غزة – القدسالمحتلة (وكالات) استشهد أمس 11 فلسطينيا في غارات جوية شنتها طائرات الاحتلال على عدة مواقع بقطاع غزة في ثالث يوم على التوالي من العدوان الصهيوني على القطاع, ليرتفع عدد الشهداء إلى 35، في حين تجاوز عدد الجرحى ال 300. بينما ردّت فصائل المقاومة بقصف عدد من مستوطنات بالصواريخ فيما أطلقت «حماس» 5 صواريخ بإتجاه تل أبيب في سابقة تكشف تطوير الحركة منظومة صواريخها. وأمس وسّعت المقاومة الفلسطينية مدى قصفها لتشمل مدن الخضيرة وتل أبيب والقدس، بينما قررت إسرائيل تكثيف غاراتها الجوية على القطاع مستهدفة بيوت النشطاء على وجه الدقة , دون تمييز حتى و ان كان في المنزل أطفال و نساء وهو حال أحد نشطاء «الجهاد» الذي اغتالته اسرائيل الليلة قبل الماضية و والديه و شقيقيه بقصف منزل العائلة. وكثفت اسرائيل - بأمر من رئيس الحكومة نتنياهو- غاراتها الجوية أمس التي أدت إلى استشهاد طفل في شرق غزة، كما استشهدت امرأة مسنة في حي المغرافة، واستشهد شاب وأصيب آخر في غارة استهدفت دراجة نارية في بيت لاهيا شمال القطاع. وبينما استشهد فلسطينيان آخران في غارة إسرائيلية على أرض زراعية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، استشهدت سيدة فلسطينية وابنها في غارة جوية إسرائيلية على بيت حانون شمال القطاع. وقالت مصادر أمنية في قطاع غزة إنه تم تدمير أكثر من ستة منازل صباح أمس في غارات إسرائيلية، مشيرة إلى أن عدد المنازل المدمرة منذ بدء العملية العسكرية بلغ 52 منزلا. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال موتي ألموز قد قال إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن 160 غارة خلال الليل، مما رفع عدد الهجمات الجوية إلى 440 غارة منذ بدء عملية «الجرف الصامد». وأشار إلى أنه تم استهداف 120 موقعا لإطلاق الصواريخ وعشرة مراكز قيادية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) و«العديد من الأنفاق، ومكاتب لوزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني لحركة حماس». وفي المقابل أعلنت إسرائيل لأول مرة أن صاروخا أطلقته كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- وصل إلى مدينة الخضيرة في شمال إسرائيل.وتبعد المدينة نحو مائة كيلومتر عن قطاع غزة بما يظهر تقدما غير مسبوق في القدرة الصاروخية لكتائب القسام التي هددت سابقا بمفاجآت غير متوقعة لإسرائيل. كما أعلنت كتائب القسام صباح أمس عن إطلاق عشرة صواريخ من نوع «غراد» باتجاه مدينة كريات ملاخي، وعشرة أخرى باتجاه مدينة أسدود، وكلاهما تبعد أكثر من 40 كيلومترا عن القطاع. وأعلنت كتائب القسام أيضا اطلاق ثمانية صواريخ طويلة المدى من نوع « أم 75 في» اتجاه تل أبيب، ومنطقة موديعين شمال القدسالمحتلة، التي دوت فيها صفارات الإنذار، حسب إذاعة الجيش الإسرائيلي. وأشارت كتائب القسام كذلك إلى أنها استهدفت لأول مرة مطار نيفاتيم العسكري قرب تل أبيب، الذي يبعد عن غزة أكثر من سبعين كلم. قلق أممي ودولي وتنديد عربي بالعدوان على غزة k نيويورك – لندن (عواصم – وكالات) أبدى أمس بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قلقه من التصعيد الاسرائيلي الأخير والاعتداءات على قطاع غزة، في قت انضمت فيه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي إلى قائمة المنددين بمقتل المدنيين في الأراضي المحتلة. وأدان بان كي مون اطلاق الصواريخ من القطاع بإتجاه البلدات الإسرائيلية، كما دعا إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى «ضبط النفس». من جهتها أدانت واشنطن إطلاق صواريخ على إسرائيل، معربة عن قلقها على المدنيين من الجانبين عقب الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 35 شخصا واصابة العشرات. ودعا المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إبقاء القنوات الديبلوماسية مفتوحة مع الفلسطينيين لحل الأزمة التي أشعلها العثور على جثة ثلاثة شبان إسرائيليين ومقتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير حرقا على يد مستوطنين... بدورها، دعت وزارة الخارجية الأمريكية الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الضغط على «حماس «التي أبرمت اتفاق مصالحة مع السلطة الفلسطينية, فيما ادان الاتحاد الأوروبي ما أسماه إطلاق الصواريخ «العشوائي» من قطاع غزة على إسرائيل، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار. وجا في بيان لمكتب مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد «يستنكر سقوط العدد المتزايد من الضحايا المدنيين خاصة من الأطفال بالنيران الإسرائيلية. يجب أن تكون لسلامة وأمن جميع المدنيين الأهمية القصوى». وعلى الصعيد العربي، أدانت الجزائر العدوان الاسرائيلي واعتبرت أن الصمت الدولي شجع اسرائيل على مواصلة العدوان. فيما صرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية المصرية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من عباس استعرض فيه آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية. وتم التأكيد في الاتصال على أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع كل الأطراف المعنية الفاعلة بهدف تجنيب الشعب الفلسطيني ويلات ومخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية. وفي تعليقه على نفس الموضوع، دعا وزير الخارجية سامح شكري إلى ضبط النفس، وأكد في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني بعمّان على ضرورة معالجة الأزمة بما يحمي مصالح الشعب الفلسطيني. بدوره، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، بينما أكدت الرئاسة الفلسطينية أن من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم بشتى الوسائل المشروعة بعد قرار سلطات الاحتلال توسيع عملياتها العسكرية. من جهة اخرى قال أمس الشيخ يوسف القرضاوي، إنه لا بد للأمة من هبّة تساعد فيها الشعب الفلسطيني لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية الدموية وقال القرضاوي في سلسلة من التغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «اللهم ثبِّت إخواننا في غزة والضفة في انتفاضتهم الثالثة، في وجه المحتل الصهيوني الغاشم. ولا بد من هبة الأمة لنصرة الشعب الفلسطيني في جهاده.. لقد طال حصار إخواننا في غزة ، في ظل صمود عظيم من قبل أهل فلسطين بشكل عام، وأهل غزة بشكل خاص . اللهم مدهم بروح منك واخذل أعداءهم».