كنا تحدثنا اكثر من مرة عن انهيار في صفوف النادي الرياضي الصفاقسي جعله عاجزا عن تحقيق انتصارات كانت تبدو في الاصل في المتناول ورافقها تراجع حاد على مستوى الاداء ونبهنا الى ان الضغوط النفسية الهائلة المسلطة على اللاعبين جراء ما يحيط بالفريق من مشاكل وانقسامات كبلت الارجل واعاقت الاذهان عن الاشتغال الصحيح. ويبدو ان غياب الحزم في معالجة مظاهر الخلل وتدارك النقائص واعادة الثقة الى النفوس جعلت النادي يصل الى مرحلة الانهيار الشامل التي يترجمها تواصل سلسلة التعادلات المتتالية في سباق البطولة وغياب القدرة عن الفعل احيانا ورد الفعل احيانا اخرى الى جانب الهشاشة الذهنية للاعبين وتأثير ذلك على عقولهم واجسادهم بدليل كثرة وسهولة تعرض اللاعبين في الفترة الاخيرة الى اصابات ... وكذلك بدليل الانتصار بهدف نظيف على سيماسي الطوغولي في ملعب الطيب المهيري بالذات في حين ان مباراة الذهاب بلومي فاز فيها بخماسية نظيفة كما ان هدف الاياب تحقق منذ الدقيقة الثالثة ومن المفروض انه يتيح لل«سي اس اس» فرصة الانتصار بنتيجة عريضة تضاهي او تفوق ما تم تحقيقه في لومي. بسرعة كبيرة انتقل النادي الصفاقسي من فريق قوي مهاب يخشاه كبار الاندية ويراهن بقوة على الاحراز على لقب البطولة الى حمل وديع «لا يخبش ولا يدبش» يكون عاجزا عن تحقيق الانتصارات خارج القواعد حتى امام اندية ضعيفة بدليل ان الفريق منذ انطلاق الموسم لم ينتصر خارج ميدانه سوى ضد شبيبة القيروان وجمعية جربة، الى جانب العجز عن تحقيق انتصارات في ملعب الطيب المهيري سواء مع الفرق التي كان يتراهن معها على التتويج باللقب كالنجم الساحلي والنادي الافريقي او مع الاندية التي تلعب في وسط الترتيب او تتصارع من اجل ضمان البقاء. ما يحصل غريب وهو ما يؤكد وصف الانهيار الشامل للنادي الذي تعطلت كل ميكانيزماته واصبح فريقا بلا حول ولا قوة في القواعد وخارجها مع ان الرصيد البشري الذي يتوفر عليه في الاصل يجعله الاجدر برفع اللقب وبفارق عن المنافسين.... صحيح ان التغيير الفني حصل الان بعد اعلان المدرب غازي الغرايري انسحابه من تدريب ال«سي اس اس» مباشرة بعد نهاية مقابلة القيروان وصحيح ان الفريق سارع بالتعاقد مع المدرب البرتغالي باولو دوارتي ولكن الاصح ان من يتوهم انه بمجرد تغيير الاطار الفني لوحده سيحصل التغيير الايجابي هو واهم واهم واهم ... ذلك ان امراض ال«سي اس اس» تجاوزت حدود مسؤوليات الاطار الفني لتصيب نفسيات اللاعبين في الصميم وليصبحوا مكبلين والامر على ما هو عليه الان يحتاج الى جهد كبير لاعادة ترتيب البيت الداخلي للفريق واعادة التيار الى العلاقات بين مختلف مكونات الهيئة ولو بالحد الادنى من الانسجام. وما لم يحصل ذلك فان الاعطاب ستتواصل والاهم في اعتقادي الاسراع الان بترميم المعنويات واعادة الثقة الى اللاعبين واشعارهم بالشكل الامثل بواجباتهم وبالانتظارات منهم ليكون ذلك بداية بصيص الامل للخروج من نفق الانهيار الشامل. مراجعات ضرورية نعتقد ان الحاجة ملحة لمراجعة الكثير من المسائل والمواقف داخل الفريق وارساء الديمقراطية الحقيقية وتغليب المصلحة العليا لان «الهزان والنفضان» كانت عواقبه وخيمة وقد تزداد حدة اذا لم يتم الانتباه إليه والفريق لا يعيش في برج عاجي حتى لا يتاثر بما يدور في محيط الفريق وبين الاخوة الاعداء او الاخوة المتخالفين ... الأمر يحتاج بالفعل الى التحرك في مختلف الاتجاهات من اجل رتق الثقوب والعيوب كما يحتاج الى سلسلة من المراجعات والنقد الذاتي للوصول الى معرفة سبب هذه الانتكاسة الشاملة في هذه الفترة الحاسمة من السباق نحو التتويج بلقب البطولة. لا ندري ان كان اهل القرار بالفريق على وعي تام بأهمية هذه المراجعة ام انهم سيواصلون صم الاذان وغض الابصار عن النظر الى الاحتياجات الحقيقية للفريق. التعامل مع المدرسة البرتغالية بتعاقده مع المدرب باولو دوارتي لمدة موسم ونصف اي الى حدود 30 جوان 2016 يكون النادي الرياضي الصفاقسي قد دخل في التعامل مع المدرسة البرتغالية التي هي في الاصل توفر الفرجة ويمكن ان تتلاءم مع مدرسة الفريق ولكن الامور لا تتوقف عند حدود الالتقاء والتقارب الفني بل الامر يحتاج اكثر الى كثير من الخبث «الصنعة» والقدرة على توحيد اللاعبين على منظومة وطريقة عمل تسمح بالتدارك السريع وايقاف نزيف النقاط المهدورة والعودة الى موقع الفعل وفرض اللون. والامور تبدو مرتبطة بشخصية المدرب واسلوب تعامله مع اللاعبين الى جانب تحرك الهيئة المديرة من اجل الاحاطة بالفريق والوقوف الى جانب اللاعبين في هذه الفترة الحساسة على امل التدارك السريع الذي قد يخول للفريق انقاذ الموسم ولو باخف الاضرار.
«دوارتي» يصل المدرب البرتغالي باولو دوارتي من المنتظر ان يصل في العاشرة من صباح الغد الى تونس العاصمة حيث افادنا مسؤول بالفريق بانه سيتحول اثر ذلك الى صفاقس ليتواجد في الحصة التدريبية الاعدادية لمقابلة اتحاد المنستير هذا الاحد وغلّب مصدرنا ألاّ يكون دوارتي موجودا على مقعد الاحتياط خلال اللقاء بل يتابع الامور ومجريات اللعب من المنصة على ان يبدأ مهامه بشكل فعلي بداية من الاسبوع القادم وهو اسبوع التحضير لمباراة ذهاب الدور ثمن النهائي من رابطة الابطال الافريقية مع مولدية شباب العلمة الجزائري خارج القواعد. مساعد ومعد بدني وبوجلبان يواصل مسؤول النادي الصفاقسي افادنا بان المدرب البرتغالي باولو دوارتي سيصطحب معه معدا بدنيا ومساعدا من البرتغال لمساعدته في مهامه واضاف المسؤول ان انيس بوجلبان سيواصل العمل في الفريق في نفس خطته كمدرب مساعد.