في موكب مهيب وحزين وخاشع شيعت أمس تونس و«الجبهة الشعبية» شهيد عيد الجمهورية المنسق العام للتيار الشعبي والأمين العام السابق لحركة الشعب والنائب بالمجلس التأسيسي شهيد اليسار القومي الوحدوي الناصري محمد البراهمي الذي اغتيل يوم الخميس الفارط امام منزله وأمام انظار عائلته بوابل من الرصاص. جنازة الشهيد انطلقت صباحا على الساعة العاشرة من بيته بحي الغزالة في اتجاه مقبرة الجلاز مرورا بشارع محمد الخامس اين توافد الآلاف من التونسيين منذ ساعات الصباح الاولى لانتظار جثمان الشهيد وايصاله الى مثواه الاخير بمقبرة الشهداء ليرقد هناك الى جانب رفيق دربه ورفيق نضاله ورفيق المصير نفسه الشهيد شكري بلعيد الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين المغدور بدوره في 6 فيفري الفارط.. مشيّعو الشهيد البراهمي توافدوا بالآلاف على بيته وكل الانهج والازقة التي تحاذي موكب جنازته المهيبة حتى مقبرة الجلاز متحدّين حرارة الطقس واشعة الشمس الحارقة ومتاعب الصيام والسفر ونقص وسائل النقل العمومي خاصة أن العديد منهم جاؤوا من داخل البلاد وجهات الاعماق من شمال وجنوب إلى جانب حضور بعض المشيعين المرضى بين مريض بضغط الدم ومريض بالسكري وغيرها اكراما منهم للشهيد المعروف باستماتته في الدفاع عن الحق والمبدإ والموسوم بصدقه الكبير وطيبته حتى انه يلقب ب«طيب القلب» اليس هكذا يكرم الزعماء والمناضلون الحقيقيون من قبل ابناء شعوبهم.....؟ سياسيون ينتظرون في نزل «نوفوتال» وشارع محمد الخامس يعج بالجماهير عدد كبير من السياسيين منهم أعضاء بالمجلس التأسيسي مثل سليم عبد السلام وكريمة سويد وسمير الطيب واياد الدهماني ومحسن مرزوق وخميس قسيلة وعبد العزيز القطي وجوهر بن مبارك وآخرون كانوا في انتظار الجثمان بنزل «نوفوتال» بشارع محمد الخامس ومع قدوم موكب الشهيد انضموا اليه اضافة الى توافد اعداد هائلة من المواطنين. قدوم الجثمان جثمان الشهيد يصل إلى محمد الخامس ملفوفا بالعلم التونسي على متن سيارة عسكرية. وقد رافقه في الرحلة من حي الغزالة الى المقبرة كل من زوجته وابنائه في حين امتطى السيارة الثانية التي سارت وراء النعش كل من والديه المسنين اللذين كانا في حالة نفسية ومعنوية يرثى لها و«توجع القلب» وكذلك اخوته اضافة الى عائلته الموسعة من أبناء عمومته. غضب ساطع ومواطنون ينتحبون الجماهير التي غص بها شارع محمد الخامس والشوارع المحاذية له حتى فاض وطفح بكت طويلا وولولت وانتحبت نساء ورجالا صغارا وكبارا وهم يسيرون وراء الجثمان وسط تكبيرات كثيرة ودعاء للشهيد بالرحمة والمغفرة قطعت بين الحين والآخر بالنشيد الوطني. غضب ساطع وقَسَم بالانتقام لدم الشهيد تشييع موكب الشهيد محمد البراهمي الى مرقده الاخير عج بالهتافات والوعد والوعيد بالانتقام لدمه ولدم شكري بلعيد اذ اقسم المشيعون على اسقاط الحكومة والمجلس التأسيسي انتقاما لدماء الشهيدين اللذين سقطا اولهما من اجل تونس في عيد جمهوريتها وسقط ثانيها فداء لمشروعها الوطني وحريتها واكد الجميع انهم سيدفنون الشهيد وبعد ذلك يتوجهون الى باردو للاعتصام حتى حل المجلس التأسيسي. «يا شكري يا بلعيد هاو براهمي جاك شهيد» مشهد موجع ومؤثر جدا ولوحة جنائزية قاتمة خيمت على طول مسار الجنازة وسط بكاء وهتافات من المواطنين الذين توافدوا من كل جهات البلاد وخاصة من سيدي بوزيد مسقط رأس الشهيد وكذلك من انصار «الجبهة الشعبية» الذين حضروا بأعداد هائلة وعن بكرة ابيهم من قياديين واعضاء عاديين ونشطاء مغمورين ومن كافة الولايات ايضا مرددين بمرارة « يا شكري يا بلعيد هاو البراهمي جاك شهيد» و«مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة» و«يا براهمي يا بلعيد على دربك لن نحيد» و«ثوار ثوار «الجبهة الشعبية» ستكمل المشوار» و«يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح» و« ارفعوا رؤوسكم انتم في «الجبهة الشعبية» وغيرها من الشعارات النضالية اليسارية القومية الناصرية اضافة الى رفع صور الشهيدين والاعلام الوطنية واعلام «الجبهة الشعبية» وعلمي «حركة الشعب» و«الوطد». شعارات مناوئة لحركة «النهضة» جدد المتظاهرون اتهامهم لحركة «النهضة» بالضلوع في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي هاتفين « يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم» و«لا تفويض ولا شرعية للعصابة الاخوانية» و«يسقط جلاد الشعب يسقط حزب الاخوان». حمة الهمامي وراضية النصراوي وأحمد الصديق يتقدمون الموكب حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» واحمد الصديق وراضية النصراوي تقدموا كوكبة المشيعين لجثمان الشهيد وسط خشوع وحزن على فقدان الرفيق ولوحظ تواجد حماية امنية مكثفة للناطق الرسمي باسم «الجبهة الشعبية» التي ضربت حوله طوقا امنيا مشددا. عون أمن يحيّي الجثمان عون أمني قام بتحية جثمان الشهيد اثناء مروره بشارع قرطاج وسط وابل من الدموع مما جعل المشيعين يصفقون له بحرارة ويردون له التحية بأحسن منها وحيوه بدورهم مرددين النشيد الوطني التونسي. صلاة الجنازة صلى الحاضرون صلاة الجنازة على جثمان الشهيد بمقبرة الجلاز تحت امامة الشيخ الزيتوني فريد الباجي وتقدم المصلين كل من المنجي الرحوي القيادي في «الجبهة الشعبية» وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وحمة الهمامي وحسين العباسي واحمد الصديق وابن الشهيد ووالده وابناء عمومته وابناء مسقط رأسه اضافة الى ابناء «الجبهة الشعبية» من سياسيين وأنصار وأيضا أعضاء المجلس التأسيسي من الاحزاب الاخرى. المنجي الرحوي يغمى عليه حالة منجي الرحوي النفسية كانت متدهورة جدا الى درجة انه اغمي عليه بمقبرة الجلاز بعد دخوله في هستيريا من البكاء كما أغمي أيضا على أم الشهيد. حمة يؤبن الشهيد ويدعو الى التعبئة خلال القائه كلمة تأبين الشهيد محمد البراهمي بمقبرة الجلاز دعا حمة الهمامي جميع التونسيين الى التعبئة الشعبية ورص الصفوف لإسقاط الترويكا والمجلس التأسيسي وتشكيل حكومة انقاذ وطني تكرس لتونس مؤسساتها المجيدة مؤكدا انه على التونسيين التوجه فورا بعد مواراة الجثمان التراب الى التأسيسي مشددا على انها « ثورة ثورة حتى النصر» حسب قوله. تحية للشهيد شكري بلعيد قام الحاضرون بتحية لروح الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد مرددين « يا شكري يا بلعيد على دربك لن نحيد». صورة عملاقة للشهيد حمل انصار «الجبهة الشعبية» صورة عملاقة للشهيد انطلاقا من محمد الخامس حتى الجلاز. تغطية اعلامية اجنبية كثيفة تشييع الشهيد محمد البراهمي الى مثواه الاخير شهد تغطية اعلامية وطنية واقليمية ودولية رهيبة وكثيفة جدا. حضور قائد جيش البرّ شارك محمد صالح الحامدي قائد جيش البر في موكب تأبين الشهيد ووقف الى جانب العباسي ومية الجريبي وحمة الهمامي وغيرهم من رفاق الشهيد.