هل يمكن لمشاعر الأمومة ان تموت وتتبخر امام سلطان المادّة؟ هل يسهل على أم ان تتخلى عن فلذة كبدها في وقت هو أحوج ما يكون فيه إليها؟ ما الذنب الذي قد يقترفه المعوق حتى يتنكر له الجميع ويصبح يتيما في حين ان والداه حيان يرزقان؟ وهل قدر على اصحاب الاحتياجات الخصوصية العذاب والعناء والشقاء ؟...سيل جارف من الاسئلة الحارقة التي لم يجد لها المعوق بوبكر بوزيدي اجابات مقنعة خاصة بعد المظلمة التي قال انه تعرض لها من قبل والدته. بوبكر بوزيدي معوق اصيل ولاية بن عروس من عائلة ميسورة الحال ويبلغ من العمر 40 سنة، تم بتر ساقه اليمنى بعد ان تعفنت بفعل تأثير مرض مزمن يعاني منه منذ ما يزيد عن ال25 سنة. يقول بوبكر إن المظلمة التي يتعرض اليها منذ سنوات تتجاوز حدود ما يمكن ان يصدقه العقل او يسمح به المنطق، حيث قامت والدته باستغلال الوضع الصحي الحرج الذي يعاني منه والده الطاعن في السن والمصاب بمرض الزهايمر او فقدان الذاكرة لتقوم بنقل كل ممتلكات العائلة الى حسابها الخاص. هل يمكن للمال ان يقتل مشاعر الأمومة؟ و يضيف بوبكر باكيا: «يبدو ان المال والملك اعمى بصيرة والدتي التي عملت قدر المستطاع على التخلص مني عوض مساعدتي في اوج حاجتي إليها حيث قامت برفع قضية استعجالية عليّ لتثبت فيها عدم صفتي كابن بار بها وبوالدي ومن ثم استصدار حكم قضائي تتمكن من خلاله من طردي من من منزل العائلة ورميي في الشارع ...و لعل الغريب في الامر مدى اصرارها على طردي من المنزل حيث رفض مطلبها بادئ الأمر ولكنها لم تستسلم ولم تغادر قاعات المحاكم الا بعد الحكم ضدي». و عن سؤالنا عن الأسباب الحقيقية التي قد تدفع الام الى عدم الاعتراف بابنها والتخلي عنه في اوج حاجته اليها،قال بو بكر مكفكفا دموعه بظهر يديه الهزيلتين:«اقسم بالله العلي العظيم اني لم اقترف في حقها أي ذنب يذكر...حقا لا يمكن ان اعيب الناس في نظرتهم الدونية الى المعوقين مثلي، ولكن ان تلاقي النكران والجحود من اقرب الناس اليك فهذا حقا ما لا يمكن ان يقبله العقل! ، ما الذنب الذي اقترفته حتى الاقي من اعز الناس الى قلبي هذه المعاملة السيئة؟ هل اخترت لنفسي ان اكون معوقا حتى ألاقي ما الاقيه اليوم ؟هل يمكن ان تقتل المادة كل مشاعر الحنان والعطف لدى الأم التي جعل الله الجنة تحت قدميها؟ حقا لا اعرف ماذا اقول لها غير...ربي يهدي». و توجه بوبكر الى اهل البر والاحسان بطلب العون والمساعدة، مؤكدا انه يمر بأوضاع اجتماعية ونفسية حرجة اثرت على حالته الصحية الى درجة انه يمكن ان يخضع في الايام القليلة القادمة الى عملية بتر لساقه الاخرى بعد التدهور الصحي الذي يعاني منه، مضيفا: بعد ما قامت به والدتي سامحها الله لم يعد لي مسكن او مورد رزق...ارجو ان تنقذوني وان تنظروا الى حالتي بعين الشفقة والرحمة.