وصل فجر أمس التونسيون الخمسة الذين اختطفوا في ليبيا يوم الاحد الفارط على الساعة السابعة مساء من طرف مجموعة مسلحة قادتهم الى جهة مجهولة قبل ان يتم نقلهم الى عدة نقاط اخرى وفق خطة محكمة مسبقا حسب رواية المخطوفين ل « التونسية» التي زارتهم في منطقتهم « الشرايطية الشمالية» التابعة لمعتمدية بوحجلة من ولاية القيروان. وعند وصولنا الى منازل المخطوفين وجدنا حشودا من المواطنين جاءت لتقديم التهاني لهم ولأقاربهم في مشهد يوحي بحفل زفاف, حيث امتزجت دموع الفرحة بالزغاريد وسط ولائم الذبائح. المختطف الاول عدنان الخرداني من موليد 1996 روى ل « التونسية» رحلة الاحتجاز قائلا انها انطلقت من مدينة « الكريمية» عندما أوقفتهم دورية لا تحمل أي شعار نظام ليبي وتم نقلهم جميعا الى مكان هو عبارة عن مركز أمني قديم يظهر وأنه خارج عن سيطرة السلطات الحكومية الليبية. و أضاف محدثنا والدموع تنهمر من عينيه انهم وجدوا أمامهم في المركز حوالي 200 شخص آخر من المحتجزين من ذوي البشرة السوداء يرجح أنهم أفارقة. وأكد عدنان أنه ورفاقه وجدوا معاملة سيئة جدا وتعرضوا للضرب وأنهم أمروا بالقيام بأعمال تنظيف للمركز. وأن خاطفيهم أمدوهم بأكلات وسخة, مضيفا انه لو تواصل ايقافهم أسبوعا لفارقوا الحياة متاثرين بالعنف. و أشار الخرداني الى ان الخاطفين سحبوا منهم جوازت سفرهم وافتكوا منهم اموالهم. مؤكدا انه حاول الفرار بمفرده لكنه خاف على بقية الموقوفين. محدثنا توقف لحظة وهو يحاول استرجاع « ذكريات» الحجز وقال إنّه بعد يوم من البقاء في ذلك المركز تم تحويلهم الى غرفة انفرادية وضعها أفضل مما كانوا عليه, قبل ان يتصل بهم قنصل ليبيا وياخذهم الى قنصل تونس بطرابلس الذي قام بجهد كبير ووفر لهم سيارة خاصة واشخاصا لحراستهم حتى يتمكنوا من جلب ادباشهم في منطقة « الكريمية» . الخمسة المفرج عنهم اشاروا الى ان المسؤولين التونسيين قاموا معهم بالواجب ووفروا لهم السكن لليلة واحدة ثم اقتنوا لهم ادباشا ومنحوهم أموالا ك «مصروف» (150 دينارا ) وانه تم نقلهم بعد ذلك على متن سيارة امنية في اتجاه معبر رأس جدير حيث تلقوا ترحابا كبيرا من كل الاطراف سواء كانت الليبية أو التونسية الى ان دخلوا التراب التونسي. مشيرا الى انه ورفاقه لم يصدقوا انهم في تونس. من جهته أكّد علي الخرداني أحد المخطوفين أن جوازات سفرهم وأموالهم وهواتفهم الجوالة مازالت موجودة لدى الجهة المسؤولة عن احتجازهم، مضيفا ان المجموعة التي اختطفتهم تتخذ من مركز « الكريمية» القديم مكانا لها وان عناصرها يرتدون ازياء عسكرية دون شعارات ليبية. ودعا بالمناسبة الشباب التونسي الراغب في التحول الى ليبيا الى عدم السفر الى هناك نظرا لكثرة المليشيات وانتشارها وتعدد العصابات لان كل واحد يحكم بنفسه في البلاد. محدثنا أضاف انه تم احتجاز ليبيين كانوا معهم وان هناك تصفيات شخصية وأضاف أن الكل هناك يمثل الدولة والكل مسلح. كما عبر من جهته عن فرحته هو وأبناء وطنه بتدخل الحكومة بجدية موجها هو الاخر تحية شكر الى وسائل الاعلام والاعلاميين في القيروان بعد وقفتهم الايجابية مع ابناء بوحجلة, قبل أن يوجه رسالة شكر لقنصل ليبيا بتونس.