ختم احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس ابحاثه في جريمة قتل ذهبت ضحيتها امرأة عثر عليها ميتة وسط منزلها وقد بين التقرير الطبي ان الوفاة ناجمة عن سقوط وارتطام بجسم صلب ووجهت لقريبها تهمة القتل العمد بعد ان ثبت تواجده بمسرح الجريمة وقد تبين من التحريات ان القاتل يعاني من اضطرابات نفسية وبعرضه على الفحص الطبي ثبت انه يعاني من اضطرابات في سلوكه لكنها غير مؤثرة على ملكة الإدراك والتمييز. وللتذكير فقد انطلقت الأبحاث في هذه القضية في شهر ديسمبر 2013 اثر إعلام مفاده وجود امرأة ميتة بمنزلها فتحولت دورية أمنية على عين المكان برفقة ممثل النيابة العمومية وأجريت المعاينات اللازمة على الجثة التي كانت تحمل آثار خدوش على مستوى رقبة الضحية كما تمت معاينة بعثرة بمحتوى غرفتها وقد أذنت النيابة العمومية بعرض جثتها على الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما عهد للسلط الامنية بالبحث في ملابسات الجريمة...وقد تم توجيه التهمة في البداية إلى مشتبه فيه باعتباره صاحب سوابق في هذا الصنف من الجرائم وبالتحري معه حول ضلوعه في الدخول إلى منزل المتضررة والاعتداء عليها بالعنف الشديد الناجم عنه الموت من اجل تسهيل سرقتها أكد انه لا علاقة له بالمتضررة وأنه في تاريخ ارتكاب الجريمة كان موقوفا للتحقيق معه في تهمة أخرى وأنه تم اخلاء سبيله يومين بعد اقتراف هذه الجريمة ....وبمزيد تعميق الأبحاث حول هذه الجريمة أفادت إحدى جارات الضحية أنها شاهدت قريبها في يوم الواقعة وهو يطرق باب منزلها وبالتحري معه ابدى تذبذبا في أقواله حيث صرح في البداية انه توجه إليها من اجل زيارة عائلية للاطمئنان على وضعها الصحي ثم تراجع في أقواله ونفى ان يكون توجه إليها وان ما تدعيه الشاهدة غير صحيح وبمزيد محاصرته بالأسئلة اعترف انه توجه إلى الهالكة من اجل الاطمئنان على احوالها وبنية اقتراض مال منها إلا أنها طردته فنشبت مناوشة كلامية بينهما ونظرا لأنه يعاني من اضطرابات نفسية وسبق له الإقامة في العديد من المرات بمستشفى الأمراض العقلية بمنوبة انتابته حالة هيجان عمد خلالها إلى دفعها ففقدت توازنها وارتطم جسدها بالأرض...وقال إنه تركها بحالة جيدة وخرج دون أن يعلم شيئا عن التطورات التي حدثت اثر خروجه لكنه متيقن انه تركها حية تعاني من بعض الآلام وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمتهم في انتظار عرضه على التحقيق ... وباستنطاقه من طرف قاضي التحقيق أعاد المتهم أقواله وأفاد أن قريبته فقدت توازنها فسقطت أرضا وأنّه تركها في وضعية صحية طيبة ثم تراجع في أقواله ونفى أن يكون قد توجه إلى منزل قريبته من اجل اقتراض مال منها كما نفى أن يكون قد جد بينهما أي خلاف في المقابل استظهرت عائلته بملفه الطبي الذي يبين أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية كبرى وطلبت عرضه على الاختبار الطبي الذي اثبت بوضوح ان المتهم يعاني من انحرافات في سلوكياته الذهنية وان ذلك من شانه أن يؤثر جزئيا على ملكة الإدراك والتمييز لديه وبالتالي فهو يتحمل جزئيا ما يصدر عنه من افعال. وقد بين محاميه في تقريره الذي تقدم به أن التقرير الطبي بين أن الوفاة ناجمة عن السقوط دون أن يثبت وجود فعل إجرامي في المسألة وتقدّم بناء على ذلك بمطلب افراج عن المتهم لعدم ثبوت البعد الإجرامي في وفاة الهالكة غير ان قاضي التحقيق رفض مطلب الافراج ووجه للمظنون فيه تهمة القتل العمد ومن المنتظر ان يحال قريبا ملف القضية على دائرة الاتهام .