تتوفر مدينة حاجب العيون (القيروان) على عديد المواقع الاثرية التي تتميز بطابع فني نادر ومتميز لكنها مهملة وتحتوي على قطع أثرية ملقاة على قارعة الطريق وغير مثمنة. وهو ما يستوجب من المعهد الوطني للتراث بالقيروان الاهتمام بالموضوع. تزخر مدينة حاجب العيون (ماسكلياني) بالعديد من الآثار والتحف الأثرية التي تعود الى عصور قديمة طالما تعايشت فيها حضارات لعل أهمها قصر الكبريت بمنطقة اولاد نصر، معلم اثري بقصر السويسين منطقة الهدايا والعديد من القطع الأثرية بدار الثقافة حاجب العيون مما يخول للمنطقة ان تنشئ متحفا اثريا محليا بهدف التعريف بالمدينة والمحافظة على هويتها وجذورها الضاربة في عمق التاريخ. وتعد منطقة دار الخريف من المناطق الفقيرة اين يجد السكان صعوبة في العيش نظرا لشح الماء الصالح للشراب وغياب شبه كلي للزراعات بجميع انواعها. ولكنها منطقة غنية بآثارها التي تعود الى العهد الروماني وهي آثار مهملة وغير مستغلة معرضة للنهب وغير مستغلة.
«الشروق» اتصلت بالسيد عمار الفالحي أصيل المنطقة وهو فلاح بسيط يملك قطعة ارض تمسح قرابة هكتار ونصف أين اكتشف منذ شهر ماي 2008 معالم اثرية وهي عبارة عن مسبح وحمام روماني موشح بمكعبات الفسيفساء مختلفة الألوان ومصنع للفخار مع مسكن وهو عبارة عن مخبإ للعائلات الرومانية تلجأ اليه في أوقات الحروب والصراعات. حيث أكد لنا السيد عمار انه في حينها اتصل بالسلطات المحلية والجهوية والمصالح الادارية المختصة في قطاع الاثار والراجعة بالنظر الى وزارة الثقافة والمحافظة على التراث حسب التسمية القديمة التي عاينت المكان ومنذ ذلك التاريخ لم يعاودوا الاتصال به مجددا او زيارة المكان وقد ابدى تخوفه من بعض الاشخاص الذين يأتون من مناطق مختلفة خلال الساعات المتأخرة من الليل بحثا عما يسمونه «خزنة» ومنذ ذلك الوقت وهو يعيش في رعب مع عائلته، في حين وكلت له مسؤولية حراسة هذه المعالم رغم انه لا يتقاضى اجرا مقابل ذلك ومنذ ذلك التاريخ لم يتمكن من استغلال أرضه فلاحيا رغم انه في حاجة ماسة اليها في ظل غياب تمتعه بجراية . وقد وجه نداء عاجلا للسلطات المحلية والجهوية للنظر في هذه المعالم واعفائه من اي مسؤولية تجاهها حتى يتفرع لخدمة أرضه داعيا الى ايجاد حل لها وتجنيبه المخاطر التي يتعرض اليها يوميا بسبب حراستها.
فهل سيتم اقامة متحف أثري للتعريف بآثار حاجب العيون وحمايتها من السرقة ويتم استثمار الآثار في التنمية. وزير الثقافة تحدث عن حاجب العيون في اكثر من مناسبة وأثناء زيارته الى القيروان. والجهة اليوم في حاجة الى أفعال أكثر من حاجتها الى أقوال.