استكملت عشية اليوم الجولة الثالثة إيابا من بطولة الرابطة المحترفة الأولى بإقامة دفعة ثانية من ثلاث مباريات تواصل فيها عجز الفرق المستضيفة وخرج فيها النجم الساحلي المستفيد الأبرز بعد أن تغلب على المتصدر النادي الإفريقي بهدفين لهدف ليقلص الفارق الذي يفصله عنه إلى نقطتين فقط ويعيد خلط الأوراق ويبعث الأمل من جديد لدى بقية الملاحقين ليشتد التنافس وصراع القمة في ما تبقى من عمر البطولة. النجم لم يكن وحده المستفيد من دفعة الأمس بما أن متذيل الترتيب جمعية جربة نجح في العودة من قابس بفوز ثمين على «الستيدة» أعاد الثقة للفريق وحرك عدَّاد «الجمعية» وأشر للبداية الفعلية لعملية الإنقاذ. اللقاء الأخير في دفعة الأمس واصل فيه مستقبل قابس تأكيد «فورمة» الجولات الماضية بعد أن فرض التعادل على مضيفه النادي البنزرتي صاحب الرقم القياسي في عدد التعادلات. قمة لقاءات الجولة جمعت في رادس المتصدر النادي الإفريقي بوصيفه وملاحقه المباشر النجم الساحلي الذي حمل خلال المواجهة أمال بقية الملاحقين في إيقاف زحف الإفريقي وإعادة خلط أوراق السباق نحو اللقب، وهو ما تحقق فعلا بما أن فريق جوهرة الساحل نجح بفضل انضباط لاعبيه ودهاء مدربه فوزي البنزرتي و«صنعة» مهاجمه الجزائري بغداد بونجاح في إلحاق الهزيمة الثالثة بمضيفه هذا الموسم بهدفين لهدف في مباراة لم تبلغ مستوى فنيا كبيرا ولكن جاهزية النجم وحسن تعامله مع مجريات اللقاء ومع النقص العددي في صفوفه كلّها عوامل مكنته من الإطاحة بمنافسه الذي لاح شبحا لذلك الفريق الكبير ولم يقدر رغم ما يملكه من أسماء رنانة في العودة في النتيجة وتفادي الهزيمة التي أكدت مجددا التفوق التكتيكي لفوزي البنزرتي على الفرنسي دانيال سانشاز الذي لم يقدر على « الثأر» رياضيا من منافسه بما أنه انهزم ضده ذهابا وإيابا. فوز النجم المستحق أعاد به الثقة للفريق والتي اهتزت كثيرا بعد التعادلين الأخيرين ضد النادي الصفاقسي والملعب القابسي وأعادت زملاء عمار الجمل في السباق بما أنّ الفارق الذي يفصله عن المتصدر تقلّص إلى نقطتين فقط.النجم كان الأكثر رغبة في تحقيق الفوز على منافسه وهو ما جعل لاعبيه يجاهدون من أجل النقاط الثلاث التي كانت جزاء عادلا لمجهوداتهم الغزيرة على كامل ردهات المواجهة. نتيجة مباريات «الكلاسيكو» لطالما كانت خارج دائرة التكهنات ومن الطبيعي أن يتعثر الأوفر حظا وأن ينتفض من لا تخدمه الترشيحات، ولكن ما زاد من مرارة هزيمة الإفريقي هو أن الفريق كان بالأمس أمام ضرورة تأكيد فورمة الجولات الأخيرة وأحقيته بالفارق الذي يفصله عن أقرب ملاحقيه، كما أن كل الظروف كانت لصالح أبناء الفرنسي سانشاز حيث لعبوا أمام جماهيرهم الغفيرة التي لم تتقبل عجز فريقها عن ردة الفعل بعد هدف النجم الثاني رغم الزيادة العددية بما أن المنافس افتقد لخدمات مدافعه المحوري رامي البدوي منذ نهاية الشوط الأول. العثرة جاءت لتؤكد بأن الإفريقي لم يكن خارج السّرب ولاح عاجزا ضدّ الكبار وأن الفارق الذي أخذه كان نتاجا طبيعيا فقط لعثرات ملاحقيه وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول مستقبل الفريق في حال تواصل ضعفه ووهنه وعجز مدربه على التعامل مع مثل هذه المناسبات الكبرى. مستقبل قابس واصل تأكيد صحوة الجولتين الماضيتين ونجح في العودة من بنزرت بنقطة ثمينة أكدت تعافي الفريق وعزمه على مواصلة رحلة الانقاذ بثبات بقيادة مدربه فريد بن بلقاسم الذي لم يتذوق بعد طعم الهزيمة مع فريق عاصمة الحناء بعد أن تعادل في مناسبتين ضد كل من الشبيبة وال«cab» وفوز على الاتحاد المنستيري مع تأهل إلى ثمن نهائي الكأس على حساب سهم راس الجبل. في المقابل فرّط النادي البنزرتي في فرصة مواتية لتحقيق الفوز وكسب نقاط إضافية في سلم الترتيب واكتفى بتعادل جديد هو الحادي عشر له في بطولة الموسم الحالي. جمعية جربة متذيلة الترتيب العام لم يمنعها تواجدها خارج القواعد عن تحقق فوزها الثاني هذا الموسم عندما فرضت على مضيفها الملعب القابسي التخلي عن النقاط الثلاث وتجرع مرارة الهزيمة السادسة له هذا الموسم. فوز وإن لم يغير شيئا من ترتيب الفريق الذي بات يتقاسم المركز الأخير مع نجم المتلوي، فإنه سيمثل جرعة معنوية هامة لأبناء المدرب نور الدين بورقيبة لمواصلة رحلة الإنقاذ والاستعداد الجيد للمباراة القادمة التي سيستضيف فيها الأربعاء القادم النادي الإفريقي المتصدر. في المقابل تواصل تذبذب نتائج الملعب القابسي الذي انقاد إلى هزيمته الثانية في مرحلة الإياب وهو ما يفرض على المدرب مراد العقبي تعديل الأوتار حتى لا يشقى فريقه في قادم المشوار. خالد الطرابلسي النتائج النادي الإفريقي – النجم الساحلي 1 – 2 الملعب القابسي – جمعية جربة 0 – 1 النادي البنزرتي – مستقبل قابس 0 – 0 الاتحاد المنستيري – الترجي الرياضي 1 – 2 شبيبة القيروان – الترجي الجرجيسي 0 – 2 قوافل قفصة – الملعب التونسي 0 – 0 نادي حمام الأنف – نجم المتلوي 1 – 1 مستقبل المرسى – النادي الصفاقسي 2 – 2