لعله من المؤسف حقا أن تصل أمور احد أعرق النوادي الرياضية بتونس وبطبرقة تحديدا هذا المستوى من التعطيل ووضع العصا في العجلة لما لذلك من تداعيات سلبية جدا، لا على النادي والجمعية التي تمتلكه بل على السياحة في ربوع طبرقة... بعد ان امتدت يد الغدر لتضرب القطاع السياحي في مقتل يوم اغتال الإرهاب سياحا أبرياء بسوسة. ...يومها أصيب القطاع السياحي في طبرقة اصابات بليغة حيث اضطر اصحاب اكثر من 3 نزل فخمة الى رمي المنديل نهائيا، ولا يبدو انهم سيعاودون فتح فنادقهم قريبا بالنظر الى الغياب الكلي للسياح الأجانب عن المنطقة ككل، الا الاف السياح الجزائريين الذين وإن حضروا بأعداد غفيرة الا ان اقاماتهم لم تكن في النزل وانما في الشقق المفروشة والفنادق الصغيرة التي لا تتسع لأكثر من 50 سريرا. وبالعودة الى نادي الغوص الذي تأسس عام 1972 عن طريق عدد من المولعين برياضة الغوص والنشاطات البحرية المختلفة، فهو اليوم يعاني مشاكل متعددة المستويات محليا وجهويا بل ان نشاطات الغوص متوقفة تماما منذ يوم 17 اوت الجاري ....، بالرغم من ان هيئته التنفيذية تضم شبابا من الجهة يتقد حيوية ونشاطا ويضع مصلحة النادي ومن وراءها مصلحة الجهة فوق كل اعتبار...يقول الشاب محمد خواتمية رئيس جمعية نادي الغوص بطبرقة بان نشاطات النادي تتضاعف خلال فصل الصيف بتزايد اقبال السياح العرب والأجانب على رياضة الغوص، الا ان للنادي نشاطات اخرى اهمها التكوين في رياضة الغوص وهو تكوين ذو مستويات ثلاث فضلا عن الرياضات الشراعية كالمراكب الشراعية والكاياك...ويضيف خواتمية بان النادي يعتبر مصدر رزق لعديد العائلات حيث يعمل به 8عمال قارين الى جانب 8 متربصين فضلا عن العمال الموسميين الذين يحتاجهم النادي خلال فترة الذروة اي عند مضاعفة النشاط الصيفي... رئيس الجمعية صرح « للتونسية» بان النادي الذي يعتبره الأهالي هنا حلاّ لبعض مشاكل الشباب باعتبار ان الرياضة تسمو بمتعاطيها وتغرس في نفسه المبادئ الجيدة، اصبح اليوم يعاني بيروقراطية مقيتة وتعطيلا من السلط المحلية مما اضطره الى رفع الأمر الى وزير الشباب والرياضة الذي انصفه مستشاروه والمدير العام للرياضة الذي تفهم الوضعية واعطى تعليماته بفض كافة الإشكاليات العالقة في هذا الملف. وقال محمد خواتمية في حواره مع « التونسية» : «لقد اعلمتنا السلط الجهوية واقصد ولاية جندوبة بان اخلالات تم تسجيلها على مستوى سلامة متعاطي الغوص ولذلك لم تمنحنا الترخيص الضروري لمزاولة نشاط الغوص، ثم وصلتنا مراسلة اخرى من والي جندوبة تفيد بان ملف النادي ليس من اختصاصها، ثم تصدر امرا بايقاف نشاط الغوص، وهنا أتساءل كما يتساءل اهالي طبرقة، اذا لم تكن الولاية هي الجهة المخول لها النظر في التراخيص ومنحها، فكيف تسحب التراخيص التي لم تمنحها أصلا ؟؟؟؟» وفي رده على سؤال « التونسية» حول تاريخ تقديم هيئة النادي لطلب الترخيص بالغوص بالنسبة الى السنة الجارية، قال محدثنا:« الوثائق لدينا تؤكد اننا منذ شهر جانفي 2015 تقدمنا بطلب الحصول على الترخيص، فيما جاء رد الولاية يوم 10 جويلية اي في بداية الموسم الذي ننتظره بشغف لمزاولة النشاط وتسجيل بعض المداخيل للنادي لدفع اجور العملة والغواصين الذين يعملون بالنادي...لقد أسقط في أيدينا ولم نجد من مخرج لهذا الإشكال لو لا وصول تمديد استثنائي من الولاية ، وهنا اتساءل ايضا مادامت الولاية « غير مختصة» كما تقول في احدى مراسلاتها لنا فكيف تمنحنا تمديدا في ترخيصنا للسنة الماضية من 3 الى 7 اوت الجاري؟.... ثم ما الذي تغير على مستوى تجهيزاتنا التي نتعهدها بالصيانة دوريا حتى ترفض الولاية منحنا الترخيص هذا العام ؟؟؟ لقد سجلنا اضرارا جسيمة جراء ايقاف السلط المحلية لنشاطات الغوص،، ففضلا عن عدم قدرتنا على الإستجابة لطلبات السياح الجزائريين والتونسيين الذين تعودوا الإقبال على رياضة الغوص كل صيف، ها أننا نقع في اشكال قانوني كبير مع جمعية فرنسية تعنى بجميع الرياضات في الهواء الطلق دأبت على التعاقد معنا في اطار اتفاقية تربطنا بها وتتولى هذه الجمعية ارسال وفود شبابية كل عام ليمارسوا نشاط الغوص...وهي اتفاقية تحظى بالأولوية بالنسبة الينا لأنها تفتح افاقا للنادي يستفيد منها المنتمون اليه وشباب المنطقة عامة. وهنا اتساءل ايضا هل من مصلحة السلط المحلية او الجهوية تعميق جراح القطاع السياحي بالجهة، ومن المستفيد اذا هددتنا الجمعية الفرنسية بفسخ الإتفاقية التي تربطنا بها جراء عدم الإيفاء بتعهداتنا ؟؟؟؟ هل هذه هي الوطنية ؟؟ هل هذا هو تشجيع المجتمع المدني على أن يكون رافدا من روافد التنمية في منطقة تشكو عجزا على مستوى الإستثمارات والبرامج التنموية ويعاني شبابها البطالة والتهميش وتتهدده الجماعات المتطرفة المنتشرة في كل مكان ؟؟؟» سألت رئيس الجمعية عن موقف الجامعة التونسية لرياضات الغوص من كل هذا فقال بمرارة : « مهما صورت معاناة نادي الغوص فلن اقدر على وصف الواقع المرير بدقة، نحن اليوم نعاني على اصعدة مختلفة فحتى جامعة رياضات الغوص تجاهلتنا بل انها لم تجدد انخراطنا للسنة الجارية علما وانه من المبكيات المضحكات ان نادي الغوص بطبرقة اكبر منها سنا بل هو من الأطراف الفاعلة في تاسيسها ،، وهو سلوك نستغربه من الجامعة التي كانت منحتها انخراطنا في السنوات السابقة ، فهل تكون مؤامرة لإسقاط النادي لمصلحة ناد آخر بجهة أخرى رأى النور منذ اعوام قليلة ورأت في نادينا بعض الأطراف منافسا شرسا له وجبت ازاحته ؟؟؟ وكيف تمنحنا الجامعة التونسية لرياضة الأشرعة وبنفس الملف الذي قدمناه لجامعة رياضالت الغوص ترخيصا بمزاولة رياضة الأشرعة ؟؟؟ وبالمناسبة، فان جمعية نادي الغوص بطبرقة يسعدها ان ترفع الى اعضاء هذه الجامعة اسمى عبارات الشكر لمساهمتها في تمويل تظاهرة شاطئية في بداية الشهر الجاري بطبرقة.. البحر واسع يتسع للجميع ونحن لا نريد سوى العمل ، العمل ، العمل ، فلماذا تعرقلنا السلطات المحلية والجهوية ولماذا تضيع علينا فرصة النشاط فيما تبقى من موسم الصيف خاصة واننا نعول على مهرجان طبرقة للجاز ليحمل الينا عشرات الزائرين الراغبين في ممارسة رياضة الغوص في اعماق المتوسط ؟؟؟؟» رئيس جمعية نادي الغوص افادنا ايضا بأن الجمعية بصدد الإعداد لتنظيم مؤتمرها الإنتخابي المزمع تنظيمه في شهر سبتمبر القادم والذي يحرص اعضاؤها على توفير كافة الظروف الضامنة للشفافية خلاله في اطار التداول على المسؤولية لبعث دم جديد ونفس جديد صلب عراقة النادي الذي يعتبر درة طبرقة وايقونة جنوب البحر الأبيض المتوسط....