نظمت نقابة الصحافيين التونسيين أمام المسرح البلدي وسط العاصمة وقفة احتجاجية تضامنا من الزميلين سفيان الشورابي ونذير القطاري المخطوفين منذ سبتمبر 2014 بحضور عدد من السياسيين ونشطاء المجتمع المدني. وهتف عشرات الصحفيين، بالعديد من الشعارات المنددة بالارهاب والارهابيين على غرار «تونس حرة والارهاب على بره»، «كلنا سفيان.. وكلنا نذير.. كلنا تونس» مطالبين الحكومة بالتحرك الفاعل للكشف عن مصير زملائهما بعد تواتر أنباء عن اعدامهما أول أمس. وقال ناجي البغوري رئيس النقابة، خلال هذه الوقفة، ان سفيان الشورابي ونذير القطاري اصبحا عنوانا للشجاعة مشيرا الى أن الوقفة تهدف إلى توجيه رسالة تضامن مع الصحفيين المختطفين والدفاع عن حرية التعبير والصحافة معتبرا أن الإرهاب أصبح يستهدف حرية الرأي والتعبير وأن العملية الارهابية ضد الصحيفة الفرنسية «شارلي إبدو» تأتي في سياق ذلك. في سباق مع الزمن واضاف البغوري ان الاعلام التونسي لن يخشى التهديدات الارهابية وسيظل متمسكا بمبادئه ورسالته النبيلة قائلا « هذه الوقفة رد واضح على الجماعات الإرهابية المتطرفة بأنها لم ترهبنا ولن نتراجع قط عن دفاعنا عن حرية التعبير والرأي.. نحن هنا صامدون وسنبقى صامدون». مطالبا الحكومة بعدم الارتجال وأخذ الموضوع بجدية باعتبار أنها مسألة حياة أو موت وفي سباق مع الزمن. وتأتي هذه الوقفة على اثر تداول انباء متضاربة حول اعدام المختطفين في ليبيا منذ 8 سبتمبر المنقضي على يد منتمين ل«داعش» بليبيا فيما لم تؤكد السلطات التونسية مدى صحة أو نفي هذه الاخبار الرائجة. والدة الشورابي: «ولدي حي» قالت سعاد الشورابي ل«التونسية» ان ابنها لا يزال حيا رغم كل الاشاعات والانباء المتضاربة مضيفة « عندي احساس انو ولدي عايش...» مشيرة الى ان رئيس الجمهورية، الذي استقبلهم امس في قصر قرطاج،وعدهم بان الدولة لن تتخلى عن سفيان الشورابي ونذير القطاري وأنها ستفعل ما بوسعها لإطلاق سراحهما. ونفت والدة الشورابي التي كانت تحمل في يدها ورقة كتب عليها «رجعولي ولدي سفيان» الاتهامات الموجهة للحكومة بالتقصير في هذا الشأن مشيرة ان ملف ابنها معقد بسبب الوضع الامني في ليبيا وسيطرة المليشيات وغياب أطراف حكومية للتفاوض معهم. قائلة «سلامة الاولاد تُوجب التعامل بحذر ونحن صابرين». والدة نذير القطاري: «أريد رؤية ابني» طالبت والدة نذير القطاري سنية رجب ، الحكومة ب«اخذ هذه القضية على محمل الجد والكشف عن مصير ابنها وزميله قائلة بعيون دامعة «أريد رؤية ابني ..اريد احتضانه»، موجهة رسالة الى المختطفين «ابني رغم صغر سنه لم يخف ولن يخاف من الارهاب وتونس ستواجه الارهابيين بشجاعة. عبد الوهاب الهاني: رمز للحرية قال عبد الوهاب الهاني رئيس حزب «المجد» ان نذير وسفيان اصبحا رمزا للحرية التي افتكها الشعب التونسي مشيرا إلى ان الحرص على عودتهما الى ارض الوطن سالمين اولوية وطنية اليوم وأنه على الدولة التونسية استحثاث الجهود لضمان عودتهما سالمين وأنه على رئيس الحكومة قطع زيارته الى واشنطن والعودة حالا الى ارض الوطن للاشراف على خلية الازمة معتبرا اختطاف الشورابي والقطاري جريمة ارهابية يعاقب عليها القانون الدولي مشيرا الى ان الطبقة السياسية يجب ان تكون موحدة ضد الارهاب مهما كانت خلافاتها موجها رسالة الى الصحفيين للحذر من الاخبار المتواترة في كل حين باعتبار أن هناك حرب اعصاب نفسية تقوم بها الجماعات الارهابية معتبرا الحرب النفسية جزءا من الحرب وأن مجرد تسريب هذا الخبر المغلوط هو عملية ارهابية في حد ذاته وذلك لاضعاف معنويات الصحفيين وعائلات المختطفين. الخارجية تحذّر وكانت وزارة الخارجية قد دعت صباح امس في بيان لها السلطات الليبية إلى التحرك الفوري للتحري حول مصير الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري. وقالت الخارجية، ، «تحمّل وزارة الشؤون الخارجية الجانب الليبي مسؤوليته كاملة لضمان سلامة المواطنين التونسيين المتواجدين في ليبيا وتدعوه إلى التحرك الفوري للتحري حول مصير الصحفيين ولتفعيل الاتفاقيات القضائية الثنائية والإقليمية ذات الصلة». وتابع نص البيان «تعلم الوزارة أنّ هذا الموضوع يحظى بمتابعة مباشرة من كافة مسؤولي الدولة على أعلى مستوى. وسيتمّ إفادة الرأي العام، في الإبان، بأية مستجدّات في هذا الشأن».وجددت الوزارة تحذيرها المواطنين التونسيين من السفر إلى ليبيا، وذلك على خلفية الأوضاع الأمنية السائدة في هذا البلد. وتواصل خلية الأزمة الخاصّة بمتابعة الأوضاع في ليبيا عملها، بصفة مستمرة منذ اول أمس، بإشراف فيصل قويعة، كاتب الدولة للشؤون الخارجية، وبالتنسيق مع كافة أجهزة الدولة، وسط تكثيف للاتصالات مع الأطراف الليبية والإقليمية والدولية للتأكد مما جرى تداوله بشأن إعدام الصحفيين الاثنين. ضغط وابتزاز والى حد كتابة هذه الاسطر، ما تزال الأنباء متضاربة حول حقيقة ما نشره تنظيم «داعش»، كما لم يتسن للحكومة التوصل إلى معلومات واضحة حول مصير المختطفين لكن البعض اعتبر بيان «داعش» مجرد عملية ضغط وابتزاز من الخاطفين باعتبار عدم وجود دليل واضح على اعدام نذير وسفيان حتى يثبت العكس. جيهان لغماري