أكد حزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي» على أن التأسيس لجبهة وطنية تقوم على مبادئ الديمقراطية وقيم الجمهورية لمناهضة الإرهاب لا يمكن ان يكون في ظلّ وجود أطراف سياسية عرفت بارتباطاتها مع الأوساط الإرهابية الاقليمية والداخلية فكريا وسياسيا وبتواطؤها مع كل من مارس العنف والارهاب على الشعب التونسي وعلى نخبه مشيرا إلى أنّ هذه الجبهة لا يمكن لها تشمل هذه الأطراف. و بيّن «المسار» في بيان لمجلسه المركزي ممضى من طرف أمينه العام سمير الطيّب أنّه لا لسبيل للخلاص من سرطان الإرهاب في بلادنا إلا بتوحيد الشعب وراء قياداته السياسية وتشريكه في الاستراتيجية الوطنية لمقاومة الارهاب، مشيرا إلى ان هذا الخيار يتطلب بلورة خطة وطنية يكون فيها للجميع من أحزاب وجميعات وشخصيات وقوى اجتماعية مسؤولية معتبرا نفسه معنيا بدعوات هذه الوحدة الوطنية ذات المضمون الوطني والديمقراطي والاجتماعي والتي «لا تدخل «النهضة» في حساباتها ما لم تقم هذه الحركة بالمراجعات الفكرية والسياسية التي تجعل منها حركة سياسية مدنية كغيرها من الأحزاب».على حد ما جاء في البيان. وأوضح الحزب في بيانه أن المجهودات الجبارة التي تقوم بها القوات الامنية والعسكرية والتي كلفتها الكثير من الخسائر البشرية تظل منقوصة «ما لم يتم اصلاح وزارة الداخلية اصلاحا عميقا يخلصها من كل الشوائب والانحرافات التي عرفتها أثناء حكم الترويكا» مذكرا بأن متحف باردو تعرض الأربعاء الماضي الى عملية ارهابية أودت بحياة العديد من الضحايا مشيرا إلى أنّ موقفه هذا جاء لتوضيح بعض النقاط بعد أن تعالت في الأيام الأخيرة نداءات صادرة عن الأحزاب والجمعيات تدعو التونسيين إلى لمّ الصفوف والأحزاب السياسية إلى بناء وحدة وطنية لمكافحة الإرهاب. و في تعليقه على ما ورد في بيان «المسار» قال نورالدين العرباوي القيادي بحركة «النهضة» ل«التونسية» إنّه «من المؤسف ان يؤكّد سمير الطيّب مجدّدا بأنّ حركة «النهضة» غير معنيّة بالدخول في جبهة وطنيّة لمحاربة الإرهاب » مذكّرا بأنّ هذا الشخص«كان قد نصّب نفسه سابقا كمهاجم ل«النهضة» و تصدّى لها فترة الحملة الإنتخابيّة في الوقت الذي خيّرت فيه عديد الأحزاب السياسيّة والمنافسة للحركة إستراتيجيّة عدم مهاجمتها». و أضاف العرباوي أنّ سمير الطيّب «لا يزال يكلّف نفسه عناء التهجّم منصّبا نفسه وصيّا على الديمقراطيّة واضعا نفسه موضع المعلّم» مشيرا إلى أنّ هذا الأخير يدعو إلى القيام بمراجعات ملاحظا انه«لا يعرف ان كان المطلوب ان تقوم «النهضة» بمراجعات بين يدي الطيّب لتنال رضاه» على حدّ تعبيره. و أكّد العرباوي أنّ سمير الطيّب «كان و لا يزال يمثّل الشذوذ خطابا و سلوكا تجاه الحركة في الوقت الذي تدعو فيها كلّ الأطراف إلى الوحدة الوطنيّة» منتقدا ان يطالعهم بشروطه لتشريك الحركة ليوضّح انّ الوحدة الوطنيّة ليست مرتهنة لديه حتى يضيّق على التونسيين و يضع شروطه مؤكّدا أنّ الجميع معني بهذه الجبهة لمحاربة آفة الإرهاب.