التونسية (تونس) أعلن أمس المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية، في تقريره الخاص بشهر نوفمبر 2015 عن تراجع التحركات الإجتماعية خلال نوفمبر الفارط مقارنة بشهر أكتوبر من نفس السنة، من 910 احتجاجا إلى 398، موضحا أن منسوب الإحتجاجات الإجتماعية الذي يتصدره القطاع التربوي ب 82 تحركا، سجل ارتفاعا في ولايتي سيدي بوزيدوالقيروان. وكشف التقرير أن التحركات الإجتماعية الجماعية العفوية سجلت 34،5 % من نسبة التحركات في شهر نوفمبر الفارط، في حين تم تسجيل نسبة 32،5 % من التحركات الإحتجاجية الإجتماعية الجماعية التلقائية، مقابل 33 % من التحركات الإحتجاجية الجماعية العشوائية. وبين التقرير أن العديد من الإحتجاجات مرت بسرعة إلى الطور العشوائي، مما يعني أن البلاد مقبلة على احتجاجات عنيفة في بداية عام 2016، في حال تواصلت الإحتجاجات الإجتماعية على نفس الوتيرة حتى ذلك الوقت. كما سجل المنتدى تطورا نسبيا في الإحتجاجات ذات الخلفيات الأمنية والصحية والرياضية، مقابل تراجع الإحتجاجات الدينية. 36 حالة ومحاولة انتحار والقيروان في الصدارة في المقابل كشف التقرير ذاته أن حالات ومحاولات الإنتحار تراجعت في تونس خلال شهر نوفمبر 2015 مقارنة بشهري سبتمبر وأكتوبر الفارطين، وأنه تم تسجيل 36 حالة ومحاولة انتحار توزعت على 15 ولاية ثلثها في ولاية القيروان التي حافظت على تصدرها لأعلى النسب في هذا الخصوص. وأشار المنتدى إلى أن حالة من مجموع 7 حالات إنتحار شملت أطفالا دون سن ال15 سنة. وقال التقرير أنه تم في نفس الفترة ذاتها تسجيل تراجع هام في حالات ومحاولات الإنتحار في صفوف الإناث، وأنه تم رصد حالة أو محاولة انتحار «أنثويّة» مقابل 8 حالات. ولاحظ التقرير أن الشريحة العمرية (35-26 سنة) حافظت على تصدر لائحة الإنتحار ومحاولة الإنتحار في البلاد، في حين حافظت الشريحة العمرية التي تجاوزت ال60 عاما على نفس المعطى الذي تم تسجيله خلال الشهر المنقضي. خطة وطنية للوقاية من الإنتحار وفي تصريح ل«التونسية»، اعتبر المشرف على المرصد الإجتماعي التونسي المنضوي تحت راية المنتدى عبد الستار السحباني أن انتحار الأطفال والشيوخ أصبح ظاهرة مقلقة في البلاد، مبينا أن الدولة مطالبة بتفعيل خطة وطنية للوقاية من الإنتحار، وتعزيز الإحاطة بالشريحتين العمريتين المذكورتين آنفا، ملاحظا أن الطفل يقدم على الإنتحار لفقدانه الحلم، في حين ينتحر الشيخ لغياب الأمل. وبخصوص تصدر ولاية القيروان قائمة حالات ومحاولات الإنتحار في البلاد، قال السحباني إن هذه المدينة تمثل منطقة عبور للنازحين في اتجاه الولايات الأخرى، الأمر الذي ينتج عنه صعوبات في الإندماج وإشكاليات اجتماعية لهؤلاء النازحين تجعلهم يقدمون على إنهاء حياتهم. ولاحظ السحباني أن تراجع منسوب الإحتجاجات الإجتماعية في نوفمبر 2015 مقارنة بشهر أكتوبر من نفس السنة يعود كذلك إلى إعلان حالة الطوارئ عقب التفجير الإنتحاري الذي استهدف حافلة الأمن الرئاسي، وإلغاء عدة تحركات قطاعية كان قد أقرها الإتحاد العام التونسي للشغل وقتئذ. سنيا البرينصي