استضافت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث الدكتور والمفكر التونسي "أبو يعرب المرزوقي" وذلك في إطار المشاركة في المحاضرة التي نظمتها الهيئة تحت عنوان "التصوف وأزمة الإنسان المعاصر". وخلال مداخلته أعرب المفكر التونسي عن رفضه اعتبار التصوف علاجا لأزمة المسلمين باعتباره تكريسا لسلطة الاستسلام وتنافيا مع رسالة الإنسان في خلافته في الأرض. وقد استند "المرزوقي" إلى رأي "ابن خلدون" عندما اعتبر التصوف ذا وجهين أولهما مقبول شرعا والآخر يتنافر مع الشريعة. ورأى المفكر التونسي أن مشكلة التصوف ليست في الإدراك الشخصي للمتصوف لذاته وإنما في تحول هذا الإدراك إلى نوع من السلطان على مصائر الآخرين واتخاذه وسيطا بينهم وبين ربهم. وتطرق إلى أزمة المعاصرة موضحا أن هناك نوعين من المعاصرة الفعلية والانفعالية الأولى عندما يعاصر الإنسان ذاته والأخرى تحدث للآخرين باتباع المعاصر لذاته واتخاذه مثلا عليهم ووصف "المرزوقي" الحداثة بأنها نوع من التصوف الدنيوي. وفي ختام مداخلته دعا المفكر التونسي المسلمين إلى ضرورة إبداع حلول للمستقبل وليس محاكاة الآخرين.