يعتبر انتماؤها لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي منطلق تجربتها مع عالم السياسة الذي اقتحمته بطموحات جارفة وحماس فياض. ففي أوج شبابها تأكدت من أن السياسة عالمها الذي جذبها إلى أهوائه وطريق حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي هو مسارها الأوحد الذي لا حياد عنه كما وثقت بجرأتها وصدق قناعاتها وخاضت معركة الانتخابات لتحصل على لقب "نائبة الشعب" الذي ترى فيه تكليفاو ليس تشريفا ومسؤولية جسيمة تتحملها بكل روح نضالية ووطنية ... هذه هي النائبة البرلمانية نوال الهميسي التي التقيناها في الحوار التالي: بعيدا عن السياسة ماذا يمكن أن نعرف عن نوال الهميسي؟ نوال الهميسي من مواليد أكتوبر برجي هو الميزان والمعروف عنّي الدقة والحذر ترواحت دراستي بين العلمي والأدبي حيث درست إلى حدود السنة السادسة ثانوي شعبة علمية واجتازت امتحان الباكالوريا في شعبة الآداب توجّهت إثرها إلى كلية العلوم الإنسانية 9 افريل في اختصاص الفرنسية والتحقت بعدها بمجمع شركات خاصة ..أميل إلي البساطة والوضوح أهم شيء عندي هو الصدق نشأت على هذا المبدأ في عائلتي وأسعى دوما للحفاظ عليه . بدايتك مع عالم السياسة؟ البداية كانت بين القناعة والممارسة بمعنى أن لا أحد يشك اليوم بأن السياسة قد دخلت إلى كل بيت وسبب ذلك هو أن النظرة الحديثة لهذا المفهوم لم تعد تعتبره من المواضيع المحظورة في ثقافتنا خاصة بالنسبة إلى المرأة وبذالك نجد أن كل واحد منا يحمل بعض القناعات الخاصة لتصبح فيما بعد قناعات يتقاسمها مع غيره وتبقى الممارسة السياسية هي الترجمة الفعلية لهذه القناعات والبداية كانت بالنسبة إليّ كمستشارة بلدية عن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وكانت فرصة لتكريس فكرة أن العمل البلدي مبدؤه التطوع وأساسه العمل وكانت نقطة الانطلاق في عالم السياسة. ماذا وراء انتمائك إلى إلي حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي؟ عندما نتفق علي حقيقة أننا كلنا في خدمة الوطن كل من موقعه نفهم مسألة الاختيار خاصة عندما ننخرط في حزب أوله اتحاد وأخره وحدة * الاتحاد الديمقراطي الوحدوي * حزب ينشغل بالطرح الجدي والفعال بعيدا عن الأفكار الانهزامية والرجعية. والحقيقة الثانية هي أن الساحة السياسية في تونس بلغت من النضج ما يجعلنا نعيش من أجل إيجاد حالة حراك وفعل سياسي جادّ وصريح بهدف دفع قاطرة البناء السياسي والتفاعل الإيجابي بين جميع مكونات المجتمع المدني. طموحاتك المستقبلية ؟ اطمح لأن أكون فعلا جديرة بلقب نائبة عن الأمة وما يحمله هذا التشريف من مسؤولية وأن أعمل جاهدة على إيصال مشاغل المواطن البسيط مهما كان انتماؤه وهي فرصة لأبرهن عن جدارة المعارضة وقدرتها علي التفاعل مع كل مكونات المجتمع المدني دون تشنجّ أو توتر واثبات أن المرأة التونسية علي اختلاف انتماءاها قادرة علي رفع التحديات والإسهام في إنجاحها. الأحزاب متعددة فأيّ الأحزاب السياسية الأخرى تحبذين؟ حزب التجمع لأنه تاريخيا أعرق حزب عرفته تونس ولقد اثبت منذ التغيير تجديدا في الطرح وحراكا سياسيّا جعل الأحزاب السياسة تدخل دائرة الإسهام الفعلي والتحاور وهذا مع التأكيد على أن كل الأحزاب الوطنية لها برامجها وسياستها الثابتة والمتطورة وفقا لمقتضيات الظرف الوطني و العالمي ولعل ما يشهد للمعارضة اليوم هو انخراطها الفعلي والصريح في العمل السياسي وهذا بالطبع مرده المناخ السياسي المستقر الذي تعرفه بلادنا . القضايا التي تشغلك وتودين مناقشتها في المجلس؟ القضايا عديدة وفي كل مجال هناك ما يقال ويذكر ولعل دور النواب يجب أن لا يقتصر على مناقشة قوانين تعرض ولكن أيضا اقتراح مشاريع قوانين أو طرح بعض البدائل والمقترحات طرحا يترجم حقائق الأشياء مهما كانت لنكون بذلك أصواتا صادقة وصادحة.
من خلال تجربتك، ماهو تقييمك لوجود المرأة في العمل النيابي؟ لقد بلغت المرأة التونسية من النضج الكثير والنضج ليس علميّا بالأساس بل هو نضج فكري واجتماعي مكنها من أن تتقلد مناصب متقدمة وأن تصبح في موقع قرار ومن تجربتي المتواضعة في البرلمان ومتابعة مداخلات النوّاب واستفساراتهم أقر أن المرأة التونسية قادرة علي إحداث الفارق وترك بصمات واضحة وجريئة في عديد المجالات بل إنها في كثيرا من المواضيع أكثر جرأة من زملائها
شخصية سياسية شدتك وتودين الاقتداء بها من تونس أو من العالم؟ جمال عبد الناصر. الفن الذي يستهويك؟ اعشق الاستماع إلى قطع موسيقية لأنها تبرهن على قدرة عجيبة لدى الإنسان في ترجمة أفكاره وحالاته النفسية إلى مقطوعات موسيقية مؤثرة فينا. حكمة قريبة من قناعاتك؟ من ظن انه تعلم فقد بدأ جهله *غاندي*