حاورته: صباح توجاني شدّ نزار الشعري وبرنامجه «تونيفيزيون لايف» الذي يبث على القناة الفضائية «فيرست تي في» الإنتباه وحقق الإضافة لجمهور شبابي غفير أصبح من المتتبعين الأوفياء له...ولغيرهم من الكهول الذين ظلوا متمسكين ببعض تلابيب شباب ولّى... حتى وإن وجدوا بعض الصعوبة في هضم مفاهيم جديدة دخلت قاموس التواصل الشبابي وارغمتنا على التعامل معها. عن الفكرة المنطلق لهذا البرنامج قال نزار: «الهدف الرئيسي هو تجميع مختلف وسائل الإعلام من حيث المحتوى الموجود على الورقي والإفتراضي والسمعي البصري وهو محتوى متنوع جدا وان اختلفت محاميله... فالبرنامج هو عبارة عن مجلة يومية جامعة تسعى الى إبراز ثراء الساحة الثقافية والسياسية والإقتصادية والإبداعية عموما خلال ساعة من الزمن. ويعطي البرنامج فرصة للجهات الداخلية من خلال مبدعيها من الشباب الذين قد لا يتوفقون في خلق مناسبة للظهور على المستوى المحلي للتعبير عن مواقفهم وآرائهم أو تقديم ما جادت به قرائحهم الإبداعية أو ما نحتته أياديهم ألا ترى أن الفضاء هو المختلف وأن الفكرة تقريبا هي نفسها في تلفزات منافسة أخرى؟ إطلاقا، فالمشاهد يلمس الفرق بين برنامجي المباشر وأي برنامج آخر في قناة أخرى... صحيح ان مجموعة «الكرونيكور» ممن لا يتعدى سنهم 23 عاما يساهمون في تأثيث البرنامج، ولكن نحن أسرة واحدة منسجمة وفريق عمل متكامل، فلا رئيس ولا مرؤوس الفيصل هو العمل الجيد والمادة المتفردة، نحن نخاطب بالأساس شريحة شبابية معينة ممن اعمارهم تتراوح بين 18 و34 عاما... وقد إرتأيت أن يكون «الكرونيكور» من الشباب لأنهم الأقدر على مخاطبة جمهور الشباب ومن هم في مثل سنهم، حيث تصل الرسالة بهذه الطريقة بسرعة وبساطة ويقع بالتالي التفاعل معها بكل أريحية وحرية. ف«أنس الهمامي» تعمل على كل ما يبث على «اليوتيوب» ولديها خبرة من خلال تخصصها في تقديم نصائج الجمال والتجميل وعندها اكثر من 50 ألف متابع، وبسام الصيادي وكنيته « دراكو» ومريم الصباغ المختصة في أخبار المشاهير تؤمن لنا عددا من الإستضافات المختلفة. لاحظت ان السياسة لم تغب عن البرنامج وان كانت في صيغة مخفّفة أي «لايت»؟ أجل فنبيل الرابحي مهمته إستعراض أخبار السياسة والسياسيين يوميا من خلال إطلالة لا تتعدى العشر دقائق يجول عبرها في آخر المستجدات السياسية بلغة مبسطة تجعل جمهور الشباب على دراية وعلى علم بما يحدث هنا في تونس وخارجها دون أن يتسلل اليه الملل. ولكن البرنامج لا يستضيف رجالات السياسة؟ الحقيقة أننا نجد صعوبة في إستضافة السياسيين الذين يرفضون دعواتنا ويفضلون الحضور في بلاتوهات الجدل السياسي والمعارك الكلامية التي لم تعد تحظى باهتمام الشباب التونسي... ورغم ذلك فقد نجحنا يوما في الجمع بين السيد ناجي جلول وزير التربية وأحد معلميه في المرحلة الإبتدائية وكانت لحظات رائعة ومؤثرة... بعيدا عن السياسة وان كانت في قلب السياسة. خرجت عن المألوف وقطعت مع السائد، وقدمت أغنية شدت اليك المشاهدين... (يضحك) نعم نعم.. «الأغنية ضربت» وانتشرت كثيرا وفوجئت بانها سجلت أكثر من مليون مشاهدة خلال 48 ساعة التالية لبثها أول مرة....ولا يزال الشباب يشاهدها الى اليوم... فبرنامجي يعتمد على تبسيط ثقافة الأنترنت وتقريبها من الجميع وفك شفراتها.. ونحن مدعوون جميعا الى مسايرة الثقافة التي غزت بيوتنا...فالغرب صار اليوم يعتمد على الجيوش الإفتراضية التي تستعين بها الأحزاب لفرض وجودها وتمرير رسائلها، وهذا مفهوم حديث بدأت بعض التيارات السياسية في تونس استغلاله خدمة لمصالحها. من أين تستقي مكونات برنامجك أي أنك مطالب بتوفير مادة جديدة كل يوم نظرا لتفرد مكونات البرنامج؟ يجب أن اوضح أن أسرة البرنامج تظل على تواصل لصيق بالشباب في مختلف الإختصاصات وحيثما يكون... وشخصيا، كنت وفي إطار نشاطاتي صلب المجتمع المدني قد قمت بجولة في كافة المناطق التونسية واستمعت الى الشباب وتحاورت معهم حول أهم المواضيع التي تشغل بالهم.. وساهمت بشكل فعال في توجيه الشباب في الجهات الداخلية على ايجاد طريقهم من خلال لقاءات كثيرة جدا احتضنتها المعاهد والجامعات والكليات... وأنا على قناعة بأن الشباب التونسي خلاق ومبدع وقادر على صنع المعجزات وتخطي الصعاب... فقط يحتاج الى من يأخذ بيده ويوفيه حقه في الإهتمام به والإصغاء اليه... فالشباب التونسي اليوم مبدع في كافة المجالات الرياضية والثقافية والإعلامية والعلمية.. وهو يجيد اللغات الأجنبية ويتقنها اتقانا مثيرا وغريبا ايضا. يعتبرك الشباب نموذجا ناجحا، كيف تتعامل معهم من منطلق تجربتك في مجال الإعلام والإتصال؟ ببساطة شديدة، أنا أتعلم منهم ولا أدعي أنني أعلمهم....وهذا هو سر نجاحي مع الشباب...صحيح انهم يعتبرونني انموذجا ناجحا وهذا شرف لي واعتز به، ولكنني أتعامل معهم على أساس الندية، ولذلك «يمر التيار بيننا بسرعة البرق» وبسهولة وسريعا ما نندمج مع بعضنا البعض منذ اللحظات الأولى من اللقاء معهم على أرضية واحدة بلغة واحدة ورؤية واحدة. لذلك فبرنامجي هو في حقيقة الأمر رجع الصدى لما رأيته ولمسته وسمعته ودونته في جولاتي في كامل انحاء البلاد..فالبرنامج من الشباب والى الشباب وبالشباب.... كأني بك لم تدخل مرحلة الكهولة بعد أي أنك ظللت شابا على الدوام؟ ربي يدوم علينا الشباب... نعم ظللت شابا لأني على تواصل تام بهذه الشريحة، أعرف شواغلها وأطرحها في برنامجي بلا روتوش، بمعنى أنني أستقي وأرسم مكونات برنامجي اليومي من خلال ما يطرحه الشباب من قضايا مختلفة.. ومشاريعك مستقبلا؟ نحن كفريق عمل نسعى الى أن يكون برنامجنا في صدارة البرامج التلفزية وأن يكسب اكبر نسبة من المشاهدة.. وهو تحد نشعر أننا قادرون على تحقيقه طالما أننا الأذن الصاغية والعين المتابعة والملاحظة لشبابنا، ومادام هذا البرنامج مفتوحا أمام كافة الطاقات الإبداعية الشبابية. وأعتقد جازما ان محرك الثورة الثقافية التونسية الغائب عنا يظل الفكر،،، وأقصد الإبداع والثقافة بكل مجالاتها، ولكن الفكر اليوم شبه معطل ولم يتطور في تونس قياسا بما نملك من كفاءات شبابية قادرة على النهوض به.... لقد حان الوقت ليصنع الفكر ثورته وينحت مكانته ويحط الصنم الذي يعوقه عن التقدم والتميز والتألق.....شبابنا هو ثروتنا الحقيقية الثمينة التي لا تعادلها أية ثروة طبيعية مآلها الزوال... اننا في تونس اثرياء بما نملك من عقول شبابية مبهرة».