احيلت على انظار احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس فتاة بتهمة الايهام بجريمة ومن المزمع ان تنظر المحكمة قريبا قضيتها. وقد بدأت التحريات في هذه القضية في شهر نوفمبر 2015 عندما تقدمت فتاة بشكاية أفادت ضمنها أن مصوغها والذي تقدر قيمته بحوالي 6 ملايين سرق من خزانتها ووجهت شكوكها إلى صديقتها لأنها الوحيدة التي تتردد عليها بشكل دائم وتدخل غرفتها وصادف مرارا ان قضت الليلة بمنزلها وطالبت الشاكية بتتبع كل من سيثبت تورطه في هذه الجريمة. وعلى ضوء هذه الشكاية تم استدعاء صديقة الفتاة وباستنطاقها نفت ان تكون اقدمت على سرقة مصوغ صديقتها مؤكدة أنها لا تعرف حتى أين تخفي مصوغها وتمسكت ببراءتها من التهمة المنسوبة إليها. وقد ثبت من معاينة الشرطة الفنية للخزانة والباب الخارجي للمنزل وباب غرفة الشاكية أنه لا توجد آثار خلع ممّا دعم الشكوك في المشتكى بها التي اذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ بها. وبمزيد التحري معها تمسكت المتهمة بأقوالها وأكدت أنها تنتمي إلى عائلة معوزة ولكن ذلك لا يعد دليل إدانة ضدها لأن فقرها لا يعني ان تتحول الى سارقة. وبقيت الفتاة في حالة إيقاف غير ان صحوة ضمير صديقة اخرى للشاكية انقذت المشتكى بها من ورطة كبيرة إذ تقدمت هذه الاخيرة الى السلط الامنية وأفادت أن صديقتها سلمتها المصوغ واستأمنتها عليه بعد أن أعلمتها أنها ستذهب رفقة عائلتها في رحلة إلى باريس ولا ترغب في ان تتركه بالمنزل خوفا من أن يتعرض للسرقة فصدقت أقوالها غير انها علمت صدفة عندما توجهت الى منزل المشتكى بها انها موقوفة من اجل تهمة السرقة وأنّها أدركت ان الشاكية اختلقت هذا السيناريو الوهمي للانتقام منها من اجل شاب كانت الشاكية معجبة به كثيرا غير أنه ربط علاقة مع المشتكى بها. هذه الشهادة قلبت مجريات القضية وتم استدعاء الشاكية ومواجهتها باعترافات الشاهدة فأنكرت الأمر وأكدت أن تصريحات هذه الأخيرة كانت من باب التعاطف مع المشتكى بها لكن بعد مواجهتها بالمصوغ الذي أودعته عند الشاهدة انهارت واعترفت أنها دبّرت هذا السيناريو الوهمي دون علم صديقتها التي سلمتها المصوغ لإخفائه عندها وبررت ذلك بكون المشتكى بها عمدت رغم علمها بإعجابها بطالب يدرس معها الى ربط علاقة به مستهزئة بمشاعرها فاخترعت هذا السناريو الوهمي. وقد اعربت عن ندمها واكدت انها لم تتصور أن الأمور ستؤول الى هذا المنحى. وبعد ختم الابحاث وجهت لها تهمة الايهام بجريمة واحيلت على المحكمة بحالة سراح.