التونسية (تونس) هي حتما صورة مضيئة ورومانسية من ماضينا المدرسي تعبق ببراءة التلاميذ وعفويتهم وتلقائيتهم عنوانها ليس إلّا «المباريات المدرسية» التي كانت تفرض نفسها في الشأن التعليمي محليا بين مدارس ومعاهد الدائرة التعليمية الواحدة ثم جهويّا تحت اشراف المندوبيات الجهوية للتربية قبل الوصول الى النهائيات على الصعيد الوطني في مسابقات تهمّ الثقافة العامة والمسرح والغناء والعزف دعما لأنشطة النوادي الثقافية حيث تتفاعل معها كل فئات المجتمع من الأولياء وتشد اهتمام المربين ولا ننسى التلفزة الوطنية لما تكفلت بنقل مثل هذه المباريات الى جمهور النظارة وأصحبت عنصرا قارا في منظومة النشاط المدرسي داخل المؤسسات التربوية. اليوم بدفع من وزارة التربية تعود الروح الى أجواء المباريات المدرسية داخل الفضاءات الثقافية التي تطوّعت كعادتها لاحتضان فعالياتها وبسرعة البرق جلبت إليها جمهورها من العائلات والمربين والتلاميذ وأقدمت دوائر التفقد لتشرف عليها انطلاقا من أنشطة النوادي الثقافية حيث أقبل التلاميذ لتفجير مواهبهم في شتّى الفنون وتكوّنت اللّجان المختصة لإعداد الأسئلة من مواد التاريخ والجغرافيا والإيقاظ العلمي والأدب والموسيقى ووقف الجميع كأحسن ما يكون لإنجاح مثل هذه التظاهرات بعد أن أكدت الدراسات التربوية ما أصبح عليه التلميذ التونسي من خمول وتقاعس بعد أن خنقه الزمن المدرسي وزاد عليه «الفايسبوك» لنقف أمام صورة تلميذ اليوم وهو يجترّ دروسه دون تجديد أو ابتكار أو خلق ولعلّ مثل هذه المباريات تبعث الحركية داخل فضاءات المؤسسات التربوية بعد غياب طويل لتتفاعل حتما مع الرؤية الجديدة التي سارت فيها وزارة التربية وهي تسعى للتجديد في خانة الاصلاح التربوي تحت عنوان نحت شخصية جديدة للطفل التونسي بكل مقوّماتها العصرية وهو يتفيّأ مكانته بين أطفال العالم في شكله المتجدّد.