ودّعت منطقة «النصيرات» من معتمدية الجم (ولاية المهدية) عصر أمس ابنها البار الوكيل في الحرس الوطني عبد الوهاب نصير الذي اختطفته يد الغدر الإرهابية في الليلة الفاصلة بين يومي الثلاثاء والأربعاء في منطقة بولعابة من ولاية القصرين على اثر استهداف دورية للحرس الوطني. و كان في استقبال جثمان الشهيد في مسقط رأسه حشد كبير من عموم المواطنين وأصدقاء وأهالي الشهيد الذين رابطوا أمام منزل العائلة منذ ساعات الفجر الأولى بعد تلقيهم النبأ من طرف زملائه. وقد تمّ مواراة جثمانه الطاهر عصر يوم أمس الأربعاء في جنازة خاشعة ومهيبة حضرها وزير العدل محمد صالح بن عيسى وعدد من الإطارات الأمنية والمسؤولين الجهويين وزملاء الشهيد في الحرس والشرطة والجيش، في موكب تعالت فيه الزغاريد والتكبير وامتزجت فيه دموع الحسرة والألم، بالفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن والاستبسال في الدفاع عن حرمته. حلم لم يتحقّق الشهيد عبد الوهاب نصير، يبلغ من العمر 42 سنة، يعمل في سلك الحرس الوطني منذ 15 سنة، متزوّج، وأب لطفلة عمرها 3 سنوات، كان في انتظار مولوده الثاني ويحلم برؤيته لكن شاء القدر أن يحرم من تحقيق حلمه. وقد التحق يوم الثلاثاء بعمله في منطقة القصرين بعد أن قطع إجازته القصيرة التي قضاها رفقة زوجته وابنته مع العائلة في مسقط رأسه. رسالة أخ الشهيد بحسرة بالغة تكلّم أخ الشهيد كمال نصير إلى « التونسية» موجّها رسالة إلى الحكومة الجديدة مطالبا فيها بتحسين ظروف عمل الأمنيين لمقاومة الأخطار المحدقة بهم واتخاذ جملة من القرارات الجريئة للتصدّي للإرهاب في تونس، قائلا في هذا الصدد:«دم شقيقي ليس أغلى من دم بقية شهداء الوطن...وحان الوقت للتصدّي لآفة الإرهاب واجتثاث جذوره من أرض تونس».