التونسية (تونس) طبخ وشواء ليبيين أحياء.. اغتصاب نساء.. فقء عيون وأنوف بآلات صمّاء.. انتزاع القلوب وحتى الأحشاء.. مجازر رهيبة وقعت إبّان الثّورة الليبية... تمّ أمس في مائدة مستديرة انتظمت بمؤسّسة التميمي عرض فيديوهات صادمة توثقها وحضرها حقوقيون ومحامون وباحثون ومندوبون عن «التجمع العالمي من أجل ليبيا موّحدة وديمقراطية» وممثلون عن المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية والحركة الوطنية الشعبية الليبية وممثل عن السفارة الروسية وصدرت عنها وثيقة عن «التجمع العالمي من أجل ليبيا موحدة وديمقراطية» سيتم عرضها على الأطراف الليبية والمغاربية والدولية للتصدي للإنتهاكات الصادرة في حقّ الإنسانية . وفي هذا الإطار قالت فاطمة أبو النيران ناشطة حقوقية ورئيسة التجمع العالمي من أجل ليبيا موحدة وديمقراطية انّ الفظاعات والمجازر المرتكبة في ليبيا لا يمكن وصفها وأنها ستنتقي الصور الأقل بشاعة لتتمكن من عرضها خلال الندوة ،مبينة أن عديد المعتقلين والمسؤولين الليبيين وبقطع النظر عن انتماءاتهم قتلوا في المعتقلات وتحت التعذيب إما لانتزاع إعترافات أو للتنكيل بهم، وأضافت: «لا يمكن إطلاق كلمة سجون على تك المعتقلات لأنها تفتقر إلى أبسط مقومات السجون حيث يتم تعذيب الموقوفين وحرمانهم من العلاج ومن التداوي». واعتبرت أبو النيران أنّ ما يحصل في ليبيا «محرقة» وكارثة إنسانية بأتم ما للكلمة من معنى، وقالت ان ما حصل طيلة السنوات الفارطة وصمة عار على المجتمع الإنساني وأنّه سيأتي يوم تكشف فيه فظاعات الوضع الليبي ،ملاحظة أن ما وقع جريمة فظيعة شارك فيها المجتمع الدولي، معتبرة أنّه لا وجود لأي تبرير لما حصل وما يحصل في ليبيا. واستعرضت الأستاذة والحقوقية أبو النيران فيديوهات للبغدادي المحمودي الذي قالت إنه يتعرَّض للتعذيب والتّنكيل. ولاحظ أنه سبق لابن البغدادي المحمودي أن أكدّ لهم أن والده تعرّض إلى 3 محاولات اغتيال داخل السجن وأنه نجا منها بأعجوبة . كما تم عرض فيديو تعذيب «منصور ضو عثمان» قائد القوات المسلحة الليبية في عهد القذافي والمحكوم عليه أيضا بالإعدام حيث ظهرت الدماء تسيل من جسمه وتلطّخ ثيابه. وقالت الأستاذة إنّ الأمر وصل في 2012 إلى حدّ طبخ مدني ليبي يدعى «علي العاتي» حيا وتم عرض فيديو صادم يظهر فيه المدني في قدر كبير به ماء يغلي وبعض الجناة يحركون بالعصيّ جسدا لم يبق منه إلاّ الهيكل. وكشفت أنّ هناك ما يقارب 8 آلاف ليبية تعرضن لانتهاكات وان الكثير منهن اغتصبن وقالت انّ عديد الحملات استهدفت أصحاب البشرة السمراء (السود) خاصة في ظل رواج أخبار عن كونهم مرتزقة وبينت ان هناك إمرأة نكلوا بها وشوّهوا جسدها ورغم ذلك نجت بأعجوبة من براثن معتقليها وفرّت، إضافة إلى إعلامية ليبية مشهورة تدعى «هالة المصراتي» عذّبت. وقالت فاطمة أبو النيران: «ربما الذئاب أرحم بالضحية من هؤلاء»، مبينة ان الإعلامية موجودة حاليا في مكان آمن وبعيدا عن بطش هؤلاء بعد أن نجح البعض في تهريبها. وأضافت فاطمة: «تصلنا عدة نداءات من عائلات المعتقلين تؤكد أن بعضهم يعاني من أمراض مزمنة مثل القلب والفشل الكلوي وأنه مع ذلك يمنع عنهم الدواء ويتركونهم فريسة للموت ومن بينهم أحد ضباط نظام معمر القذافي الذي كان يعانى من فشل كلوي وبقي دون علاج إلى أن وافته المنية وكذلك أحد شيوخ قبيلة بني وليد الذي اختطف بعد دعوته لحقن الدماء وتوفي بعد شهر من إعتقاله والمرحوم موسى صويد وهشام شوشان وهو مدني ليبي من مدينة «العجيلات» اعتقدوا أنه مرتزق فعذبوه في ساحة عامة ونكلوا بجثته مؤكدة أنه رغم صراخه المتكرر بأنه ليبي فإنهم لم يرحموه وكانوا ينكلون به أمام أنظار والدته إلى أن فارق الحياة ... ». ولاحظت «أبو النيران» أنّهم وثّقوا شهادات وصور لعدة مواطنين كسرت أنوفهم وفُقِئت عيونهم بآلات حادة وميكانيكية وقالت للأسف تم التعرف على 17 ضحية فقط ممن دفنوا في بني وليد والبقية لم يتم التعرف عليهم نظرا للتشوهات الكبيرة التي لحقت بأجسادهم جرّاء بشاعة التعذيب. وأشارت إلى ان التنكيل وصل في 2011 إلى حدّ حرق شخص في مصراتة وإخراج قلبه أمام الملإ وعرضت فيديو يوثق الحادثة . وقال الصيد شقير باحث ليبي إنّ ليبيا تمرّ الآن بأزمة عالمية لا مثيل لها وأن ما يحصل هو مؤامرة دولية اشتركت فيها عديد الأطراف الدولية، مبينا ان الوضع مأساوي جدا وأن الجريمة منتشرة وأن القتل والسرقة وانتهاك حرمات البيوت تتم على مرأى الجميع ودون أدنى واعز، واعتبر ان ما يحصل أسوأ مما يتوقعه أي إنسان وخاصة في مدينة» تاورغاء» التي شرّد أهلها ،مؤكدا أن ثلث سكان ليبيا مشردون وأن عدد كبير منهم هم الآن بلا رواتب وأن أبسط مقومات المعيشة تكاد تنعدم . ودعا إلى وقفة إنسانية وإلى تضامن دولي واسع للخروج بليبيا من الوضع الكارثي الذي تمرّ به . وعلى هامش هذه المائدة قال الاستاذ البشير الصيد انّ ما يحصل في ليبيا أكبر من التعذيب ،معتبرا انه في ظلّ الإنتهاكات الحاصلة لا يمكن الحديث عن أحكام بشأن الليبيين وخاصة أولئك المحكومين مؤخرا والبالغ عددهم 32 شخصا من ضمنهم البغدادي المحمودي وسيف الإسلام ،واصفا الأحكام الصادرة بقرارات اغتيال وتصفية خصوم سياسيين ،واعتبر أنّ مُصدري الأحكام ليسوا قضاة بل أشخاص تم تنصيبهم لتنفيذ مهام معينة. وأكدّ أنّ ما صدر من أحكام هي قرارات اغتيال محملا النظام المؤقت السابق بتونس مسؤولية تسليم البغدادي المحمودي، وقال ان وراء تسليم البغدادي صفقة مالية وسياسية وفق تعبيره. وكشف ان ميلاد دمان مدير الأمن السابق في حكومة طرابلس والذي كان قد استقر بالمنزه بتونس وقع في قبضة ميليشيات ليبية تولت خطفه من منزله بالمنزه وتخديره ومن ثمة نقله إلى سجن في ليبيا، وأنه تعرض هناك للتعذيب والتنكيل وحكم عليه بالإعدام .