أدّى يوم أمس السبت وزير الصناعة والطاقة والمناجم زكرياء حمد زيارة إلى ولاية المهدية على رأس وفد يضمّ عدد من إطارات الوزارة، أشرف خلالها على جلسة عمل بمقر الولاية وذلك بحضور الوالي وعدد من الإطارات الجهوية والمحلية. وافتتح الوزير جلسة العمل بكلمة ترحم فيها على شهداء العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت متحف باردو، معتبرا ما حدث أنّها ضربة موجعة للاقتصاد الوطني في هذا الظرف الحساّس الذي تعمل فيه الحكومة جاهدة على لملمة الوضع وإرساء برامج وتصورات جديدة من شأنها إنقاذ الاقتصاد الوطني، ومؤكّدا على أنّ هذه الحادثة لن تثني الحكومة على مواصلة عملها، خاصّة فيما يتعلّق بالإجراءات المستعجلة والموجهة لقطاع الصناعة والمناجم، والتي ترتكز على 5 نقاط أساسية أهمّها، مزيد الاهتمام بالمناطق الصناعية وتحسين بنيتها التحتية، وإحداث مراكز بحوث تكنولوجية في كل من سوسة وبنزرت والمنستير، وإنجاز 7 مشاريع كبرى لتسهيل عملية التصدير نحو الشريك الأول الاتحاد الأوروبي، وإعادة النظر في الهيكلة المالية لقرابة ال50 مؤسسة صناعية من بين 200 مؤسسة لإنقاذها من الإفلاس والمحافظة على مواطن الشغل بها، وتدعيم قطاع النسيج و مساعدة أكثر من 100 مؤسسة مختصة لتحسين نسبة الإنتاج لتوفير فرص عمل جديدة واستيعاب اليد العاملة في هذا المجال. كما عبّر الوزير عن بالغ انشغاله من تواصل تراجع إنتاج النفط و الفسفاط في تونس، مشدّدا على ضرورة إنعاش قطاع الطاقة للوصول إلى نسبة إنتاج حقيقية قادرة على تحسين الناتج الداخلي الخام، و بالتالي نسبة نمو واقعية تحتاجها بلادنا في هذه الفترة لدفع عجلة الاقتصاد، وذكر بأنّ هناك إجراءات مستعجلة لإنقاذ قطاع الطاقة وتحسين نسبة الإنتاج من خلال الاهتمام ب 3 نقاط محورية في هذا المجال، ومنها مراجعة الفصل 13 من الدستور كي يتماشى مع المرحلة القادمة وفق رؤى وتصورات جديدة لإرساء برنامج واضح يمتدّ إلى سنة 2030 لغاية تحسين وتطوير نسبة الإنتاج، وكذلك حل كل الإشكاليات المباشرة والمتعلّقة بتراجع الإنتاج الوطني من الفسفاط ومعالجة الملفات المطروحة نهائيا ناهيك عمّا تمثّله مناجم المكناسي وسيدي بوزيد من بدائل قادرة على تغطية النقص الواضح في إنتاج الفسفاط، ودعا في هذا الإطار إلى إنشاء صندوق الانتقال الطاقي الذي سيمكّن من إرساء الطاقة البديلة والمتجدّدة في تونس لمجابهة مثل هذه الأزمات باعتبارها ستفتح آفاقا جديدة للاستثمار الخارجي الذي سيمكّن من دفع عجلة الاقتصاد الوطني. هذا وقام الوزير بزيارة ميدانية للوقوف على مدى تأهيل وصيانة المناطق الصناعية القديمة و كذلك متابعة تقدّم الأشغال بخصوص المناطق الصناعية المنجزة حديثا واستمع فيها لمشاغل أبناء الجهة وأهمّ الإشكاليات والعراقيل التي تحول دون استغلال ثرواتها بالشكل الأمثل والمطلوب، وقد وعد الوزير بطرح هذه الملفات على الحكومة من أجل وضع برامج تنموية تحترم خصوصيات جهة المهدية.