إسلام أباد (وكالات) توفي رئيس جهاز مخابرات باكستان السابق والأكثر شهرة وهو الجنرال حامد جول عن عمر يناهز 72 عاما، وهو رجل ينظر إليه على أنه مهندس تسهيل علميات ال«سي أي ايه» السرية في افغانستان خلال غزو الاتحاد السوفياتي لهذا البلد حيث كان جول جسر التواصل السري بين المخابرات الأمريكية وعناصرها والميليشيات الجهادية المسلحة التي كانت تتصدى للزحف السوفياتي عسكريا فى أفغانستان. وكان الجنرال جول من أقرب المقربين لمحمد ضياء الحق سادس رئيس لباكستان عام 1977 وفي عام 1987 رقّاه ضياء الحق لمنصب رئيس الاستخبارات الباكستانية العامة «اي إس أي» قبيل مصرع ضياء الحق في حادث جوي. وكشفت مذكرات جنرال المخابرات الباكستانية الراحل عن علاقاته القوية مع تنظيم «القاعدة» إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان وكثيرا ما كان يتباهى بتلك العلاقة وبارتباطاته برموز القاعدة وأسامة بن لادن والملا محمد عمر زعيم طالبان وغيرهما من قادة التنظيمات الجهادية التى كان الجنرال جول ينقل لها كافة أوجه الدعم الأمريكي. وأبدى الجنرال جول في مذكراته تنصل الولاياتالمتحدة من دعمها ل«القاعدة» بل وانقلابها على تلك التنظيمات المتشددة التي كادت القوات السوفياتية أن تسحقها لولا الدعم الأمريكي السخّي لها. أمّا عن الأسباب التي جعلته يشكف هذه الحقائق، كشف جول في مذكراته عن تحول واشنطن في علاقتها معه إلى حالة «عداء سافر» بعد أن كانت تلتمس منه المساعدة وذلك بعد أن نفض الأمريكيون أيديهم عن مساعدة «القاعدة» و«طالبان» وغيرها من التنظيمات التكفيرية بعد أن استخدمتهم واشنطن ودعمتهم لمواجهة الجيش السوفياتي في أفغانستان. كذلك دعم الجنرال الباكستاني حامد جول تنظيم «عسكر طيبة» وهو تنظيم أصولي متشدد وعهد إليه بتنفيذ مهام حرب العصابات فى إقليم كشمير المتنازع عليه بين باكستان والهند وفي عام 2009 شن الجنرال جول هجوما عنيفا على علاقات التعاون المتنامية بين الولاياتالمتحدة والهند باعتبارها تهديدا موجها بشكل مباشر ضد باكستان، كما كان الجنرال جول من معارضي الغزو الأمريكي للعراق مستشهدا بخبرته السابقة وتعامله مع الإدارة الأمريكية خلال الغزو السوفياتي لأفغانستان والتي تحولت من تعاون وصداقة كاملة إلى عداء وتنصل كامل من الجانب الأمريكي.