900 ألف خبزة يوميا تعود إلى المخابز وتحوّل إلى علف للحيوانات أعد المعهد الوطني للاستهلاك بالتعاون مع مختلف الوزارات المعنية والغرفة الوطنية لأصحاب المخابز برنامجا وطنيا للحدّ من تبذير الخبز. ويأمل المعهد أن يقع اعتماد البرنامج وتنفيذه هذا العام ودخول مرحلة جديدة في المقاربة الوطنية للحدّ من تبذير المواد المدعمّة ولا سيما استهلاك الخبز. وتقترح هذه الخطة التي شارك في إعدادها كل من وزارات التجارة و الصحة والصناعة والشؤون الدينية وديوان الخدمات الجامعية والغرفة الوطنية لأصحاب المخابز ومنظمة الدفاع عن المستهلك والمعهد الوطني للاستهلاك الذي اشرف على اللجنة الفنية التي أنجزت الخطة، واعتماد حجم موحد للخبز وصنف واحد فقط بدلا من صنفين المعتمدين حاليا (أ) للخبز الكبير وصنف (س) للخبز الصغير إلى جانب العمل على تحسين جودة الخبز. وتجدر الإشارة إلى أن صنف (ب) تمّ حذفه بداية من سنة 2011 وهو صنف يجعل بعض المخابز تعد الخبز الصغير والكبير في الآن نفسه. وتوصي الخطة كذلك بإضافة نسبة معينة من «النخالة» في الخبز باعتبار أن ذلك أفضل صحيّا علاوة على التنسيق مع الغرفة الوطنية للمطاعم السياحية لحثها على إعداد وجبات يعتمد فيها على الخبز «البايت». إلى جانب انجاز ومضات للتّحسيس على مدار السنة للتحسيس بعدم تبذير الخبز مع التفكير في إرسال إرساليات قصيرة في الغرض بالإضافة إلى العمل على تخصيص بعض خطب الجمعة لتحسيس المواطنين بضرورة الابتعاد عن تبذير مادة الخبز. ووفق المعطيات المستقاة من المعهد الوطني للاستهلاك فإن هذه الخطة تندرج في إطار الجهود الرامية إلى عقلنة كلفة دعم المواد الغذائية الأساسية من خلال إرساء سلوك استهلاكي يحد من تبذير المواد المدعمة و لا سيما الخبز. 100 مليون دينار كلفة تبذير الخبز ويرى المعهد أن ذلك يظل رهانا لا يقل أهمية عن جوانب أخرى مثل النشاط الرقابي الهادف إلى مقاومة استعمال هذه المنتوجات في غير أغراضها وذلك بالنظر إلى الكلفة الباهظة لتبذير الخبز. وكشفت المعطيات الإحصائية أن كلفة تبذير الخبز في تونس تقدر بنحو 100 مليون دينار سنويّا وذلك على مستوى المخابز (حوالي 900 ألف خبزة تعود يوميا إلى المخابز) والوحدات السياحية والأسر والمطاعم الجامعية. وبين مدير المعهد الوطني لاستهلاك أن آخر المؤشرات أظهرت انه يتم إعداد يوميّا 6 ملايين و 734 ألف خبزة في تونس موزعة على مليونيين و 786 ألف خبز صغير (باقات) و 3 ملايين و 950 ألف خبز كبير. كما كشفت المعطيات الإحصائية أن التونسي يستهلك معدل 66.1 كلغ من الخبز سنويا بين خبز صغيرة وخبز كبيرة أو استهلاك 84 وحدة خبز صغير و 119 خبزة كبيرة سنويا. الاستهلاك الأسري في الصدارة ويشار إلى أن الاستهلاك الأسري للخبز يحتل المرتبة الأولى يليه القطاع السياحي بمعدل 35 ليلة مقضاة أي ما يعادل 3.5 يوم استهلاك فالمطاعم الجامعية (17 مليون و 370 ألف وجبة) ثم السجون (حوالي 22 ألف نزيل). وتوجد في تونس 900 مخبزة مختصة في إعداد الخبز الصغير (باقات) و2105 مخابز مختصة في إعداد الخبز الكبير. من جهة أخرى كشف تشخيص لظاهرة تبذير الخبز في تونس عن اقتناء التونسي للخبز بكميات تفوق الحاجات الحقيقية وعدم اعتماد طرق ملائمة لحفظه واعتماد أحجام كبيرة نسبيا بما يتسبب في كثرة الفضلات إلى جانب إنتاج المخابز لكميات تفوق قدراتها التسويقية، بالإضافة إلى نقص على مستوى تشخيص الأساليب الملائمة لإعادة استعمال الخبز. ضمان شراء الخبز حسب الحاجيات الحقيقية ويهدف البرنامج الوطني للحدّ من تبذير مادة الخبز إلى الوقاية من التبذير في مراحل الإنتاج والاستهلاك وضمان شراء الخبز حسب الحاجات الحقيقية واعتماد الوسائل الملائمة لحفظه وتعميق الوعي العام بانعكاسات التبذير وتعريف المواطن بالأساليب الملائمة لإعادة استعمال بقايا الخبز في الطبخ مع تعميق الوعي بأن استعمال الخبز كعلف للحيوانات يمثل بدوره شكلا من أشكال التبذير (كلفة 1 كلغ من الخبز أضعاف كلفة كلغ من العلف). ويعتزم المعهد الوطني للاستهلاك خلال كامل سنة 2015 تركيز جل أنشطته على ترشيد استهلاك الخبز من خلال تنظيم حملات تحسيسية وانجاز بحوث ميدانية وأنشطة تكوينية حول استهلاك التونسي والمطاعم والمخابز للخبز.