لا شك بأن الكتابة على الجدران ظاهرة غير حضارية خاصة عندما يتم الاعتداء علي المحلات الخاصة بالكتابة علي واجهاتها وشهدت هذه الظاهرة انتشارا كبيرا في أحياء وأزقة مدينة عقارب ما أدى الي تشويهها للجدران التي معظمها من المنازل أو من المرافق العامة وللأسف الشديد فان معظم الكتابات هي عبارة عن جمل وتعابير منافية للأخلاق إلي جانب شعارات متعددة تدعو إلي العنف والكراهية وتتبجح بالممنوع علنا واستجابة لنداءات أصحاب المحلات بعقارب وحرصا من " التونسية " علي تقصي مشاغل المواطنين بمعتمدية عقارب اتصلنا ببعض أصحاب هذه المحلات حيث قال لنا سامي الهندوز أن الرسم والكتابة على الحيطان تشوه هذه الجدران وتفسد المنظر العام للمحل الذي تمت الكتابة عليه وإلي جانب ذلك فان العبارات المكتوبة تحرج المواطن وعبر عن استيائه من الظاهرة. وأشار جلال من ناحيته الى أن شوارع عقارب كانت نظيفة وجدرانها بيضاء لكن اليوم وفي ظل الانفلات الأخلاقي والأمني أصبحت جدران المدينة محملا لكتابات المراهقين وهذا ما أيده فيه صاحبه حمدي وهو صاحب محل بوسط مدينة عقارب الذي اعتبر أن ظاهرة الكتابة على الجدران هي أمر مشين وجب التصدي له لأنه و حسب تعبيره يرى حيطانا مزركشة بمختلف الألوان كتبت عليها عبارات منافية للأخلاق و خادشة للحياء و أحيانا تكون أسماء أشخاص و أسماء أحزاب من جانبه تحدث منصف الفرجاني فقال أنه يتحرج عند المرور من شوارع المدينة برفقة أمه أو إحدى قريباته ولا يستطيع أن ينظر إلى الحيطان لكي لا يضطر إلى قراءة عبارات مشينة و لكي لا تدخل ذهنه هذه الثقافة الغريبة " التونسية " تحدثت إلى رئيس البلدية فؤاد بن الأشهب بخصوص هذا الامر وحول إمكانية تخصيص أعوان لإزالة الكتابات من شوارع المدينة و للإسراع بتنظيف الجدران وإزالة الكتابات العالقة بها حيث فقال لنا ' إن مشكلة الكتابة والرسم على الجدران في المرافق العامة مثل المنتزهات والحدائق والأسوار وغيرها ينجر عنه الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة وتشويه لجمالها وهي فوق ذلك تمثل تعديا على حقوق باقي المواطنين في العيش داخل محيط جميل ونظيف وهذه الظاهرة شهدت لها انتشارا ملحوظا بعد الثورة لدى فئة الشباب وغالبا ما يحتوي الكتابات على كلام غير لائق أو مواقف وآراء للفت نظر الآخرين أو تشويه سمعة الغير وفي هذا السياق يجدر التذكير بأن هذا الفعل يجرمه القانون لما فيه من إضرار بالممتلكات العامة والخاصة وهو مناف لأخلاقنا وتعاليم ديننا الحنيف الذي ينهى عن إلحاق الضرر بالغير وبممتلكاتهم ورغم تدخل عمال البلدية وكذلك مساهمة بعض الخواص في إزالة تلك الكتابات وتنظيف الجدران إلا أن الشباب يسارعون إلى تشويه الجدران من جديد. وفي حقيقة الأمر معالجة هذه الظاهرة لا تكون إلا بتضافر الجهود. فالبلدية وحدها عاجزة عن التدخل في كل لحظة لتنظيف الجدران والحيطان من الكتابات والرسوم العالقة بها والأمر يستدعي قيام الأسر والأولياء بتحسيس فلذات اكبادهم ونهيهم عن مثل هذه الأفعال وردعهم إن اقتضت الضرورة كما لا تفوتنا الإشارة إلى الدور الريادي للمربين في توعية التلاميذ وتبصيرهم وردهم عن تلك الممارسات بالأساليب التربوية والمناهج العلمية المناسبة وإطلاعهم على الأضرار الناجمة عن مثل تلك التصرفات نفسية كانت أو تربوية هذا إلى جانب أثرها المشين على جمالية المدينة ونظافتها