عندما تسدل عطلة الربيع ستارها تحت عنوان «استرجاع الأنفاس» يكون أبناؤنا على بعد شهرين بالتمام والكمال يفصلانهم على انطلاق مناظرة الباكالوريا دورة جوان 2016 لكل الشعب الأدبية والعلمية والتقنية والاقتصادية والاعلامية والرياضيات وتمهّد لها اختبارات التربية البدنية في آخر شهر أفريل المقبل كمحطة إحمائية لامتحان وطني له في المجال المجتمعي والسياسي شأن عظيم بل صار لدى الجميع بطاقة العبور إلى الحياة العلمية وسوق الشغل وهو التمفصل الهام بين ماضي التلاميذ ومستقبلهم نحو حياة جامعية حتما تفتح الابواب أو تغلقها إلى درجة صار فيها الشاب مرتبطا بهذه الشهادة ارتباطا وثيقا خاصة أن نسبة هامة من العائلات التونسية تستثمر في العلم والمعرفة وتعدّل عقارب ساعاتها على الزمن المدرسي لأبنائهم وأكثر من ذلك جعلت لحاجيات ابنائها الحياتية والمدرسية ميزانية خاصة قبل الطعام والشراب فما بالك بما يهم الترفيه والكماليات التي تقاطعها كل العائلات التي يستعد أحد أبنائها لاجتياز امتحانات الباكالوريا وقد بدأت الاستعدادات الموجهة منذ عطلة الربيع في محطة تخصّص لإنجاز تلاخيص المفاهيم والتعارف والاقبال على الدروس الخصوصية في شتى المؤسسات التربوية لمراجعة المكتسبات المعرفية ومحاولة فهم ما صعب من دروس القسم وتشخيص الفجوات والنقائص قبل العودة من جديد إلى القسم في منعرج الحسم حيث المحاور الأخيرة لشتى الدروس. النسق يتسارع ويرتفع ايقاعه ومعه يدخل التلاميذ في دوامة التوتّر و«الستراس» ويحاول الآباء قدر الامكان الاحاطة بابنائهم وتوفير ما يحتاجونه من كتب ووثائق .. وتتجنّد الأمهات للإيفاء بعهدهنّ مع ابنائهن في تهيئة ألذّ الاطباق وأشهاها.. وتنشط حلقات التلاميذ ولمّاتهم في المكتبات العمومية وقاعات المراجعة وعبر الفايسبوك والهاتف الجوّال ومحلات النسخ والطباعة لتبادل المواضيع والاختبارات وآخر أخبار الشأن المدرسي إلى جانب التسجيل في أقرب القاعات الرياضية للتدرب على اختبار التربية البدنيّة لندرك جيدّا أن الاستعداد لهذه المناظرة يتطلب انتعاشة ذهنية ومعرفية وبدنية لترتفع المعنويات وتسير في نسق تصاعدي دون اهتزاز إلى حدّ الأيام الأولى من شهر جوان تاريخ بداية الاختبارات الكتابية لمناظرة الباكالوريا باعتبار أن هذه الفترة تبدو الأهم ضمن الايقاع الزمني للموسم الدراسي لأنها بكل المواصفات منعرج الحسم الأخير لكل متأهل لمناظرة يدرك أسرارها وخفاياها وثقلها وهي على لسان كبارنا من الحكماء ... امتحان... فيها يكرم المرء أو يهان.