تمكنت وحدة مختصة بمنطقة الأمن بصفاقس الجنوبية ليلة أوّل أمس من القبض على شاب من مواليد 1979 أصيل بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس مطلوب من قبل الانتربول الدولي وتحديدا لفائدة القضاء الفرنسي على اساس انتمائه الى خلية ارهابية بجامع عمر بالدّائرة الباريسية 11 في سنتي 2008 و2009. وقد أفادتنا مصادر أمنية مطلعة أنّ عملية تتبع هذا الشاب الذي يشتغل الآن مدرّسا بإحدى الاعداديات بولاية سيدي بوزيد لم تكن هينة واستغرقت ما يزيد عن الشهرين من الرصد والمتابعة وأنّه تمّت مداهمة منزله ومحلّ للإعلامية كان على ملكه وحجز هاتف جوال له وأنّه بالتفتيش في مذكّرته وفي الحساب الشخصي له على موقع التواصل الاجتماعي على الفايسبوك تم العثور على نقاشات له مع اشخاص آخرين عن الدولة الاسلامية وعن التحسر على الانقسامات بداخلها. وأضافت مصادرنا أنّه بمواجهته بهذه المعلومات والتحريات اتضح أنّه كان يدرس في فرنسا واحتك بمجموعة من المتشددين من بينهم تونسي وجزائري وشيشاني وأنّهم كانوا يلتقون في جامع عمر بالدائرة 11 بباريس وكذلك في منزل الشيشاني الذي نجح في استقطابه لفائدة خلية تابعة لتنظيم القاعدة وذلك بين سنتي 2008 و2009 وأنّ تعليمات جاءتهم بالتدرّب على السلاح والرماية وأنّه سافر من فرنسا إلى إيران ومنها إلى باكستان بهويات مزورة وبعمليات دخول غير شرعية عبر مهربين وأنه تلقّى في باكستان تدريبات قتالية على استعمال الاسلحة ومنها الاسلحة الثقيلة كراجمات الصواريخ وأنّ الجهات التي استقطبته كانت تنفق عليه بسخاء بالدولار مع التغيير الدائم لهويته وأنّه أقام بمعسكر في منطقة جبلية وعرة بباكستان وقام بقصف مواقع تابعة للجيش الامريكي براجمات الصواريخ. وأفادتنا المصادر الأمنية أيضا أنه تنقل الى تركيا حيث تواصل الانفاق عليه بالدولار وتحضيره للقيام ببعض العمليات لكنه ومنذ ان تناهى الى علمه خبر مداهمة السلطات الفرنسية خلية جامع عمر بباريس وحجز قنابل وعبوات ناسفة كانت تستهدف منشآت فرنسية خاف افتضاح امره واخذ يفكر في حل يعود به الى بلاده فتقدّم في مارس 2011 إلى القنصلية التونسية بالعاصمة التركية أنقرة وأوهم مسؤوليها بأنّه أضاع جواز سفره وأنه كان يدرس في فرنسا وتمّ تمكينه من بطاقة عبور ليعود الى تونس عبر مطار تونسقرطاج في اوت 2011. وقالت لنا مصادرنا أنّه بتتبع اسم هذا الموقوف التونسي والنبش في عديد المواقع الاعلامية والصفحات اتّضح أن جريدة «لوباريزيان» أوردت خبرا بأنه تمّ الحكم على العناصر الاساسية للخلية الإرهابية المعروفة باسم خلية جامع عمر وأنّ هذا التونسي نال حكما بالسجن لمدة 8 سنوات. وبالتنسيق مع مكتب الانتربول بتونس اتضح انه مطلوب للسلطات القضائية الفرنسية وانه صدرت بشأنه بطاقة جلب دولية وأن السلطات الأمنية الفرنسية وصفته بالخطير جدا. وقالت لنا المصادر الأمنية أنه عندما قبض عليه في منزله تمّ حجز كمية كبيرة من الكتب الدينية التي تدعو الى الجهاد.