شهد محيط سوق الجملة ببئر القصعة فوضى عارمة استدعت حضورا أمنيا بسبب «انتفاضة» تجار الموز على قرار الإدارة الصادر مؤخرا والقاضي بتوظيف معلوم بدينار عن كل «كرذونة» موز تدخل السوق على أن يتم توزيع هذا المعلوم بالتساوي بين تعاضدية السوق والشركة . وقد اعتبر تجار الموز أن القرار جائر وسيثقل كاهلهم وأن من شأنه أن يفتح باب التجارة الموازية باعتبار أن السلع التي تدخل سوق الجملة حاملة فواتير وخالصة معاليم الديوانة عند التوريد متسائلين عن جدوى توظيف معاليم جديدة على الموز . وأكد عدد من التجار ممن اتصلوا ب«التونسية» أنهم اضطروا أمس إلى الانتصاب خارج أسوار السوق تحت المراقبة الأمنية معتبرين أن كل محاولات التفاوض التي تمت مع الإدارة تحت رعاية والي الجهة والمكتب الجهوي لاتحاد الصناعة والتجارة باءت بالفشل بسبب تمسك إدراة السوق بقرارها . وأوضح تجار الجملة أن والي بن عروس والمهنيين وممثلي اتحاد الصناعة والتجارة حاولوا إيجاد أرضية ملائمة للحوار وتهدئة الأوضاع نظرا للظرف الصعب الذي تمر به البلاد، إلا ان الرئيس المدير العام لسوق الجملة امتنع عن التحاور واعتبر الأمر مقضيا ومحسوما ولا سبيل الى التراجع عنه وفق ما أكدوه . وشدد التجار على انه ورغم عدم استشارتهم أو استشارة من يمثلهم، فإنهم وتجاوبا مع اتحاد الصناعة والتجارة ووالي الجهة اللذين نظما جلسة عمل استعجالية أعربوا عن قبولهم للمعلوم الموظف على سلعهم شرط إدخال بعض التعديلات على طريقة اقتسام الأداء الجديد بأن تكون 500 مليم لفائدة تعاضدية العمال و500 مليم لفائدة وكلاء بيع الخضر والغلال على أن يتم اقتطاع الدينار في المحلات التي يتم افراغ السلع فيها عوضا عن اقتطاعها في باب السوق مشيرا الى أن هذا المقترح جوبه برفض الإدارة الأمر الذي أدى إلى قرار التجار عرض سلعهم المقدرة تقريبا ب6 آلاف «كردونة» خارج أسوار السوق . وأعرب تجار الموز أمس عن استغرابهم من الأسباب التي دفعت بإدارة السوق الى اتخاذ هذا القرار الذي قالوا أنه يخدم مصلحة المهرّبين وفق تأكيدهم خاصة وأن انسحاب التجار من أصحاب النشاط القانوني سيفسح المجال أمام التجارة الموازية وهو ما قد يؤدي إلى انتشار المضاربة والترفيع في الأسعار إلى جانب توريد سلع مجهولة المصدر وغير مطابقة لمواصفات السلامة . وقد حاولت «التونسية» الإتصال بإدارة سوق الجملة للحصول على موقفها ومزيد التوضيحات حول المعلوم الجديد الموظف على الموز غير أنه تعذر الحصول على أي طرف .
