التونسية (تونس) مع انخفاض درجات الحرارة يجد فيروس «القڤريب» المناخ المناسب للانتشار خاصة في صفوف الأطفال والمسنين وقد سُجّل في المدة الأخيرة ارتفاع في عدد عيادات المصابين بالنزلات الموسمية المصحوبة غالبا بأعراض الحرارة وآلام المفاصل رغم تأكيدات رئيس المرصد الوطني للنزلة الوافدة بأن موسم «القريب» لم يحل بعد . وأفاد الدكتور محمد أمين سليم مدير المرصد الوطني للنزلة الوافدة «التونسية» بأنّ التحاليل المخبرية التي أجراها المرصد لم تسجل إلا 3 إصابات بالفيروس في صفوف العائدين من الحج مؤكدا أن الحالات التي تم ضبطها لم تكن من صنف «كورونا» في السياق ذاته أشار سليم إلى أن نوعية «قريب» هذا الموسم لم تتحدّد بعد وأن ما يتعرض له المواطنون من نزلات حاليا لا يصنف ضمن خانة «القريب» بل الأمراض العادية للحنجرة والجهاز التنفسي التي تنتج أساسا عن تغير الطقس. وأضاف الدكتور سليم أن حملة التلقيح الموسمي ضد فيروس «القريب» ستنطلق هذا الأسبوع وأنه تم توريد نحو 300 ألف جرعة ستكون متوفرة في الأيام القريبة القادمة بالصيدليات مشيرا إلى أن نوعية التلقيح هذا العام شهدت تغييرا على مستوى التركيبة مع المحافظة على نفس السعر أي في حدود 13 دينارا تقريبا.وحول نوعية الفيروس قال الدكتور سليم إنّها لم تتحدّد بعد بسبب استمرار الحرارة وأنّ ذلك أخّر التحاليل التي يجريها المرصد عادة لتحديد النوعية ، لكنه لم يستبعد أن يكون «قريب» هذا العام مشابها لفيروس العام الماضي أو أن يشهد تغييرا في أحد صنفيه «أ» أو «ب». ولم يستبعد د. سليم كذلك اللجوء إلى توريد كميات من التلقيح التكميلي في صورة أثبتت التحاليل المخبرية أن نوعية الفيروس شهدت تغييرا كبيرا هذا العام مما يجعلها لا تتماشى والتلاقيح التي تم توريدها ، مؤكدا أن الحالات التي تحتاج إلى التلاقيح التكميلية تبقى محدودة مقارنة بالحالات التي تحتاج إلى التلقيح الموسمي الموجه أساسا للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة والشيوخ والمصابين بالأمراض المزمنة والأطفال. وأشار إلى أن التلقيح الحالي قادر على مجابهة الفيروسات التي تم رصدها في المواسم السابقة معتبرا أن عودتها يعد أمرا طبيعيا وغير مقلق مع توفر التلاقيح المضادة. وحول بداية انتشار ما سمّاه بالنزلات الموسمية في المدة الماضية قال سليم إنّ هذا أمر عادي مشيرا إلى أن حضورها بدأ يتواتر في الأوساط العائلية ، كما نبه إلى إمكانية تطوّر وتيرتها في المدة القادمة مع انخفاض درجات الحرارة باعتبار أن انخفاض درجات الحرارة وتواجد الرياح يساهمان بشكل كبير في انتقال «القريب الموسمي»الذي عادة ما يتواصل حتى نهاية شهر فيفري ليأخذ بداية من شهر مارس منحا تنازليا مع استقرار العوامل الجوية. وفي السياق ذاته أوضح مدير مرصد النزلة الوافدة أن الفيروس عادة ما يفاجئ المريض في هذه الفترة لعدم تأهل الجسم للانتقال من الحرارة إلى البرد بالإضافة إلى عدم اخذ الاحتياطات اللازمة في اللباس مشيرا إلى أنّ من علامات الإصابة ارتفاع حرارة الجسم والتهاب القصبات الهوائية. الدكتور أمين سليم وإن قلل من خطورة الفيروس فإنّه أكد على ضرورة معالجته بالطريقة السليمة خاصة لدى الأطفال وكبار السن والأشخاص فاقدي المناعة والذين يعانون أساسا من مشاكل في القلب والجهاز التنفسي. كما أشار مخاطبنا إلى توفر الكميات اللازمة من تلقيح «القريب الموسمي» مؤكدا على أهمية هذا التلقيح الذي يقلل من إمكانية الإصابة بالقريب بنسبة تتراوح بين 85 و90 بالمائة. أما عن تأثيره على مناعة الجسم في حال تعود الإنسان على استعماله سنويا فقد قال د. سليم إنّ التلقيح لا يؤثر بتاتا على مناعة الجسم لأن الفيروس بطبعه يتغير من سنة إلى أخرى وأن التلقيح يواكب تغير الفيروس وعليه فإن الجسم لن يستطيع التعود على هذا التلقيح وأن المناعة تتجدّد آليا حسب نوع الفيروس الذي يتلقاه الجسم.