قررت الجامعة الوطنية للسباحة عدم مشاركة منتخبنا الوطني للشباب في البطولة العربية للسباحة التي انتظمت مؤخرا بدبي من 01 إلى 04 أفريل 2015 في نسختها الثانية عشرة وذلك بدعوى غياب سباحين قادرين على تحقيق أرقام جيدة تليق بسمعة تونس الطيبة على المستوى العربي . وقد أثار هذا القرار عديد التشكيات و التساؤلات لدى عائلة السباحة حول دوافع و دواعي هذا التغييب المفاجئ والمتكرر لمنتخبنا الوطني من بطولة كان يمكن أن تتحصل فيها تونس على ألقاب و جوائز نحن في أمس الحاجة إليها،لاسيما أن هذه الرياضة تزخر بالعديد من الأسماء الواعدة على غرار محمد علي الشواشي وفرح بن خليل و تقي مرابط وريم ونيش وغيرهم من أبنائنا الذين يمكنهم تشريف الراية الوطنية في مختلف المحافل و المناسبات الإقليمية و الدولية... وإذا كانت الجامعة تعتبر مشاركة بلادنا في هذه البطولة سيؤثر على سمعتنا الناصعة في هذا المجال، فإن البعض الآخر يرى أن هناك أسبابا ودوافع خفية وأعمق بكثير مما يتداول و يطفو على السطح خاصة وان التعلل بغياب سباحين قادرين على تشريف تونس لا تتحمل مسؤوليته سوى الجامعة المطالبة بالنهوض بهذه الرياضة. «التونسية» حاولت النبش في حقيقة هذا الملف ورصدت انطباعات بعض الأطراف المتداخلة في هذه القضية وأعدت لكم الورقة التالية: معاناة و انهيار للمعنويات أحمد الزاهي ولي سبّاحة في منتخبنا الوطني اختار أن يفتح قلبه لجريدة «التونسية» و يعبر عما يخالجه من ألم و مرارة و معاناة مع الجامعة التونسية للسباحة ، هي معاناة لم تتوقف عند عدم مشاركة ابنته في البطولة العربية المقامة بدبي بل تجاوزتها إلى واقع يومي مأساوي وقاس ، يتمثل في متابعة تمارينها متابعة دقيقة ويومية واقتناء مستلزمات السباحة الخاصة بها من جيبه الخاص. ويعتبر الزاهي أن إقصاء منتخب الأواسط مقصود وناجم عن سابق الإصرار و الترصد من أطراف و لوبيات نافذة داخل الجامعة التونسية للسباحة التي تنخرها المحسوبية و المحاباة ، وترفع راية اللامبالاة تجاه مشاكل هذه الرياضة الفردية التي لطالما أعلت الراية الوطنية وشرفت وطننا التشريف الأمثل . ويضيف محدثنا أن هذا التصرف سيؤدي حتما لتقهقر نتائجنا الرياضية و سينعكس سلبا على الروح المعنوية لأبنائنا الذين تمرنوا و حضروا و استعدوا لهذه المنافسة دون أن يحظوا بأدنى فرصة للمشاركة و إثبات قدراتهم وطاقاتهم وأصيبوا في الأخير بخيبة أمل وانهيار في المعنويات، فهل يعقل أن يتمرنوا لمجرد التمرين ؟ من البطولة إلى الاكتئاب السباح وسيم اللومي الحائز على ثلاث ميداليات ذهبية في بطولة تونس للسباحة سنة 2013 له هو الآخر ما يقوله في هذا الموضوع حيث اعتبر أن مشاكله مع الجامعة انطلقت سنة 2012 ومنذ ذلك الوقت وهو يعاني الأمرين بسبب تصرفات عدد من المسؤولين، حيث وقع تغيير مدربه معز الخياري في تلك السنة ، وتعويضه فيما بعد بالأجنبي فيليب لوكان الذي تصرف معه بطريقة سيئة أبكته في فرنسا، ليمر بأسوأ فترة في مسيرته الرياضية ويعود إلى تونس بتاريخ 06 جوان 2013 ،وينقطع لمدة شهر كامل عن ممارسة السباحة ويصاب بالاكتئاب الشديد . وبعد تدخل من السباح أسامة الملولي عاد اللومي إلى التدرب و أجواء التمارين مع مدربه معز الخياري. تغييب متجدد اللومي الذي ضاق ذرعا بممارسات عدد من المسؤولين وتصرفاتهم أكد أنه وزملاءه ألفوا تغييبهم عن البطولة العربية للسباحة وغيرها من البطولات مع ركونهم إلى الزوال و تحطيم الآمال ، إذ وقع حرمانهم من المشاركة في البطولة العربية التي انتظمت بالمغرب السنة الفارطة بدعوى أن الجامعة لا تستطيع توفير الاعتمادات المالية اللازمة التي تسمح لهم بالمشاركة، وقد تم حرمانهم أيضا من المشاركة في البطولة الإفريقية التي احتضنها السينغال بداعي الخوف من الايبولا رغم مشاركة عديد المنتخبات . وهي دواع و تبريرات واهية لا يمكن أن ترقى إلى مستوى الأسباب الحقيقية للمشكل المطروح حسب وجهة نظر السباح. ظنون و تعيينات على المقاس ويؤكد محدثنا أن المشكل تخطى حدود الرياضي ليصل حد الشخصي بينه و بين سامي عاشور مدير المنتخب الوطني الذي اتهمه مجانا بفبر كة صفحة على الفايسبوك تنتقد الجامعة و مسؤوليها، و تظهر على هذه الصفحة صورة لمدير المنتخب في وضع غير لائق جعلته يستشيط غضبا و يجن جنونه و يلقي بكل ظنونه على اللومي و يتهمه بتنزيل هذه الصورة . ومن جهة أخرى أفادنا مصدر من المكتب الجامعي رفض الكشف عن هويته أن جامعة السباحة لا تعاني فقط من مشاكل تنظيمية و إدارية بل توجد أيضا مشاكل قانونية تتلخص في عدم تطبيق القانون الأساسي الذي ينص على عقد اجتماع دوري كل 15 عشر يوما . ولم تنعقد الجلسة العامة الدورية منذ سنة 2012 بالإضافة إلى عدم انعقاد الجلسة العامة الخارقة للعادة مطلقا.وقد وقع إحداث خطة مدير المنتخبات الوطنية التي لم تكن موجودة من قبل ليتولاها صهر رئيس الجامعة التونسية للسباحة. مرتبة أولى و أرقام متدنية ! وحتى تكون الصورة مكتملة حوّلنا الدفة نحو مبنى الجامعة وتحديدا المدير الفني للمنتخب الوطني للسباحة محمد الزواوي الذي أكد أن الجامعة وخلافا لما يروج رصدت اعتمادات مالية كافية تقدر ب 39 ألف دينار كانت مخصصة للمشاركة في البطولة العربية للسباحة ، ورغم تغيير مكان احتضان هذه البطولة من مصر إلى دبي فاِن الجامعة و الوزارة كانتا ستوفران كلفة التنقل التي تقدر بما يقارب 80 أو 100 ألف دينار إلى الإمارات العربية المتحدة . و الإشكال الحقيقي الذي يقف وراء عدم مشاركة منتخبنا في هذه البطولة الأخيرة حسب الزواوي يتمثل في كوننا لا نمتلك سباحين قادرين على تحقيق أرقام جيدة في فئة (12 و 13 سنة و 14 و 15 سنة ) ، ناهيك أن السباحين في أعمار 16 و 17 و 18 سنة يحضرون لبطولة العالم للسباحة التي ستقام في سنغافورة سبتمبر المقبل . واعتبر المدير الفني للمنتخب أن نتائج الأصاغر في البطولة العربية للسباحة التي أقيمت في عمان سنة 2013 كانت غير جيدة رغم تحقيق تونس للمرتبة الأولى في تلك البطولة مضيفا أننا لا نمتلك مجموعة تستطيع تحقيق أرقام جيدة و قد عودتنا تونس بانجازاتها في السباحة لذلك نفضل عدم المجازفة بسمعتنا . رئيس الجامعة يوضّح بما أن أصابع الاتهام وجهت صوب جامعة السباحة فقد اختارت «التونسية» التوجه بالسؤال إلى رئيسها الهادي بالحسن حول مدى صحة هذه الاتهامات من عدمها، و أرجع بالحسن تغيّب منتخبنا الوطني عن المشاركة في فعاليات البطولة العربية للسباحة المقامة بدبي إلى عدم وجود الوقت الكافي لقيام منتخبنا بالتحضيرات اللازمة و الدخول في تربص مغلق. و قال رئيس الجامعة إن هناك تعليمات من وزارة الشباب و الرياضة تنص على عدم مشاركتنا في حال كانت حظوظنا غير وافرة ، مواصلا «فريقنا منقوص و غير جاهز و عناصرنا الشابة في فرنسا لذلك لا نمتلك حظوظا وافرة في حصد أكبر عدد من الميداليات و نحن كجامعة وطنية للسباحة نتحمل كامل مسؤوليتنا في اتخاذ هذا القرار» . مضيفا أن الدورات من المفروض أن تقام صيفا إلا أن اللجنة المنظمة للبطولة العربية اختارت أن يكون التنظيم في بداية أفريل وهو ما يتعارض مع النواميس المتعارف عليها مفندا في الآن نفسه سعي الجامعة إلى إقصاء بعض السباحين أو تعمد ذلك و كل ما في الأمر مجرد اختيارات تنظيمية بالتنسيق مع سلطة الإشراف.