طفرة في مشاهد معاقرة الخمر واستهلاك المشروبات الكحولية وتناول المخدرات غزت مسلسلاتنا في رمضان هذا العام واكتسحت شاشات قنواتنا بلا خجل ولا استحياء واقتحمت بيوتنا بلا استئذان ! فالمتتبّع للأعمال الدرامية الرمضانية وتحديدا لمسلسلي «ناعورة الهواء» الذي يعرض على الوطنية 1 و«مكتوب 4» الذي تبثه قناة «التونسية» ,يلاحظ «إقحاما» مبالغا فيه لقوارير الخمر وكؤوسها ولأنواع المخدرات ومشتقاتها ...إلى درجة أن أصبح استهلاك ذلك «القرص» عاديا كابتلاع حبة الأسبرين وتناول «الكأس» كاحتساء كأس الشاي! و من المعلوم أنه في بيوتنا أطفال وشباب ومراهقون ...يتأثرون ويتفاعلون مع نجوم التلفزيون ويتعلقون بشخصياته وقد يصل بهم الافتتان بأبطاله إلى درجة تقليد سلوكهم ومحاولة التشبه بهم...وهنا يكمن الخطر. فما كان «محرما» أو «مكروها» لدى الناشئة قد يصبح «مباحا» بحجة أن بطل المسلسل اقترف هذا السلوك أو ذاك الفعل ...فيكفي تواتر لقطة واحدة «خارجة عن السياق» في مسلسل من المسلسلات لتخريب منظومة قيم كاملة ولهدم ما بنته البيوت والمدارس والجامعات ... في سنوات ! صحيح أن في طرح المسلسلات لظواهر الإدمان والانحراف والإجرام... نوع من المعالجة الدرامية لهذه «الأوبئة» العصية عن العلاج وبعض من الرسالة التربوية التوجيهية المحذرة من مغبّة الوقوع في شرك هذه «الآفات»... ولكن «الشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضده» خصوصا إذا رافق الإكثار من تمرير مشاهد الكحول و«الزطلة» شيء من «التطفل» ...و دون مبرر درامي ! أسئلة بسيطة نطرحها على المخرجين وكتاب السيناريو في بلادنا : ما نفع الإكثار من مثل هذه المشاهد؟ وكم من مرة في الحلقة الواحدة تتكرر لقطات «الموبقات» ؟و هل كان من المستحيل عليكم إخراج المسلسل دون زرعه ب«أعشاب طفيلية» تفسد ما جاورها من نبات صالح وب«قنبلة موقوتة» قابلة للانفجار وإفساد أجيال وأجيال ؟