أكد اليوم الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية بالرياض أن تونس في الصف الاول في مجال مكافحة الارهاب مشددا على ان محاربة الارهاب لا تتم عبر الاسلحة والجيوش فقط بل كذلك بالثقافة والإبداع في شتى المجالات علاوة على استعادة قيمة العمل . وقال في لقاء اليوم بالرياض جمعه برؤساء تحرير وسائل اعلام سعودية ان تونس قادرة على التقليص من ظاهرة انضمام بعض شبابها الى التنظيمات الارهابية اذا ما تمكنت من القضاء على أسباب الظاهرة عبر التعاون مع حلفائها واصدقائها . وتطرق الباجي قايد السبسي في هذا الشأن الى الاسباب التي تغذي انضمام هؤلاء الشباب الى بؤر الارهاب وعلى رأسها البطالة خاصة في صفوف حاملي الشهائد العليا علاوة على الفقر والتهميش الذي تعيشه بعض المناطق وتغذية بعض الجمعيات للإرهاب. وابرز في هذا الشأن اهمية مبادرة المملكة العربية السعودية بإحداث تحالف اسلامي ضد الارهاب في جمع الصفوف لمكافحة التطرف الذى يهدد كيان العديد من الدول العربية والإسلامية بل المنطقة برمتها مشيرا الى وعي البلدان الاسلامية بأهمية التضامن في هذا المجال . وأفاد في هذا الصدد بأن اجتماعا تونسيا سعوديا سيلتئم قريبا في تونس لتقريب العلاقات و بث روح الاتحاد والتعاون بين الدول العربية والإسلامية في مختلف المجالات لا سيما مكافحة الارهاب . وأكد رئيس الجمهورية أن من أهم وسائل كسب الحرب على الارهاب والتطرف جلب الاستثمارات وهو ما يتطلب توفير المناخ التشريعي والأمني والحوافز والتشجيعات ولفت الى أن الاستثمارات العربية في تونس تعد تجسيدا لبعد تونس العربي والإقليمي وهو ما يجب أن يتم تطويره على أرض الواقع . وقد تم خلال اللقاء طرح مجموعة من المواضيع التي تهم الشأن التونسي خاصة على المستويين الامني والاقتصادى علاوة على موقف تونس من القضايا الاقليمية والدولية الراهنة وفي مقدمتها الارهاب. وبعد ان استعرض جملة الاصلاحات التي التزمت الحكومة التونسية بتنفيذها سواء في القطاع المالي أو التشريعي او الاجتماعي علاوة على تشجيع الاستثمار ودفع التنمية في الجهات لفت الباجي قايد السبسي الى أن نحو 14 ولاية تونسية حدودية تعيش تهميشا مما جعل مساهمتها في الدورة الاقتصادية محدودة أو معدومة ومبرزا سعي الحكومة الى اخراج هذه المناطق من عزلتها . وأكد رئيس الجمهورية أهمية الاشواط التي قطعتها تونس بعد الثورة عبر التوافق وتقريب وجهات النظر معربا عن عزم البلاد على دفع دبلوماسيتها وتفتحها على محيطها الاقليمي والعربي الاسلامي والدولي خاصة أن قضايا الارهاب وغيرها شأن دولي يهم كل الاطراف . وبخصوص الملف الليبي أشار الى أن من أولويات تونس تقريب الاراء في ليبيا موضحا أن مبادرة الاممالمتحدة في توحيد صفوف الليبيين لم تحقق أهدافا هامة ومن هنا يتنزل دور تونس في توحيد اراء السياسيين في ليبيا ودعم التوافق حول حكومة موحدة .