يبدو أنه ستكون لعملية التهجم على مكتب وزير الصحة يوم الجمعة الفارط تداعيات قضائية حيث أعلن وزير الصحة سعيد العايدي أمس خلال ندوة صحفية بالقصبة انه سيرفع قضية بالنقابي الذي سبه وشتمه (سب والدته). وأفاد الوزير أنه سيرفع قضية للقضاء بصفته الشخصية وليس بصفته الحكومية من اجل رد الاعتبار لنفسه ولعائلته مشددا على انه لن يتراجع عن قرار تعيينه طبيب عسكري على رأس مؤسسة صحية مدنية معتبرا ذلك أمرا يدخل ضمن صلاحياته وانه يتعين تطبيق القوانين و لا مجال للتسيب من اجل فرض هيبة الدولة. وأكد في المقابل أن وزارة الصحة مستعدة دائما للحوار مع الطرف النقابي في كنف الاحترام والتقدير في سبيل إيجاد حلول تخدم قبل كل شيء القطاع الصحي والمواطن،داعيا الأطراف النقابية إلى التفاعل الايجابي مع كل القرارات التي تخدم سير عمل القطاع الصحي. وقال عضو الحكومة إنّ تعيين مدير جديد بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس (عقيد) جاء بناء على تقرير وتدقيق أعدته التفقديّة العامة للوزارة أفضى إلى تسجيل جملة من الاخلالات وعجز مالي قارب 35 مليون دينار علاوة على سوء تصرف في إدارة الموارد البشرية وتسيير هذا المرفق العام. دعم طب الاختصاص وأعلن وزير الصحة خلال اللقاء الإعلامي عن إمضائه أمس على مقرر للترفيع من عدد أطبّاء الاختصاص في المناطق ذات الأولوية من 6 إلى 8 بإضافة اختصاص أمراض القلب والإنعاش الطبي. ولاحظ أن تعيين أطباء الاختصاص في الجهات ذات الأولوية أثمر نتائج جد محترمة من خلال تطور حالات الولادة بتطاوين من 97 إلى 284 حالة بين جانفي 2015 و 2016 بعد أن كانت حالات الولادة تتم في ولايات أخرى. كما ارتفع عدد عمليات التصوير بالسكانار من 17 إلى 172 حالة في تطاوين خلال نفس الفترة علاوة على تطور عدد العمليات الجراحية بمستشفى الكاف بنسبة 150 بالمائة خلال الفترة المتراوحة بين جانفي من العام الماضي وجانفي من هذا العام. وبين عضو الحكومة أن تقييم التغطية بطب الاختصاص في الولايات ذات الأولوية (14 ولاية) متواصلة وتتطلب التحوير كلما استوجب الآمر ذلك من اجل التقليص من الفوارق بين الجهات في المجال الطبي. انطلاق أشغال المستشفى الجامعي الجديد بصفاقس وقال الوزير إن أشغال بناء المستشفى الجامعي الجديد بصفاقس ستنطلق على أقصى تقدير قبل السداسية الأولى من السنة الحالية بعد الانتهاء من الاشكاليات العقارية الخاصة بقطعة الأرض التي سيقام عليها المشروع ضمن هبة من جمهورية الصين الشعبية. وبين أن مدة أشغال المشروع ستتراوح بين 18 و 24 شهرا بكلفة جملية بقيمة 60م.د وبطاقة استيعاب 256 سريرا. كما أفاد أن أشغال مشروع بناء مستشفى جديد بولاية قفصة متعدد الاختصاصات ستنطلق قبل الصائفة القادمة وان مدة الأشغال ستتراوح بين 18 و24 شهرا وذلك بعد إمضاء الاتفاقية مع الجانب الفرنسي لتحويل جزء من ديون تونس إلى مشاريع جديدة. وتبلغ كلفة المشروع 120م.د وبطاقة استيعاب 442 سريرا بالإضافة إلى الشروع في بناء مستشفيات بكل من باجة والقصرين والقيروان والكاف وسليانة. انتداب 2700 طبيب وإطار شبه طبي ومن ضمن البرامج التي تعمل الوزارة عليها خلال السنة الجارية حسب ما أكده الوزير برمجة اقتناء 6 أجهزة سكانار جديدة وانتداب 2700 عون موزعين على 554 طبيبا و1415 عونا شبه طبي و400 عامل و 331 إداريّا وتقنيا. وقررت الحكومة أيضا الترفيع في ميزانية الوقاية من الأمراض المزمنة من 16م.د العام الفارط إلى 48م.د في العام الحالي حسب ما ذكره العايدي. ولفت الوزير إلى أن تونس وضعت خطة تمتد على 8 سنوات من اجل القضاء على مرض الالتهاب الفيروسي صنف «ج» مشيرا إلى أن المسح الوطني الذي تم انجازه السنة الماضية اظهر أن 1 بالمائة فقط من التونسيين مصابون بهذا المرض مشددا على وجوب الوقاية منه والقضاء عليه نهائيا في البلاد. وفي سياق متصل أفاد أن تونس بصدد الاستعداد للأمراض المستقبلية على غرار الزهايمر الذي يصيب 57 ألف تونسي حاليا مبرزا أن تونس وضعت خطة للتصدي للارتفاع المنتظر بحالات الإصابة بهذا المرض .