عبد السلام لصليع في إطار الفضاء الثقافي «في رحاب الكتاب التونسي» الذي يشرف عليه الاستاذ (لحبيب صالحة ضمن الفعاليات الثقافية في معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الحالية الثانية والثلاثين. انتظم مساء أول أمس لقاء أدبي، استضيف فيه السياسي محسن مرزوق للاستماع إليه كشاعر بعيدا عن السياسة وسط حضور جمهور كبير من السياسيين والمثقفين. وافتتح اللقاء الدكتور مصطفى التواتي بكلمة أكدّ فيهما على أهميّة الحلم في حياة الانسان ودور الأدب والثقافة في النضال السياسي، وأدار هذا اللقاء. بعد ذلك قرأ السيد مصطفى بن أحمد قصيدة من تأليفه ، يرثي فيها الشهيد شكري بلعيد عنوانها « تمهّل ولا ترتحل» ضمّنها مشاعره وخواطره وذكرياته عن شكري بلعيد. ثمّ تحدّث السّيد محسن مرزوق وقال كلاما رومنسيا في الشعر والجمال واللّحظة الشعرية والأحلام والمشاعر الانسانية» ولاحظ أنّ لقراءة الشعر ناموسا معيّنا يتطلّب الهدوء والصّمت وطقسا معينا بعيدا عن الصخب والضوّضاء... وركّز طويلا على أهمية القضايا الجمّالية في سياق تونس.. وقال إن «السياسيين في تونس ليس لديهم ميل إلى الجمال الفنّي والابداعي ويستنكفون عندما يروي سياسيّا يغني أو يرسم أو يكتب ويقرأ الشعر.. لأن السياسي إنسان له مشاعر انسانية مثل أيّ مواطن آخر .. من هنا تأتي قيمة الجمالية في حياة السياسي، تماما مثل الصراع بين الخير والشرّ.. وبين الرموز ... لذلك فإنّ للتجلّيات الجمالية أهمية في حياة الانسان، وهذا جانب ايجابي في قيمة الحرّية». وأضاف محسن مرزوق :« إن موضوع الجمالية مسألة أساسية في الحياة ، والسياسي لا يمكن له أن يكون بعيدا أو منعزلا عن الجمالية .. لأن الثقافة ليست مجرّد قراءة وكتابة، إنها بالإضافة إلى ذلك جمالية ضرورية .. وإن ما يربط الشاعر بالسياسي هو الحلم .. فقوّة الحلم هي التي تدفع السياسي، ومن لا يستطيع أن يحلم لا يستطيع أن يكون سياسيا». وتساءل : « كيف يمكن أن يلتقي الشاعر بالسياسي ؟». .. وأجاب :« إنها مسألة إنسانية في العلاقة بين الشعر والسياسة، لأن الاحساس قضية انسانية .. والسياسي الذي لا يحلم وليس له إحساس لا يستطيع أن يتعامل مع الناس بصدق.. وقد تعوّدنا في المجتمع على أنّ السياسي يتجرد من المشاعر الانسانية .. السياسي هو مثل غيره انسان من حقّه أن يكتب الشعر ويرسم لوحة ويؤدّي أغنية .. لأن هذه مشاعر إنسانية». ثم قرأ محسن مرزوق ثلاث قصائد قال إنه كتبها في الفترة ما بين 2005 و2006 وهي «بيان» و«أمازلت هناك؟» و«الريح»... ضمّتها تجلياته ومشاعره وأحاسيسه تمحورت حول الانسان والذات والوجدان والعاطفة والعشق.