استهل المترشح للانتخابات الرئاسية عن «الحزب الجمهوري» محمد نجيب الشابي زيارته أمس الى ولاية صفاقس بجولة قادته الى معتمدية جبنيانة حيث موعد سوقها الأسبوعية ثم عقد بعد الظهر ندوة صحفية بنزل الأقواس لتقديم برنامجه الانتخابي والاجابة عن أسئلة الصحفيين وقال الشابي في هذا الاطار إنّ على رئيس الجمهورية القادم لكي يكون رئيس كل التونسيين ولكي ينجح في تحقيق الامن والاستقرار والانتعاش الاقتصادي ان يكون حامي استقلالية القرار الوطني من كل تدخل خارجي باعتبار ان التدخلات الخارجية هي من ابواب الفتنة والدليل ما تشهده المنطقة العربية من انتكاسات ومن اشتعال من ليبيا الى اليمن مشيرا إلى أنها بالأساس حروب بالوكالة . وأضاف الشابي انه لكي تكون تونس آمنة ومستقرة ينبغي ان تكون للرئيس القادم من المناعة الوطنية ما يجعله قادرا على رفض أي تدخل خارجي في القرار والشأن الوطنيين وأنه ينبغي ان يكون ديمقراطيا اصيلا وغير متطفل على الديمقراطية ولا يكون ايضا ممن يتخذ من الديمقراطية مجرد شعار للتسويق لا غير بمعنى ان تكون نضالاته وممارساته منذ قديم الزمان شاهدة على نضاله من اجل ارساء وتكريس الديمقراطية وأضاف الشابي ان من الشروط الاخرى التي ينبغي توفرها في الرئيس القادم الاّ يميّز بين التونسيين على اساس الرأي والحرص على ان يضمن حق كل تونسي بأن يشارك في الحياة العامة بناء على اعتقاداته الخاصة وبالطرق السلمية وفي اطار الدستور وأنه ينبغي ان يكون الرئيس وطنيا ومستنيرا ومنفتحا على العالم ومتمسكا باستقلال البلاد وحاميا للحقوق العامة والفردية وان يكون حاملا لرؤية لتونس في 2020 . وقال نجيب الشابي انه رتب برنامجه الانتخابي طبقا لخمس أولويات وهي النهوض بالتعليم والمنظومة التربوية لتحقيق الرقي العلمي مع ضرورة اعادة الاعتبار للتعليم التقني واعادة النظر في الخارطة الصحية بالبلاد ومعالجة الخلل الكبير الفادح في انتشار المؤسسات الصحية والاستشفائية حيث ان معظمها وبنسبة عالية ينتشر في الشريط البحري للبلاد وتبقى المناطق الداخلية محرومة من العديد من المؤسسات والاختصاصات كميا ونوعيا والاولوية الثالثة هي اعادة النهوض بالجهات لتحقيق التنمية الحقيقية بها وتكريس اللحمة الوطنية لا سيما ان العديد من المناطق الداخلية والمهمشة مثل جندوبة والقصرين والكاف وقفصة والجريد وتطاوين قادرة على ان تكون مناطق نهوض واشعاع اقتصادي وثقافي وعلمي وهذا يقتضي تحقيق التنمية الحقيقية وانجاز شبكة متطورة للبنية التحتية من الطرقات السيارة والسكك الحديدية السريعة والاولوية الرابعة هي الرفع من المقدرة الشرائية للمواطن ومعالجة ارتفاع الاسعار مقابل تدني سعر الدينار وضعف الجرايات الشهرية والاولوية الخامسة هي التلوث الذي يدمر عديد المناطق بالبلاد ولا سيما قابسوصفاقس وقفصة وخليج المنستير والمهدية التي ترزح جميعها تحت آلاف الاطنان من المواد الملوثة . من ناحية اخرى تعهد نجيب الشابي في صورة توليه منصب الرئاسة بأن يضع كل وثائق الدولة التونسية تحت تصرف «هيئة الحقيقة والكرامة» باعتبار ان هذه الهيئة آلية دستورية وان دورها تاريخي وهو الانصاف وانهاء المظالم والكشف عنها وذلك ليس بنية الانتقام وانما بنية المصالحة. وأضاف انّ لا أحد فوق القانون وأنه لا بدّ من النظر في الملفات التي تحتاج إلى محاكمة في اطار محاكمة وقضاء عادل وأنّ بعد الحكم العادل يمكن الصفح والعفو وقال الشابي ان العدالة الانتقالية ليست انتقامية. وفي ردّ حول نعته «ما يعرفش الرئاسية» من طرف السبسي قال : «لا أريد الدخول في مناكفات ومنابزات مع الاخ الكبير سي الباجي قائد السبسي ... انا احترمه ولكن ايضا اقدم نفسي كديمقراطي اصيل وانا لم اكن ابدا جزءا من آلة القمع والاضطهاد التي رزح تحتها الشعب التونسي طيلة 50 سنة وكنت واقفا كالشوكة في وجه هذه الآلة ووقتها لم أجد الى جانبي كثيرا من المترشحين للانتخابات الرئاسية الحالية بل ربما كان كثير منهم في مواجهتي وضدي ... بل انا في مرات كنت فيها «معلق» واخضع للتعذيب في مقر «الدي اس تي» «DST » (البوليس السياسي ) في 23 مارس 1968 وأحد المترشحين للرئاسية الآن كان وزيرا بالطابق الثالث من البناية التي اخضع فيها الى التعذيب ( يقصد وزارة الداخلية). من ناحية أخرى وبخصوص مبادرة مصطفى بن جعفر الأخيرة قال نجيب الشابي انها جاءت متأخرة لأنها جاءت بعد انطلاق الحملة مشيرا إلى أنه كان من المفروض ان تكون لها آليات تدعى فيها القاعدة الانتخابية للاحزاب الديمقراطية ويترشح من يترشح من هذه القوى وتتم التصفيات بينهم لتفرز في النهاية مرشحا واحدا وهذا ما وقع في الاشتراكية الفرنسية وما يقع ايضا في الاحزاب الديمقراطية في امريكا وهذا ما سيقع في الحزب اليميني الفرنسي .