التونسية (تونس) يتواصل التحقيق في جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب اثر تعرضه الى اعتداء بالعنف الشديد بواسطة آلة حادة من قبل الجاني لأسباب لاتزال مجهولة. وقد صدرمؤخرا التقرير الطبي الثاني الذي اثبت ان الجاني لا يعاني من انحرافات سلوكية وذهنية من شانها ان تؤثر على ملكة الإدراك والتمييز لديه و تصيره غير قادر على تحمله مسؤولية أفعاله.... وللتذكير بمعطيات هذه الجريمة التي جدت في شهر افريل 2013 فان الهالك توجه لحضور حفل زفاف احد متساكني المنطقة وفي طريق العودة وعندما بلغ منزله اقترب منه الجاني المعروف في المنطقة بأنه يعاني من اضطرابات نفسية وبلا مقدمات طعنه على مستوى بطنه ثم وجّه له طعنة ثانية على مستوى صدره ثم تركه ملقى على الأرض مضرجا بدمائه. وقد فارق الضحية الحياة على عين المكان متأثرا بخطورة الإصابة التي تعرض لها على مستوى الصدر فيما تم إعلام السلط الأمنية بالجريمة فتحولت دورية أمنية الى مسرح الجريمة بحضور ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الشرطة العدلية بالبحث في ملابسات الجريمة. وقد تم إيقاف المظنون فيه وانطلقت التحريات معه لمعرفة أسباب هذه الجريمة. ورغم اعتراف الجاني بارتكابه للجريمة فإنه اظهر تذبذبا كبيرا في أقواله حيث تراجع في اعترافاته ذاكرا أن الضحية حي ولكنه يفتعل هذه التهمة ضده للزج به في السجن ... وبمواجهته بأقوال الشهود الذين كانوا حاضرين يوم الواقعة والذين افادوا ضمن شهادتهم أن الجاني بمجرد مشاهدته للضحية تملكته حالة هستيرية غريبة وبدأت ملامحه تتغير شيئا فشيئا ثم نادى الضحية وانهال عليه بالطعنات وسط دهشة كبيرة من كافة الحضور الذين لم يقدروا على التدخل من فرط فزعهم ولم يتركه الا بعد أن تيقن انه فارق الحياة بعد ان لمح الدماء تكسوه بأسره وسقط مغشيا عليه ثم حاول الهروب لولا أن ادركه الحاضرين وأعوان الأمن الذين القوا عليه القبض. واضاف احد الشهود أن مردّ الجريمة قد تكون أن الضحية سبق أن نهر الجاني عندما طلب منه أن يقتني له علبة سجائر ويبدو ان هذه الواقعة ظلت راسخة في ذهن الجاني وظل ينتظر الفرصة المناسبة للانتقام من غريمه. في المقابل نفت عائلته أن يكون ابنها قد أضمر قتل الهالك لأنه مريض نفساني ويعاني من انحرافات ذهنية وسلوكية وقد أقام لمدة طويلة في مستشفى الأمراض العقلية وهو يعالج هناك بصفة دورية وحالته غير مستقرة. كما بينت انه يتعاطى أدوية في الغرض وأنه غير مسؤول عن التصرفات التي يأتيها وطالب دفاعه بضرورة عرضه على الاختبار لكن فحواه لم يكن لصالح المتهم اذ بيّن أن هذا الأخير يعاني من بعض الاضطرابات العقلية لكنه يتمتع بقدر من الادراك والتمييز ....وقد طالب محاميه بعرضه مجددا على الاختبار معللا ذلك بالملف الصحي للجاني الذي يتضمن شهادات كثيرة لأطباء مختصين ورؤساء أقسام تبيّن أنه لا يتحمل اية مسؤولية جنائية عن أفعاله لانه فاقد تماما لآلية الإدراك والتمييز وان محاولته للتظاهر بمظهر الشخصية السوية لا تعني أنه سليم المدارك وانه يتحمل مسؤولية الأفعال التي يرتكبها .... الابحاث متواصلة في القضية في انتظار التقرير الطبي الثاني الذي سيبيّن مدى تاثير مرضه العقلي على التمييز لديه لأنها اساس المساءلة في القانون الجنائي وقد صدر مؤخرا التقرير الطبي كما هو مبين أعلاه وهو من شانه ان يكون له تأثير على وجه الفصل في القضية ....