كان أحباء النادي الصفاقسي قبل مباراة الفريق أمام شبيبة القيروان يمنّون النفس بطبق كروي ممتاز يختتمه أبناء المدرب شهاب الليلي بانتصار مريح يواصل به سلسلة انتصاراته فوق أرضية ميدانه خاصة بعد «الغصرة» التي حصلت للفريق في مباراته الفارطة أمام نجم المتلوي والتي لم يتمكن فيها النادي من تحقيق هدف الفوز إلا إثر انقضاء دقائق المباراة التسعين ولكن في حقيقة الأمر لم يكن أحد يتوقع السيناريو الذي حصل والذي بدا أصعب وأشد من سابقه في مباراة المتلوي وكان الفريق قاب قوسين أو أدنى من التفريط في نقاط المباراة الثلاثة لولا علاء الدين المرزوقي وزميله علي المعلول. وبالعودة إلى أجواء المباراة يمكن التأكيد على أن أبرز نقطة صعّبت الأمور على أبناء الليلي هي الصبغة الدفاعية البحتة التي نزل بها أبناء الأغالبة الذين دافعوا بعشرة لاعبين بالتمام والكمال باستثناء المهاجم علي القربي الذي بقي لوحده في خط المقدمة هذا اضافة الى العواقب الوخيمة التي تلت إضاعة علي المعلول لضربة الجزاء الأولى له هذا الموسم مما زاد في صعوبة اللقاء هذا دون اعتبار الضغط النفسي المسلط على اللاعبين خاصة في ظل تعثر الترجي الرياضي في مباراته امام الملعب التونسي وهوما جعل المباراة تكون صعبة على فريق عاصمة الجنوب ويبقى احلى ما فيها النقاط الثلاث. ضرورة الاعتناء ببعض الأخطاء من المعلوم أن إصلاح الأخطاء يكون دائما ايجابيا عند الفوز عكس معالجتها وقت الأزمات في ظل وجود نتائج سلبية وهوما يجعلنا نتطرق لبعض النقاط التي لاحت على آداء فريق عاصمة الجنوب والتي يبقى أبرزها صعوبة التدرج بالكرة في منطقة وسط الميدان حيث كان الاعتماد شبه كلي على الرواقين وأبرز دليل على ذلك هو ضربتي الجزاء اللتين جاءتا اثر توزيعتين من مرياح على الجهة اليمنى والثانية اثر توزيعة من معلول من الجهة اليسرى ومن هنا فإن هذه السياسة في الاعتماد على الأروقة أصبحت مكشوفة الملامح بالنسبة للفرق المنافسة التي أصبحت تركز خططها على غلق الرواقين وهو ما يخلق صعوبة بالغة لأبناء الليلي ويذكرنا ذلك بما فعله فوزي البنزرتي في المواجهات الأخيرة بين الفريقين حيث عمد الى الزجّ بلاعبين على الرواق الأيمن هما النقاز والبريقي وآخرين شمالا هما عبد الرزاق وتاج ليقطع السبيل بالتالي أمام أبناء عاصمة الجنوب في ظلّ غياب الحلول البديلة وبالتالي فإنه يتوجب إعطاء تعليمات للاعبي خط وسط الميدان وخاصة العواضي وسوكاري بتجنب الكرات العرضية ولعب الكرات في العمق أو ما يعرف «بالانترفال» وبالتالي المساهمة في بناء الهجمات لفريقهم وعدم الاقتصار على منح الكرات للحناشي أو معلول هذا من جهة ومن جهة أخرى لابد من التركيز عند تمرير الكرات حيث يتوجب على اللاعب انتظار منافسه ثم تمرير الكرة ليخلق بعض الحرية لزميله وليس تمريرها مباشرة في عملية مكشوفة الملامح ونعتقد هنا أن الإطار الفني على وعي تام بذلك رغم أن مهمته الأساسية تعتبر فائقة النجاعة وهي جني النقاط أولا وأخيرا. النخبة يخيّبون الآمال إضافة إلى انتظار أنصار النادي الصفاقسي لمباراة فريقهم أمام شبيبة القيروان فقد تابع أغلبهم نتيجة مباراة صنف النخبة الهامة أمام فريق الترجي الرياضي في العاصمة في نطاق الجولات الأخيرة من مرحلة «البلاي أوف» والتي انتهت بفوز فريق باب سويقة بخماسية نظيفة ساهم فيها أداء الحكام الذين تناهى إلى مسامعنا أنهم فعلوا كل شيء لتغيير نتيجة المباراة واستفزاز أبناء عاصمة الجنوب وخاصة الحكم المساعد الأول، ولكن ذلك لا يحجب مرارة الخيبة لدى الأحباء خاصة من ثقل النتيجة التي لا تليق بمستوى فريق عاصمة الجنوب ولا بقيمة اللاعبين فأن ينهزم الفريق في هذه المرحلة بالذات من ختام البطولة وبنتيجة خماسية فهذا ما يصعب قبوله واستيعابه خاصة أن نتيجة التعادل كان من شأنها أن تلعب لصالح فريق عاصمة الجنوب ولكن الهزيمة حوّلت مصير اللقب من يديه لفائدة فريق باب سويقة في انتظار استكمال بقية الجولات.