مثل أول أمس أمام أنظار إحدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس شاب بتهمة ابتزاز فتاة وسلبها أموالها بعد أن هددها بكشف زواجهما. العرفي الى أهلها وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن 8 أشهر وفيما طلب الدفاع من هيئة المحكمة تأخير النظر في القضية حتى يتسنى له أعداد ملف الدفاع وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى نهاية شهر مارس . تفاصيل هذه القضية انطلقت في شهر جوان2015 على اثر تقدم فتاة الى السلط الامنية بشكاية افادت ضمنها انها تعرفت على كهل في عقده الرابع بمحض الصدفة عن طريق الفايسبوك وتوطدت علاقتها به فعرض عليها اللقاء المباشر فلم تمانع لأنها اشتاقت لرؤية من تحب ورحبّ كلاهما بالآخر واكد لها ان الصورة التي رسمها لها في خياله هي نفسها التي وجدها في الواقع وتجاذبا مطولا اطراف الحديث وتعددت لقاءاتهما ثم عرض عليها التقدم لخطوبتها فلم تمانع بل رحبت بالأمر فأعلمت الفتاة اهلها واتفقا على موعد الخطوبة التي تمت في الموعد المتفق عليه وسط مباركة الاهلين. وبعد مرور شهر لاحظت عليه عند لقائه انه لم يكن في حالة طبيعية فحاولت استفساره عن ذلك فاعلمها انه من فرط حبه لشخصها اخفى عنها حقيقة هامة وهي انه يعاني من مرض عصبي وانه يعالج بمستشفى الرازي من حين للأخر منذ سنوات وأن حالته الصحية مستقرة واستظهر لها ببعض الوصفات الطبية وترجاها الاّ تتركه وحيدا بعد ان كاشفها بالأمر فتعاطفت معه واكدت له انها تحبه وانها لن تتخلى عنه مهما كلفها الامر فتظاهر امامها بالارتياح ثم انصرف كل منهما في حال سبيله ولم يكن هذا السيناريو الا مخططا من قبله لمواصلة بقية فصول المسرحية والايقاع بالمتضررة في شباكه اذ عرض عليها ان تقترن به عرفيا وذلك لوضع أفراد عائلتها امام الامر الواقع باعتبار انهم قد يغيرون رأيهم عندما يعلمون انه يعاني من مرض عصبي. لكن الفتاة رفضت مقترحه بشدة واعلمته انها لن تخبر اي كان بما أسرّ به اليها فتظاهر بالإذعان لطلبها وافترقا غير انها عندما اتصلت به ليلا لم يرد على مكالماتها وكذلك في اليوم الموالي الى ان تملكها الخوف من ان يكون اقدم على ردة فعل غير طبيعية جراء رفضها مقترحه فحاولت الاتصال به بشتى الطرق الى ان نجحت في نهاية المطاف بعد يومين في التواصل معه على شبكة التواصل الاجتماعي فاعلمها انه حاول الانتحار غير ان افراد عائلته تفطنوا اليه وانقذوه في الوقت المناسب وتظاهر بكونه لم يعد يرغب في الحياة فحاولت طمأنته واستنهاض همته واعلمته انها لا تقدر على العيش من دونه وانها مستعدة لفعل اي شيء لإسعاده والغاء الافكار السوداء من مخيلته فأعاد عليها نفس طلبه لكنها هذه المرة لم تمانع فطلب منها تنفيذ ما وعدت به سريعا حتى يشعر انها لم تتخلّ عنه والتقاها في اليوم الموالي وابرما عقد زواج عرفي بحضور صديقين له اتما مهمتهما وغادرا المكان وطلب منها قضاء الليلة معه وأصر على ذلك وغادرت منزله في اليوم الموالي وهي في قمة السعادة بعد ان وعدها بحياة سعيدة ملؤها السعادة والتي لاحت لها بعد اسبوعين من الزواج عندما تجلت الحقائق امامها جلية اذ طلب منها تمكينه من اموال ان كانت ترغب في بقاء زواجهما سرا على عائلتها فاندهشت للأمر غير انها اكتشفت وجهه الحقيقي فمكنته من ألف دينار غير انه أعاد ابتزازها عدّة مرات الى ان بلغت الأموال التي تسلمها منها عشرة ألف دينار فيما لم يتوقف نزيف ابتزازه فضاقت ذرعا بتصرفاته وقررت تقديم شكاية ضده من اجل التحيل والابتزاز الذي تعرضت له وتمسكت بتتبعه عدليا من أجل ما نسب اليه. وعلى ضوء هذه الشكاية القي القبض على المظنون فيه وباستنطاقه فند اقوالها وافاد انها هي من عرضت عليه الاقتران بها وانه عندما اعلمها بانه غير جاهز ماديا عرضت عليه الزواج عرفيا فلم يمانع الا انه عندما لاحظ ان تصرفاتها مستهترة حاول تقويمها وعنفها مما جعلها تكيد له وتتهمه بابتزازها مضيفا انه هو الضحية وليس الشاكية. وتمسك ببراءته من التهمة المنسوبة اليه, وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه وأحيل على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاته من أجل الابتزاز. وقد قضت المحكمة بإدانته بالسجن مدة 8 أشهر فاستأنف الحكم الصادر ضده ومثل أمام هيئة المحكمة التي قررت تأجيل النظر في القضية.