قدر مدينة «حاجب العيون» الحالمة أن تظلّ دوما عروسا في أبهى زينتها تتعطّر بشذى المشمش والتفاح والزيتون على صوت خرير اليانبيع الرّقراقة وتدعو ضيوفها وخلاّنها مبجلين مكرّمين ليتمتعوا بسعر طبيعتها الخلابة كيف وهي التي قال فيها الشاعر: «يا حاجب الحلم أتيناك على عجل.. كرم الضيافة بالارساء يغرينا.. هذه عينكم بالزيتون تكتحل.. تغازل المشمش والرّمان والتّين». في هذا الإطار تنزلت الرحلة الترفيهية التي نظمتها «جمعية ذاكرة المدينة» بالاشتراك مع «جمعية شباب حاجب العيون» وشارك فيها أعضاء الجمعية الى جانب عدد من الفنّانين والصحفيين الذين نزلوا ضيوفا على المدينة وعادت بهم الى الزمن الغابر وقدمت لهم كتابها مفتوحا ومقروءا يؤرخ لماضيها التّليد من «مسكلياني» الرّومان الى «براكة» العرب و«سوق الثلاثاء» لدى عرش «جلاص» وصولا إلى اسمها الحالي «حاجب العيون» اسما على مسمّى وفرشت لهم مساربها يؤمون معالمها وآثارها ويعانقون الحاضر وهو يستلهم الماضي في هبة وشموخ حيث زارت القافلة منطقة «قصر السويسين» القرية الرّومانية النابضة بسحر التاريخ و«حمام سيدي معمّر» بمياهه المعدنية وهو ينتصب منذ عقود طويلة على سفح منحدر يلقي به على ضفّة الوادي ضمن نواة استشفائية مازالت لم تجد حظها من العناية والتدخل الموجه في أعلى مستوى رغم قدرة مياهه الكبريتية على علاج عديد الأمراض الجلدية المستعصية ثم تواصلت الرحلة الاستكشافية حيث تمت زيارة المركز القديم للصناعات التقليدية بمعماره العصري والمنتزه البلدي بطبيعته الخلابة وعناصره النباتية المتميزة والمتنوعة والآثار التاريخية المنتصبة بين الاشجار والزهور تحكي التاريخ الروماني للمدينة كتابة ورسوما ونقشا وكأن الرحلة بدأت بالتاريخ وبه ختمت على زيارة أبعادها ليس إلا رسم مسلك سياحي متكامل يؤشر لحضارة مدينة لم تجد حظها في التنمية منذ أمد طويل لولا وقفة ابنها البار المرحوم «علي الزواوي» الذي حولها الى جنة يطيب فيها العيش الكريم بفضل ما شهدته من تطور كبير في شتى المجالات. زيارة ميدانية ضمن مشروع «كشافة الجمال» استكمل أهدافه وغاياته بفضل هذه الجمعية الفتية التي وجدت الترحاب من قبل الأهالي وشاركهم الرحلة «هشام جراد» معتمد المنطقة حتى تأخذ صبغتها القانونية والمدنية والودية على نخب مدينة تبحث عن مجدها الضائع.