نظرت أوّل أمس احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية تورط فيها كهل وجهت له تهمة التحيّل إذ ظلّ يعاشر زوجته رغم صدور حكم بالطلاق بينهما وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى نهاية شهر فيفري استجابة لطلب الدفاع مع العلم أن طليقته تقدمت كذلك بقضية أخرى مستقلة من أجل الزنا لأنّ لديها أدلة على انه كان على علاقة بالفتاة التي يزعم الاقتران بها قبل الانفصال عنها. وللتذكير فإن الشاكية اقترنت منذ عدة سنوات بالمدّعى عليه اثر قبولها الزواج منه مقابل ايقاف التتبّعات ضده بعد أن واقعها دون رضاها وتظاهر في البداية بالالتزام بوعده لكن بمجرد مرور سنتين أصبح لا ينفق عليها وعلى رضيعها رغم أن امكاناته المادية طيبة وعندما تقدمت ضده بقضية في النفقة عنّفها مما ألحق بها أضرارا بدنية جسيمة دفعتها إلى تقديم شكاية ضده غير أنه طلب منها الصفح ووعدها بعدم الاعتداء عليها مجددا. وبحكم حبها الشديد له صدقت أقواله واستأنفت العيش معه لكن بعد أيام اعاد تعنيفها مجددا وذلك عندما اكتشفت أنه على علاقة بفتاة تقطن على مقربة من منزل أهله وأنها تعاشره معاشرة الأزواج فتقدمت ضده بقضية في الطلاق لكن قبل الحكم ابتدائيا طلب الصلح وتظاهر بالتوبة. وبحكم حبها الشّديد له ورغبتها في الحفاظ على استقرار عائلتها صدقته ووثقت به وعادت المياه إلى مجاريها وأكد لها انه قطع علاقته بالفتاة وانه لن يستطيع العيش من دونها فقامت بسحب قضية الطلاق ولاحظت الشاكية أنّه تغيّر تماما في التعامل معها اذ أصبح يتودّد لها ويحسن معاملتها الى أن كانت المفاجأة التي لم تخطر اطلاقا ببالها اذ توفيت والدتها وتركت قطعة أرض بمجاز الباب وتم توكيل شقيقها للقيام بكل الاجراءات حتى يبيعها ويمكّنها وشقيقتها من نصيبهما فقام باستخراج مضمون ولادة لها ليكتشف أنها مطلقة منذ 5 أشهر فظن أن هناك خطأ فقام بالتثبت وتأكد من صحة الموضوع. حينها أعلم شقيقته بالأمر فنزل عليها الخبر نزول الصاعقة وبمواجهة «زوجها» لم يجنح للانكار وأعلمها أنها مجرد عشيقة وأنه على علاقة بفتاة يحبها ميسورة الحال وأنه أخفى عنها الحقيقة حتى لا يجبر قانونا على دفع النفقة وغيرها من المصاريف واندلعت مناوشة كلامية انتهت بتعنيفها وطردها من المنزل. وقد أيدت الشاكية الأضرار التي تعرضت لها بشهادة طبية من طرف طبيب من الصحة العمومية. وعلى ضوء هذه المعطيات تقدمت بدعوى ضده من أجل التحيّل لأنه استغل غفلتها وثقتها فيه ليحولها إلى عشيقة بينما كانت تعتقد أنها زوجة شرعية. وبموجب هذه الشكاية ألقي القبض على المظنون فيه وباستنطاقه اعترف بما نسب إليه مفيدا أنه تزوج الشاكية مكرها لجبر الضرر ولم تكن له أيّة مشاعر بل كان يحب فتاة تقطن على مقربة من منزل عائلته وأن الرابط الوحيد بينه وبين زوجته كان الرضيع وأنّه كان يعيش معها حياة غير مستقرة كلّها مشاكل وشكاوى فقرر تقديم قضية ضدها في الطلاق ونجح في اخفاء عنوانها حتى لا يبلغها الاستدعاء وتمّ الطلاق بينهما ولم يعلمها بذلك حتى لا يدخل معها في نزاعات هو في غنى عنها وبعد ختم الأبحاث وجّهت له تهمة التحيّل وأحيل على أنظار القضاء.