تفادي سلبيات التربص اللغوي بالخارج من أبرز أهداف مشروع قرية اللغات تونس الصباح: ينتظر أن يعرض خلال الفترة القادمة على أنظار مجلس النواب مشروع قانون يهم إحداث قرية اللغات، وهو يهدف إلى تفادي سلبيات التربص اللغوي بالخارج والذي كان معمولا به منذ سنتين ولم يكن يستفيد منه سوى الطلبة المتميزين خصوصا في اختصاص اللغة الانقليزية أي حوالي 10% من مجموع طلبة الاختصاص. ويندرج مشروع القانون في إطار الاستجابة لمقتضيات منظومة "امد" التي تستوجب تنظيم وحدات تكوين في اللغات بشكل أفقي. وكانت النواة الاولى لقرية اللغات قد تم بعثها مؤقتا منذ سنتين تقريبا في جهة نابل وبالتحديد بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بالمرازقة تم أثناءها إجراء تربصات لغوية استفاد منها أكثر من 1300 طالب. علما أن فترة التربص تدوم خلال عطلة الصيف. ويتحصل الطالب في نهاية التربص على شهادة للغرض. ومن المقرر أن يتيح مشروع القانون إحداث قرية للغات تعمل على مدار السنة لاجراء التربصات اللازمة وتفادي سلبيات التربص اللغوي بالخارج. تفادي سلبيات التربص اللغوي بالخارج جدير بالذكر أن النمط القديم من التكوين في اللغات تبين أنه لا يتماشى والحاجيات في هذا المجال، كما أن هذه التربصات أصبحت تشكل عبئا ماليا ثقيلا على ميزانية وزارة الاشراف إذ تصل تكاليفها سنويا إلى 1.8 مليون دينار دون أن تتيح بلوغ الاهداف المرسومة للتربص اللغوي. كما ان أغلب الطلبة أساؤوا فهم هذا التربص فمنهم من قام بتجاوزات ومنهم من رفض العودة إلى أرض الوطن إثر انتهاء مدة التربص. فضلا عن أن الطلبة ينغلقون على أنفسهم ويواصلون التخاطب في ما بينهم باللغة العربية عوضا عن التدرب على اللغة الاجنبية وممارستها بشكل يومي وكامل. تنمية الكفايات اللغوية وتتمثل المكونات البيداغوجية لمشروع قرية اللغات في تنمية الكفايات اللغوية لطلبة اللغات في شكل دروس مندمجة. ويقوم على التدريب اللغوي أساتذة زائرون ناطقون باللغة الاصلية ومكونون تونسيون مختصون. كما يشارك طلبة أجانب ناطقون أصلا باللغات الاجنبية المعنية. أما محتوى التكوين فيتركز بالاساس على التدريب على التخاطب لممارسة اللغة وتصحيح النطق، وتوفير مناخ تبادل لغوي باللغة الاجنبية المعنية في مختلف المجالات، وتسلم إلى الطلبة في نهاية التربص شهادة تثبت مستواهم اللغوي. كما سيتركز التكوين على التدريب في الاعلامية لحذق وسائل المعلومات والاتصال. تنشيط ثقافي ورياضي وترفيهي ويتضمن مشروع قرية اللغات على تنشيط ثقافي ورياضي وترفيهي، وذلك بإقامة عروض سينمائية وموسيقية ومسرحية تكون كلها باللغة التي يتكون فيها المتربصون. كما يشتمل أيضا على رحلات ترفيهية وزيارات إلى المواقع الاثرية. ويتعاطى المشاركون أنشطة رياضية مختلفة حسب ميولاتهم وما تسمح به الفضاءات المعدة للغرض والاطار المختص. وتضم القرية اللغوية جناحا تعليميا يشتمل على قاعات دراسة ومخابر إعلامية ومدارج متعددة الوظائف ومراكز للموارد البيداغوجية المناسبة لتطوير الكفايات التواصلية ومراكز توثيق وقاعات ملتيميديا وأنترنات ومنظومات محاضرات عن بعد ومكتبات. كما تضم القرية جناح خدمات يشتمل على مبيتات للذكور وللاناث ومطعم ومشرب ومساكن للمكونين. وينتظر ان يمكن إحداث قرية للغات من التقليص في الاعتمادات التي كانت ترصد سابقا للتربصات اللغوية بالخارج من 1.8 مليون دينار سنويا إلى 600 ألف دينار وأن يتم توسيع قاعدة الطلبة المنتفعين من التربصات اللغوية. يذكر أنه تم خلال الصيف الماضي استقدام عدد من الاساتذة الاجانب للاشراف على التكوين الشفوي في اللغة الانقليزية من المملكة المتحدة، ومن الولاياتالمتحدةالامريكية، وحتى من كندا. كما تم استقدام 15 طالبا أمريكيا يعدون رسالة الدكتوراه من ولايات أمريكية مختلفة، وذلك بغرض منح فرصة أكبر للمتربصين للاختلاط بهم مما يسهل عملية التبادل الثقافي بين الجانبين والتعرف على الاخر بصفة مباشرة. هذا إلى جانب الاساتذة الجامعيين التونسيين الذين ينتمون إلى 14 مؤسسة جامعية تونسية تدرس فيها اللغة الانقليزية. وقد اختير معهد الدراسات التحضيرية في الهندسة بنابل كمقر مؤقت لاجراء التربص في انتظار انطلاق تنفيذ مشروع انجاز قرية لغوية متخصصة ومتكاملة في نفس المنطقة بداية من السنة الحالية، ومن المقرر أن تضم القرية أيضا أقساما متخصصة في لغات أخرى يمكن أن تستوعب عددا من الطلبة لاجراء التربص. وينتظر أيضا أن يتم التوسع في مشروع القرية اللغوية بصفة تدريجية لتضم ليس مخابر للغات أخرى بل أيضا مفتوحة للطلبة الاجانب لاجراء تربّصات لغوية في عدة لغات ومن بينها اللغة العربية. يذكر أيضا أن المركز الثقافي الامريكي والمركز الثقافي البريطاني يدعمان القرية اللغوية خصوصا بالكتب والحوامل الرقمية والوثائقية التي تتضمن جوانب عديدة من الثقافتين الامريكية والبريطانية.