في الوقت الذي يتواصل فيه الاحتقان والغضب الشعبيين بجزيرة جربة وأمام غياب الحلول الجذرية لحل الأزمة البيئية التي تعاني منها الولاية ، قرر الأهالي توسيع دائرة تحركاتهم الاحتجاجية والتنبيه لخطورة انعكاسات الوضع البيئي والصحي على بقية ولايات الجمهورية، حيث نظّم عدد منهم وقفة غضب أمام مقر وزارة الداخلية عبروا خلالها عن سخطهم وحنقهم الشديدين من لامبالاة السلط الجهوية والمحلية والمركزية وعدم توصلها إلى إيجاد حل جذري يضع حدا للكوابيس التي بات أهالي جزيرة الأحلام يعانون منها. و قد شهدت الوقفة الاحتجاجية مشاركة عدد كبير من المنظمات والجمعيات التونسية الناشطة في المجالات البيئية والصحية على غرار الجمعية التونسية للصحة التي أعرب رئيسها كريم عبد الواحد عن استيائه الشديد من الحال الذي باتت عليه جزيرة الاحلام، مؤكدا ان الوضع الصحي فيها تجاوز الخطوط الحمراء وبات ينذر بالانفجار،على حد تعبيره. و نبّه عبد الواحد من خطورة انتقال عدوى الامراض الجلدية التي تفشت في جربة وامراض العيون ايضا الى الولايات القريبة، معربا عن تخوفه من الاضطرار بعد وقت وجيز لاعلان الحجر الصحي على اهالي الجزيرة وعزلها عن بقية ولايات الجمهورية، مضيفا: ثمة امكانية لانفجار الوضع الصحي بانتشار الكوليرا وغيرها من الاوبئة الخطيرة القاتلة التي لا يمكن التعامل معها الا بالبتر والاعدام.. في مثل هذه الحالات يجب فرض الحجر الصحي على الجزيرة وعزلها عن بقية الولايات، وهذا هو الكابوس الذي لا نريده لجزيرة الاحلام. وطالب رئيس الجمعية التونسية للصحة بتدخل عاجل للمنظمة العالمية للصحة،موضحا ان الوضع صار على غاية من الخطورة خاصة امام خصوصيات المناخ بالجزيرة الذي وصفه بالداعم والمسرّع لتفشي الأوبئة والأمراض. من جانبه، قال مرشد قربوج رئيس جمعية «آس. آو. آس» الناشطة في المجال البيئي، ان تراكم الفضلات في البلاد يمكن ان يؤدي الى تفشي أوبئة خطيرة تصعب السيطرة عليها، موضحا ان مشكلة التصرف في النفايات لا توجد في جربة فقط وانما في كامل ولايات الجمهورية. و اضاف قربوج: بدأت تظهر في جربة بعض الامراض الجلدية وأمراض العيون..و اليوم لا يمكن التعجّب من تفشي الامراض الوبائية الخطيرة، محملا وكالة التصرف في النفايات مسؤولية ما وصلت اليه الاوضاع البيئية والصحية من تدهور تجاوز جزيرة جربة الى بعض ولايات الجمهورية على حدّ تعبيره مؤكدا ان البلديات كانت تقوم بدورها على اكمل وجه الى ان جاءت وكالة التصرف في النفايات بسلطتها المركزية لتعكّر الاوضاع وتتسبب في مشاكل بيئية وصحية لا أول لها ولا آخر لها حسب قوله . الاستاذ ياسين يونسي محامي اصيل الجهة، حمّل بدوره وكالة التصرف في النفايات مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع بمسقط راسه،مطالبا بتوفير حق «الجرابة» الدستوري في العيش والتنقل في مناخ سليم يضمنه الفصل 45 من دستور جانفي 2014، مؤكدا ان ابناء المنطقة انقطعوا حتى عن الدراسة بسبب الاوساخ والامراض وان الوضع يتطور نحو الأسوء بعد أن باتت تتهددهم الامراض السرطانية. و طالب ياسين السلط الجهوية بايجاد الحلول العاجلة والفورية، من قبيل تحويل الاوساخ الى مصبّي بوحامد والنفاتية رغم رفض أهالي هتين المنطقتين لهذا الحل. أمّا فاطمة يدير (طالبة هندسة ميكانيك اصيلة جربة)، فقد وصفت الوضع بالكارثي، مطالبة السلط المعنية بالتدخل الفوري لايجاد مصبات قانونية تحول دون تكرر المشكل الذي قالت ان الجهة تعاني منه بانتظام. و اضافت فاطمة يدير أن أهالي جربة يطالبون بسحب الثقة من وكالة التصرّف في النفايات وحلها بعد ثبات عدم جدواها وفاعليتها،حسب قولها،مشددة على ضرورة بعث مشاريع للرسكلة والفرز في الجهة،متابعة: الا يكفي ان تحرم جزيرة جربة من المشاريع التنموية حتى نحرم ايضا من تنفس الهواء ونعاني من الامراض والوباء؟؟