بعد راحة خاطفة اثر التعادل الأخير في قفصة، يعود النادي الإفريقي اليوم إلى أجواء التدريبات وسيسعى الإطار الفني لاستغلال توقف نشاط البطولة لترميم النقائص الكبيرة في الفريق وتدعيم بعض الإيجابيات التي لاحت في المواجهة الأخيرة، دون التغاضي عن ضبط ما يحتاجه الفريق من تعزيزات في ميركاتو الشتاء وتحديد قائمة اللاعبين الذين سيغادرون الفريق وهم كثر حسب ما علمنا. «السلامي» يكسب الرهان منذ عودته إلى الإفريقي وقبل أن تقع تسميته كمدير رياضي للفريق نشط أسامة السلامي الموسم الماضي في خطة مكلف بانتدابات الشبان وقد وفق في الحصول على عديد المواهب البارزة أبرزها دون شك صانع ألعاب «البقلاوة» سابقا بسام الصرارفي الذي كان قريبا من الالتحاق ببيارن ميونيخ في صائفة 2012. الكابتن «بسام» لعب الموسم الماضي مع فريق النخبة وقد ساهم بروزه اللافت في توجيه الدعوة له من قبل الفرنسي دانيال سانشاز للتدرب مع المجموعة ولكن دون منحه فرصة الظهور في التشكيلة الأساسية التي استطاع أن يكون أحد مؤثثيها بوصول نبيل الكوكي الذي أقحمه كأساسي في مباراة قفصة ورغم صعوبة الظرف فقد نجح ابن «البقلاوة» في تقديم أداء كبير وكان وراء تمريرة هدف توزقار ووراء توزيعة الهدف الثاني الذي ألغاه الحكم دون وجه حق. الصرارفي أقنع في أول ظهور له وهامش التطور كبير أمامه إذا ما واصل العمل بنفس الروح والعزيمة فإنه سيكون أحد نجوم الفريق مستقبلا وبذلك يكون السلامي قد كسب رهان انتدابه وتحويل وجهته من باردو إلى باب الجديد. مهاجم كبير صحيح أن يوهان توزقار لم يسجل إلى غاية الجولة الثامنة سوى هدف وحيد ولكن ذلك لا يمنع من التأكيد على امتلاكه لفنيات كروية هائلة وعلى قدرة كبيرة على «شم» الأهداف والتمركز الجيد في مناطق المنافسين وقد تجلى ذلك بوضوح في عملية الهدف الأول له مع الإفريقي حيث نجح في التخلص من رقابة ثلاثة مدافعين واستطاع الارتقاء عاليا لتحويل تمريرة الصرارفي إلى مرمى الثامري. توزقار يجيد كذلك تحضير الهجمات وبالإمكان استعماله كمحطة لتنويع اللعب بفضل حركيته الدائمة وتحكمه الممتاز في الكرة والأكيد أنه بتحسن التنشيط الهجومي للفريق سيكون له شأن كبير في المستقبل. قليل من الاحترام ل«يحيى» أشرنا مرارا وتكرارا إلى أن وسام بن يحيى ليس في أفضل حالاته وأنه لا يزال بعيدا عن الجاهزية رغم اجتهاده الكبير في التمارين وفي المباريات التي خاضها منذ عودته إلى الحديقة، وقد أشرنا كذلك إلى ضرورة إراحته واستعماله كورقة بديلة لأنه بإمكانه توظيف خبرته الطويلة لخدمة الفريق. الكوكي خضع في النهاية للحملة الشرسة التي شنها «سمسار القلم» ضد «القولدن بوي» وأخرج اللاعب لا من التشكيلة الأساسية فحسب وإنما من قائمة ال«18» لاعبا متغافلا بذلك ما قدمه يحيى للفريق ومتناسيا بأن أبناء النادي ومهما تراجع أداؤهم فإنه من الضروري الوقوف إلى جانبهم ومعاملتهم بطريقة خاصة حتى لا يفقدوا نكهة اللعب وهو ما قد يصيب وسام بن يحيى الذي نعتقد بأنه قد يكون أولى بالمشاركة من سايدو ساليفو الذي لم يشارك في بداية التحضيرات وكذلك حسين ناطر الذي تمرد وتمارض ولكن تعليمات فوقية رسمته في تركيبة الكوكي ومنحته شارة القيادة بعد أن كان سببا مباشرا في إقالة سانشاز بعد أن رفض تشريكه وفضل جاهزية خليل والوذرفي اللذين همشا كذلك بوصول الكوكي الذي يبدو مصرا على هدم ما كل ما بناه سلفه حتى وإن كان جميلا. أسماء كبيرة على باب الرحيل على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها إدارة الفريق نتيجة الخلاف الحاصل مع الجامعة التونسية لكرة القدم والذي انجر عنه إعلان الرئيس سليم الرياحي رحيله في نهاية فيفري القادم موعد الجلسة العامة الانتخابية السابقة لأوانها، فإن عملية ضبط الرصيد البشري للفريق انطلقت وبدأ الحديث في قائمة الأسماء التي ستغادر الفريق في ميركاتو الشتاء. الرياحي كان واضحا مع المدرب نبيل الكوكي حيث طلب منه التعويل وبصفة كبيرة على شبان النادي في تمهيد للتخلي عن بعض الأسماء من أصحاب الجرايات المرتفعة بغية خفض «البارة» حتى يتمكن الفريق من ايجاد رئيس في حال صدقت رواية الرحيل التي يصدرها «الريّس». المعلومات التي بحوزتنا تشير إلى أن حسين ناطر وهشام بالقروي وسايدو سيالفو والتيجاني بلعيد وياسين الميكاري وعماد المنياوي يوجدون على رأس قائمة المغادرين وستنطلق الإدارة الفنية في البحث عن حلول للتخلص منهم إما بالبيع أو بفسخ عقودهم ولنا عودة لهذا الموضوع في الأيام القادمة. «بوسنية» في البال مقابل خروج عديد الأسماء، فإن الإفريقي سيدخل ميركاتو الشتاء للحصول على بعض الصفقات وخاصة في خطي الوسط والدفاع الذي يعد من أكبر المشاكل الحالية في الفريق وفي هذا الإطار علمنا أن أسامة السلامي يتابع بانتباه كبير مدافع «الهمهاما» والمنتخب الأولمبي وسام بوسنية الذي برز كأفضل ما يكون في تشكيلة معين الشعباني مع انطلاقة الموسم الحالي. السلامي تحادث مع مدافع فريق الضاحية الشمالية الذي لا يمانع في الالتحاق بالحديقة في انتظار حصول الاتفاق النهائي في قادم الأيام بين هيئتي الفريقين اللتين تربطهما علاقة متميزة قد تسهل حصول الزيجة.