أثار انتشار مرض "اللشمانيا " أو ما يسمى ب "حبّة الفأرة" في بعض معتمديات ولاية القيروان حالة من الخوف والهواجس في صفوف العائلات خاصة بعد ارتفاع عدد المصابين به في سنة 2014 حيث بلغ في مستشفي بوحجلة قرابة 230 حالة و تم آنذاك تقديم الإسعافات الضرورية وتكثيف الحمالات التحسيسة و تحسبا من خطر انتشار هذا المرض بكثافة بعد ارتفاع رقعته الجغرافية خاصة في المناطق القريبة من المجاري والمناطق الوسطية الجافة التي تعرف بتكاثر الفئران. هذا و قد سجل مستشفي بوحجلة في الثلاثة الأشهر الأولي من سنة 2015 معالجة قرابة 80 حالة منهم 30 جديدة في القطاع العام فقط و في هذا السياق قررت وزارة الصحة العمومية في شهر مارس 2015 إحداث وحدة جهوية لمكافحة مرض " اللشمانيوز " المعروف بمرض " حبة الفار" و ذلك لأول مرة في جهة القيروان و تحديدا في معتمديه بوحجلة المنتشر فيها هذا المرض بنسبة كبيرة جدا خاصة في منطقة " الشرايطية". وتم اليوم الخميس تركيزها وتدشينها, كما انها ستسدي خدمات للوافدين عليها و المصابين من معتمديات الولاية وجميع الولايات المجاورة على غرار المهدية وسيدي بوزيد. و تعد هذه الوحدة الثالثة في الجمهورية بعد قفصة وسيدي بوزيد حسب ما أفادنا به مدير المستشفي محمد الحراثي كما تم تجهيزها بآلة متطورة للكشف عن المرض تم جلبها من أمريكا للمعالجة. وحسب بعض المختصين مثل السيد عفيف بن صالح الذي أكد ان الدراسات الخاصة بإيجاد دواء فعال لمرض " اللشمانيوز" الجلدية تشهد تقدما ملحوظا خاصة في أمريكا و تونس و هناك أقساما في معهد " باستور" مختصة في الكشف على هذا النوع من المرض و يهدف معهد " باستور " اليوم الى تكوين إطارات طبية وشبه طبية حول كيفية التعامل مع هذه التجهيزات التي تعتبر متطورة جدا ونادرة وليس لها عوارض جانبية. كما تمت تجربتها على عدد من المصابين الذين عبروا على فرحتهم بهذا المولود الجديد الذي سيكلف عليهم عناء التنقل لأطباء الاختصاص في المستشفيات الجامعية خاصة و ان البعض منهم أصاباتهم كانت للمرة الثانية على التوالي. كما افدنا مصدر طبي ان مرض حبة الفأرة ليس بإلامراض الخطيرة لكن مدة علاجه طويلة تصل الى الستة أشهر أحيانا أو سنة وأن الإصابات التي يحدثها المرض غالبا ما تترك آثارا على الجلد المصاب تصعب إزالتها بسهولة وهو ما يجعل مداواتها في المراحل الأولى أمرا مهما لتفادي اتساع رقعة التقرحات وبالتالي تفادي الآثار التي تخلفها خاصة في الوجه.