صدر كتاب أنيق وضخم يحتوي على مجموعة كبيرة من لوحات الرّسام المعروف الصّادق قمش مختارة من أعماله المتميزة التي أنتجها خلال مسيرته الفنيّة الطويلة منذ ما يزيد على نصف قرن. يحمل الكتاب عنوانا موحيا هو: «خمسون سنة وأكثر».. أي أنه يحيل على المشوار الفنّي التّشكيلي الطويل للفنّان الصادق قمش بلوحات أبدعها في الفترة ما بين سنة 1963 وسنة 2014. وفي القسم العربي من الكتاب كتب الدكتور فاتح بن عمار نصّا عنوانه «خمسون سنة لا تكفي، لأن الفنّ أرحب من الواقع» تحدّث عن مسيرة الصّادق قمش وشخصيته ومنجزه التّشكيلي، من ذلك قوله: «خمسون سنة من الإبداع التشكيلي، خمسة عقود من البذل والعطاء لمجال أحبّه الفنان فأضحى محور حياته ومركزها. هذا ما يقدّمه الفنان الصادق قمش من شذرات رحلة تشكيلية تأسّست على البحث والمثابرة من أجل نحت أسلوب تشكيلي وشخصية فنيّة متميزين سواء على مستوى الممارسة التّصويرية التي تأسست على المقاربة التشخيصية بعيدا عن المألوف من التعبيرات التشكيلية المتوفرة في الساحة التشكيلية التونسية من تصوّرات تتبع نهج الاستشراق الفني وأخرى تتماهى مع اختيارات جماعة مدرسة تونس. وكانت اهتمامات المبدع وانشغلاته وهواجسه تمضي باتجاه اختيار القطيعة مع هذه الاختيارات التشكيلية ورهاناتها إلى أن كان اللّقاء مع نجيب بلخوجة. كان ذلك اللّقاء بعد أن شارك الصّادق قمش في عديد المعارض قبيل مطلع الستينات من القرن الماضي، أي منذ سنة 1956، غير أن اجتماع قمش ببلخوجة ولطفي الأرناؤوط بحضور الفنان الإيطالي والمدرب الشهير للنّادي الافريقي فابيو روكجياني، كان منعرجا كبيرا في حياة الرّسام، اذ سرعان ما انبثق عنه تكوين أول مجموعة فنية في فترة ما بعد الاستقلال وهي مجموعة الستة. وبذلك دخل الصادق قمش المغامرة التشكيلية من أبوابها الواسعة المهمّة في تاريخ المسار التشكيلي التونسي. وفي القسم الفرنسي من الكتاب، كتب الدكتور نعمان قمش نصّا باللغة الفرنسية عن والده الصادق قمش، هو عبارة عن شهادة من ابن رسّام لصالح أب رسام ضمّنها رأيه في تجربة والده الفنية طيلة أكثر من خمسين سنة.