هم على مدى السنتين الدارسيتين الأخيرتين تحملوا أن يلعبوا دور العجلة الخامسة الاحتياطية التي تقود القاطرة إلى برّ الأمان.. إذ عوّضوا المعلّمين المرتبطين برخص مرض طويلة المدى في شتى المدارس الابتدائية مهما كانت مواقيت العمل ومستوى الأقسام المكلّفين بتدريسها حتى صاروا لقاء تضحياتهم في كل مكان .. وعلى كل لسان بأنهم .. « رضوا بالهم .. والهم ما رضى بيهم» حيث أنهم لم يتدلّلوا ولم يشترطوا بل قبلوا بكل الشروط ووضعيات العمل وفيهم من صار كالكرة تتقاذفه المدارس شمالا وجنوبا.. شرقا وغربا يبدأ عمله صباحا وينهيه عند الغروب لا حقّ له في التمتّع برخص المرض وكأنه مسلوب من إنسانيّته خاصة أن أجرته الشهرية هي عبارة عن منحة تشجيع لا تغني ولا تسمن من جوع لأنها في باب ذر الرماد على العيون وقد تصل إلى سقف الضحك على الذّقون إذا ما علمنا أن جل النواب في المدارس الابتدائية هم اصحاب شهائد عليا في التعليم العالي ولكن ما بيدهم حيلة والبلاد تشهد معضلة البطالة في صفوف المتخرّجين من الجامعات بمختلف اختصاصاتها ممّا جعلهم يتحلّون بالصّبر ويبذلون ما في وسعهم لإرضاء أصحاب القرار في انتظار قرار انتدابهم الذي طال وصار فزّروة وزارة التربية تلعب بها على أعصابهم بعد أن انتشرت الاشاعات وصارت لغوا وثرثرة ثم تحوّل قرار انتدابهم إلى ورقة نرد يلعب بها وزير التربية على أعصاب قطاع التعليم باعتباره تعهّد منذ حلوله بكرسي وزارة التربية بفتح ملف النواب في المدارس الابتدائية بل صرّح - إن لم تخنّا الذاكرة - أن هذا الملف هو ملّفه الأول وهو الأهم والأولى لقاء ما يعرفه عن تضحياتهم في سبيل إنجاز عملهم كأحسن ما يكون إذ لولاهم لضاع كثير من التلاميذ وحرموا من دروسهم باعتبار أن عطل الأمومة لدى عديد المعلّمات لا مفرّ منه إلى جانب عطل المرض طويلة المدى لدى عدد محترم من المربّين في سنواتهم الأخيرة من مسيرتهم الدراسية بسبب مشقّة المهنة وما يترتّب عنها من ارهاق ذهني وارتخاء عصبي طالما هي مهنة المتاعب. النواب في المدارس الابتدائية حائرون .. ينتظرون آخر قرار من وزير التربية حتى يتبيّن لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويقبلون على عملهم بهمّة وعزم وهم اصحاب شهائد عليا وكفاءة علمية إلى جانب ما يتحلّون به من حيوية ونشاط وبذل وعطاء للنجاح في مهنة التدريس.. فلننتظر.