمه وطلب من زوجته الصفح لكنها تمسكت بتتبعه عدليا من أجل ما نسب اليه. وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق ومثل امام انظار المحكمة الابتدائية ببنزرت من أجل ما نسب اليه واعاد اقواله السابقة وطلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الامكان كما طلب من زوجته العفو مع التزامه بعدم تعنيفها مجددا الا انها رفضت الصفح عنه. وقد طلب الدفاع التخفيف عن موكله قدر الامكان. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجنه مدة سنتين فتم استئناف هذا الحكم ومن المنتظر ان يمثل المتهم امام انظار محكمة الاستئناف ببنزرت في منتصف شهر جوان الجاري.